تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وسف]:

صفحة 523 - الجزء 12

  أي: لَيْسُوا أَصْحابَ لَزُمٍ للبُيوتِ ولا دَعَةٍ، هم في إِغارَةٍ وَطَلَبِ ثَأْرٍ، وكَفِّ نازِلَةٍ، وخِدمَةِ ضيْفٍ.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  الوَزْفُ، والوَزْفَةُ: الإِسْراعُ في المَشْيِ، وقِيلَ: مُقارَبَةُ الخَطْوِ، قال ابنُ سِيدَه: أُرَى الأَخِيرَةَ عن اللِّحْيانِيِّ، وهي مُسْتَرابَةٌ.

  [وسف]: الوَسْفُ: تَشَقُّقٌ يَبْدُو في مُقَدَّم فَخِذِ البَعِيرِ وَعَجُزِه عِنْدَ السِّمَنِ والاكْتِناز ثُمّ يَعُمُّ فيهِ أي: في جَسَدِه فيَتَوَسَّفُ جِلْدُه، ورُبَّما تَوَسَّفَ من داءٍ أو قُوَباءٍ، قالَه اللَّيْثُ.

  وتَوَسَّفَ: إذا تَقَشَّرَ.

  وتَوَسَّفَ البَعِيرُ: ظَهَرَ بِهِ الوَسْفُ أي: التَّشَقُّقُ، وقالَ ابنُ السِّكِّيتِ: يُقال للقَرْحِ والجُدَرِيِّ إذا يبِسَ وتَقَرَّفَ - وللجَرَبِ أَيضاً في الإِبِلِ إذا قَفَل -: قد تَوَسَّفَ جِلْدُه، وَتَقَشَّرَ جِلْدُه، وتَقَشْقَشَ جِلْدُه، كُلُّه بمَعْنىً.

  أَو تَوَسَّفَ البَعِيرُ: إذا أَخْضَبَ وسَمِنَ، وسَقَطَ وَبَرُه الأَوَّلُ، ونَبَتَ الجَدِيدُ قالَه ابنُ فارِسٍ.

  وَقال غَيْرُه: تَوَسَّفَتْ أَوْبارُ الإِبِلِ: إذا تَطايَرَتْ عنها وَاقْتَرَفَتْ⁣(⁣١)، وقالَ أَبُو عَمْرٍو: إذا سَقَطَ الوَبَرُ أو الشَّعَرُ من الجِلْدِ وتَغَيَّرَ قِيلَ: تَوَسَّفَ.

  * ومما يُستَدْرَكُ عَلَيهِ:

  التَّوْسِيفُ: التَّقْشِيرُ عن الفَرّاءِ، قال: وتَمْرَةٌ مُوَسَّفَةٌ: مُقَشَّرَةٌ، وقد تَوَسَّفَتْ، قال الأَسْوَدُ بنُ يَعْفُرَ النَّهْشَلِيُّ:

  وَكُنْتُ إذا ما قُرِّبَ الزّادُ مُولَعاً ... بكُلِّ كُمَيْتٍ جَلْدَةٍ لَم تُوَسَّفِ

  كُمَيْتٌ: تَمْرَةٌ حَمْراءُ إلى السَّوادِ، وجَلْدَةٌ: صُلْبَةٌ، ولم تُوَسَّفْ: لم تُقَشَّرْ.

  وَوَسْفُ، بالفتح: قَرْيَةٌ من أَعمال هَمَذانَ، ومنها أَبُو عليٍّ رِزْقُ الله بنُ إِبراهِيمَ الوَسْفيُّ المُقِيمُ بغَزالِيَّةِ دِمَشْقَ سمِعَ منه البُرْهانُ الوانِي، وغَيْرُه.

  [وصف]: وَصَفَه يَصِفُه وَصْفاً، وصِفَةً والهاءُ هذه عِوَضٌ عن الواوِ: نَعَتَه وهذا صَرِيحٌ في أنَّ الوَصْفَ والنَّعْتَ مُترادِفانِ، وقد أَكْثَرَ النّاسُ من الفُروق بَيْنَهما، ولا سِيَّما عُلماءُ الكلامِ، وهو مَشْهورٌ، وفي اللِّسانِ: وَصَفَ الشيءَ لهُ وعَلَيهِ: إذا حَلّاه، وقِيلَ: الوَصْفُ: مَصْدَرٌ، والصِّفَةُ: الحِلْيَةُ، وقال اللّيْثُ: الوَصْفُ: وَصْفُكَ الشيءَ بحِلْيَتِه ونَعْته فاتَّصَفَ أي: صارَ مَوْصُوفاً، أو صارَ مُتَوَاصَفاً، كما في الصِّحاحِ قالَ طَرَفَةُ:

  إِنِّي كَفانِيَ مِنْ أَمْرٍ هَمَمْتُ بِهِ ... جارٌ كجارِ الحُذاقِيِّ الّذِي اتَّصَفَا

  أي صارَ مَوْصُوفاً بحُسْنِ الجِوارِ.

  ومن المَجازِ: وَصَفَ المُهْرُ وَصْفاً: إذا تَوَجَّه لِشَيْءٍ من حُسْنِ السِّيرَةِ نقَلَه ابنُ عَبّادٍ، وقالَ غيرُه: إذا جادَ مَشْيُه، كأَنّه وَصَفَ الشيءَ⁣(⁣٢) وقالَ الشَّمّاخُ:

  إِذَا مَا أَدْلَجَتْ وَصَفَتْ يَدَاهَا ... لَها الإِدْلاجَ لَيْلَةَ لا هُجُوعِ

  يُريدُ: أَجادَتْ السَّيْرَ، وقالَ الأَصْمَعِيُّ: أي: تَصِفُ لها إِدْلاجَ اللَّيْلةِ التي لا تَهْجَعُ فِيها.

  والوَصّافُ: العارِفُ بالوَصْفِ عن ابنِ دُرَيْدٍ، ومنه: «وكانَ وَصَّافاً لحِلْيَةِ رَسُولِ الله ».

  قال ابنُ دُرَيْدٍ: والوَصّافُ: لَقَبُ أَحَدِ سادَاتِهِمْ لُقِّبَ بذلِك لِحَدِيثٍ له أَو اسْمُه مالِكُ بنُ عامِر⁣(⁣٣) بنِ كَعْبِ بنِ سَعْدِ بنِ ضُبَيْعَةَ⁣(⁣٤) بنِ عِجْلٍ، قال ابنُ دُرَيْدٍ: سُمِّي الوَصّافَ لأَنَّ المُنْذِرَ الأَكبَر ابنَ ماءِ السّماءِ قَتَلَ يومَ أُوارَةَ بَكْرَ ابنَ وائِل قَتْلاً ذَريعاً، وكانَ يَذْبحُهُم على جَبَلٍ، وآلَى أَن لا يَرْفَعَ عنهم القَتْلَ حتّى يَبْلُغَ الدَّمُ الأَرْضَ، فقَالَ له مالِكُ بنُ عامِرٍ: لو قَتَلْتَ أَهْلَ الأَرْضِ هكَذا لم يَبْلُغَ دَمُهُم الأَرْضَ، ولكن صُبَّ عَلَيهِ ماءً، فإِنّه يبلُغُ الأَرْضَ، فسُمِّيَ بذلِكَ الوَصّاف.

  ومن وَلَدِه: عُبَيْدُ الله بنُ الوَلِيدِ الوَصّافيُّ المُحَدِّثُ العِجْلِيُّ عن عَطاءٍ وطَاوُس وعَطِيَّةَ العَوْفيِّ، وعنه عِيسى بنُ يُونُسَ، وابنُه سَعِيدُ بنُ عُبَيْدِ الله، شيخٌ لمُحَمَّدِ بنِ عِمْرانَ ابنِ أَبِي لَيْلَى.


(١) في اللسان: وافترقت.

(٢) في التهذيب: وصف المشي.

(٣) في الاشتقاق ص ٣٤٥ الحارث بن مالك.

(٤) ضُبَية أمهم، كانت تحت عدي بن حنيفة، وهي بنت عجل بن لجيم.