تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[بني]:

صفحة 220 - الجزء 19

  وقد بَلَّيْتُ وأَبْلَيْتُ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للطّرمَّاح:

  مَنازِل لا تَرَى الأَنْصابَ فيها ... ولا حُفَرَ المُبَلّي للمَنُون⁣(⁣١)

  أَي أَنَّها مَنازلُ أَهْلِ الإِسْلامِ دُونَ الجاهِلِيَّةِ.

  والبَلِيَّةُ: قيلَ أَصْلُها مُبْلاةٍ كالرَّدِيَّةِ بمعْنَى المُرَدَّاةِ، فَعِيلَةٌ بمعْنَى مُفْعَلة.

  وأَبْلاهُ اللهُ ببَلِيَّةٍ إِبْلاءً حَسَناً: إذا صَنَعَ به صُنْعاً جَمِيلاً وأبْلاه مَعْروفاً؛ قالَ زُهَيْرٌ:

  جَزَى اللهُ بالإحْسانِ ما فَعَلا بِكُمْ ... وأَبْلاهما خيرَ البَلاءِ الذي يَبْلُو⁣(⁣٢)

  أَي صَنَعَ بهما خيرَ الصَّنيعِ الذي يَبْلُو به عِبادَه.

  وأَبْلاهُ: امْتَحَنَه؛ ومنه الحدِيثُ: «اللهُمَّ لا تُبْلِنا إلَّا بالتي هي أَحْسَن»، أَي لا تَمْتَحِنَّا.

  وفي الحدِيثِ: «إنَّما النّذْرُ ما ابْتُلِيَ به وَجْهُ اللهِ»، أَي أُرِيد به وَجْههُ وقُصِدَ به.

  وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: يقالُ أَبْلَى فلانٌ إذا اجْتَهَدَ في صفَةِ حَرْبٍ أَو كرمٍ.

  يقالُ: أَبْلَى ذلِكَ اليومَ بَلاءً حَسَناً، قالَ: ومِثْله بَالَى مُبالاةً؛ وأَنْشَدَ:

  ما لي أَراكَ قائماً تُبالي ... وأَنتَ قد قُمتَ من الهُزالِ⁣(⁣٣)؟

  قالَ: سمعه وهو يقولُ أَكَلْنا وشَرِبْنا وفَعَلْنا، يُعَدِّد المَكارِمَ وهو في ذلِكَ كاذبٌ؛ وقالَ في مَوْضِع آخر: معْنَى تُبالِي تَنْظُرُ أَيّهم أَحْسَن بالاً وأَنْتَ هالِكٌ، قالَ: ويقالُ بَالى مُبالاةً فاخَرَهُ، وبَالاهُ يُبالِيهِ إذا ناقَضَهُ.

  وبالَى بالشَّيءِ يُبالِيهِ: اهْتَمَّ به وتَبَلّاه مثْل بَلّاهُ؛ قالَ ابنُ أَحْمر:

  لَبِسْتُ أَبي حتى تَبَلَّيْتُ عُمْرَه ... وبَلَّيْتُ أَعْمامِي وبَلَّيْتُ خالِيا⁣(⁣٤)

  يُريدُ: عشْتُ المدَّةُ التي عَاشَها أَبي، وقيلَ: عامَرْتُه طُول حَياتِي.

  وبَلَّى عليه السَّفَرَ: أَبْلَاهُ.

  وناقَةٌ بَلِيَّة: التي ذَكَرَها المصنِّف في معْنى مُبْلاةٍ أَو مُبَلَّاة، والجَمْعُ البَلايا؛ وقد مَرَّ شاهِدُه مِن قَوْل غَيْلان الرَّبعِي.

  وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: البَلِيُّ والبَلِيَّةُ والبَلايا التي قد أَعْيَت وصارَتْ نِضْواً هالِكاً.

  وتبلى، كترضى: قَبيلَةٌ مِن العَرَبِ.

  وبَلِيٌّ، كغَنِيِّ: قَرْيَةٌ ببَلَخ، منها أَحْمَدُ بنُ أَبي سعيدٍ البَلَويُّ رَوَى له المَالِيني.

  وأَبو بُلَيّ، مُصَغَّراً: عبيدُ بنُ ثَعْلبةَ مِن بَني مجاشع بنِ دَارِم جَدّ عَمْرو بنِ شاسٍ الصَّحابيّ.

  وبُلَيٌّ، مُصَغّراً: تَلّ قَصْر أَسْفَل حاذة بَيْنها وبينَ ذاتِ عِرْق، ورُبَّما يُثَنَّى في الشِّعْر؛ قالَهُ نَصْر.

  وأُبْلِيُّ، بضمٍ فسكونٍ فكسْرِ اللَّامِ وتَشْديدِ الياءِ: جَبَلٌ عندَ أَجَأَ وسُلْمَى؛ قالَ الأَخطَل:

  يَنْصَبّ في بطن أُبْليِّ ويَبْحَثهُ ... في كلّ مُنْبَطحٍ منه أخاديدُ⁣(⁣٥)

  وبَلَوْتُ الشَّيءَ: شَمَمْتُه؛ وهو مجازٌ كما في الأساسِ.

  وبُلَيَّةُ، كسُمَيَّة: جَبَلٌ بنَواحِي اليَمامَة، عن نَصْر.

  [بني]: ي البَنْيُ: نَقِيضُ الهَدْمِ.

  لم يُشِرْ على هذا الحَرْفِ بياءٍ، أَو بواوٍ⁣(⁣٦)، وهي يائِيَّةٌ، وكأَنَّه سَها عنه أَو لاخْتِلافٍ كما سَيَأْتي بَيانُه.


(١) اللسان والصحاح.

(٢) ديوانه ص ١٠٩ واللسان والصحاح والتهذيب وعجزه في المقاييس ١/ ٢٩٤.

(٣) اللسان والتهذيب.

(٤) اللسان.

(٥) معجم البلدان «أبلي».

(٦) كذا بالأصل، وفي القاموس: «ي: البَنْيُ» فلعل نسخة الشارح سقطت منها «ي».