تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ضلفع]:

صفحة 312 - الجزء 11

  أَضْلاعِه شِبَعَاً ورِيّاً⁣(⁣١)، قالَ ابنُ عَنّابٍ الطّائِيُّ:

  دَفَعْتُ إِليْهِ رِسْلَ كَوْماءَ جَلْدَةٍ ... وِأَغْضَيْتُ عنه الطَّرْفَ حَتَّى تَضَلَّعَا

  أَو تَضَلَّعَ: امْتَلأَ رِيّاً حتى بَلَغَ الماءُ أَضْلاعَه فانْتَفَخَتْ من كَثْرَةِ الشُّرْبِ، ومنه حَدِيثُ ابنِ عَبّاسٍ «أَنَّه كان يَتَضَلَّعُ من زَمْزَمَ».

  وفي حَدِيثِ زَمْزَمَ: «فأَخَذَ بعَرَاقِيها فشَرِبَ حَتَّى تَضَلَّعَ» أَي أَكْثَرَ من الشُّرْبِ حَتَّى تَمَدَّدَ جَنْبُه وأَضْلاعُه.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَليه:

  الأَضَالِعُ: جَمْعُ الضِّلَعِ، وقِيلَ: هو جَمْعُ أَضْلُعٍ⁣(⁣٢)، قال الشّاعِرُ:

  وِأَقبَلَ ماءُ العَيْنِ من كُلِّ زَفْرَةٍ ... إِذَا وَرَدَتْ لم تَسْتَطِعْهَا الأَضَالِعُ

  ودَاهِيَةٌ مُضْلِعَةٌ: تُثْقِلُ الأَضْلاعَ وتَكْسِرُها، وهو مَجَازٌ.

  ورَجُلٌ ضَلِيعُ الثَّنايَا: غَلِيظُهَا.

  وِالضِّلَعُ: خَطٌّ يُخَطُّ في الأَرْضِ، ثم يُخَطُّ آخَرُ، ثمّ يُبْذَرُ ما بَيْنَهُمَا.

  وقُبَّةٌ مُضَلَّعَة: على هَيْئَةِ الأَضْلاعِ.

  وِالضِّلَعُ: الجَزِيرَةُ في البَحْر، والجَمْعُ: الأَضْلاع، وقِيلَ: هو جَزِيرَةٌ بعَيْنِها.

  وأَضْلَعَتْهُ الخُطُوبُ: أَثْقَلَتْه. ورُمْحٌ ضَلِعٌ، ككَتِفٍ: مُعْوَجٌّ لم يُقَوَّمْ، وأَنْشَدَ ابنُ شُمَيْلٍ:

  بِكُلِّ شَعْشَاعٍ كجِذْعِ المُزْدَرِعْ ... فَلِيقُه أَجْرَدُ كالرُّمْحِ الضَّلِعْ

  قلتُ: وهو لابِي مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِيِّ يَصِفُ إِبِلاً تَتَنَاوَلُ الماءَ من الحَوْضِ بكُلِّ عُنُقٍ كجِذْعِ الزُّرْنُوقِ، والفَلِيقُ: المُطْمَئِنُّ في عُنُقِ البَعِير الَّذِي فيه الحُلْقُومُ.

  ورُمْحٌ ضَلِيعٌ: أَعْوَجُ، وكذلِكَ ضَالِعٌ.

  وقال ابنُ عَبّادٍ: المَضْلُوعُ: المَكْسُورُ الضِّلَعِ. والمُسْتَضْلِعُ: القَوِيُّ، قال أَمَيَّةُ بنُ أَبِي عائِذٍ:

  وِإِنْ يَلْقَ خَيْلاً فمُسْتَضْلِعٌ ... تَزَحْزَحَ عن مُشْرِفاتِ العَوَالِي⁣(⁣٣)

  كذا في شَرْحِ الديوانِ.

  وِالضِّلَعُ: أَحَدُ أَوْدِيَةِ صَنْعَاءِ اليَمَنِ، وفيه يَقُولُ الشّاعِرُ:

  يا حَبَّذَا أَنْتِ يا صَنْعَاءُ من بَلَدٍ ... وِحَبَّذَا وَادِيَاكِ: الظَّهْرُ والضِّلَعُ

  ويُقَالُ: نَصَبَ ضِلَعاً للطَّيْرِ، وهو الفَخُّ لا حَدِيدَ بهِ⁣(⁣٤)، كما في الأسَاسِ.

  [ضلفع]: ضَلْفَعٌ، كجَعْفَرٍ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وقال ابنُ دُرَيْدٍ: هو ع وأَنْشَدَ:

  أَقُرَينُ إِنَّكَ لَوْ شَهِدْتَ فَوَارِسِي ... بعَمَايَتَيْنِ إِلَى جَوَانِبِ ضَلْفَعِ⁣(⁣٥)

  قُلْتُ: وهِي قَارَةٌ ببلادِ بَنِي أَسَدٍ، وَتَقَدَّمَ شَاهِدُه أَيْضاً من قَوْلِ رُؤْبَةَ في «ذَعْذع»⁣(⁣٦)، ومِنْ قَوْلِ طُفيْلٍ فِي «وقط» ومن قَوْلِ مُتَمِّمِ بنِ نُوَيْرَةَ اليَرْبُوعِي ¥ في «شرع»⁣(⁣٧).

  وِالضَّلْفَعُ أَيْضاً: المَرْأَةُ الوَاسِعَةُ الهَنِ، كالضَّلْفَعَةِ، عن أَبِي عَمْرٍو، وكذلِك قالَ ابنُ السِّكِّيتِ في الأَلْفَاظِ، قال الأَزْهَرِيُّ: إِنْ صَحّ له، وأَنشد لأُمِّ الوَرْدِ العَجْلانِيَّةِ:

  أَقْبَلْنَ تَقْرِيباً وقامَتْ ضَلْفَعا ... فأَقْبَلَتْهُنَّ هِبِلًّا أَبْقَعَا

  عِنْدَ اسْتِهَا مِثْل اسْتِهَا وأَوْسَعَا⁣(⁣٨)

  وِقال أَبو عَمْرٍو: ضَلْفَعَ رَأْسَه: حَلَقَه، وكذلِكَ: صَلْفَعَه، وصَلْمَعَه.


(١) في القاموس: «أو ريّاً» والأصل كاللسان.

(٢) قال ابن الأنباري في المذكر والمؤنث: وربما جمعوا الأضْلُع فقالوا: الأضالع، فالأضالع جمع الجمع وليس جمع الضِّلع.

(٣) ديوان الهذليين ٢/ ١٨٩ برواية: «فإن يلق ... مشرعات العوالي».

(٤) في الأساس: لاحديدابه.

(٥) الجمهرة ٣/ ٣٤٥.

(٦) لم يرد في مادة «ذعذع» لرؤبة شاهداً عليه والذي ورد:

بادت وأمسى خيمها تذعذعا

(٧) لم يرد لمتمم بن نويرة في مادة شرع شيء. وانظر معجم البلدان «ضلفع» فقد ذكر قوله.

(٨) في التهذيب؛ أو أوسعا.