[بني]:
  وقد بَلَّيْتُ وأَبْلَيْتُ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للطّرمَّاح:
  مَنازِل لا تَرَى الأَنْصابَ فيها ... ولا حُفَرَ المُبَلّي للمَنُون(١)
  أَي أَنَّها مَنازلُ أَهْلِ الإِسْلامِ دُونَ الجاهِلِيَّةِ.
  والبَلِيَّةُ: قيلَ أَصْلُها مُبْلاةٍ كالرَّدِيَّةِ بمعْنَى المُرَدَّاةِ، فَعِيلَةٌ بمعْنَى مُفْعَلة.
  وأَبْلاهُ اللهُ ببَلِيَّةٍ إِبْلاءً حَسَناً: إذا صَنَعَ به صُنْعاً جَمِيلاً وأبْلاه مَعْروفاً؛ قالَ زُهَيْرٌ:
  جَزَى اللهُ بالإحْسانِ ما فَعَلا بِكُمْ ... وأَبْلاهما خيرَ البَلاءِ الذي يَبْلُو(٢)
  أَي صَنَعَ بهما خيرَ الصَّنيعِ الذي يَبْلُو به عِبادَه.
  وأَبْلاهُ: امْتَحَنَه؛ ومنه الحدِيثُ: «اللهُمَّ لا تُبْلِنا إلَّا بالتي هي أَحْسَن»، أَي لا تَمْتَحِنَّا.
  وفي الحدِيثِ: «إنَّما النّذْرُ ما ابْتُلِيَ به وَجْهُ اللهِ»، أَي أُرِيد به وَجْههُ وقُصِدَ به.
  وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: يقالُ أَبْلَى فلانٌ إذا اجْتَهَدَ في صفَةِ حَرْبٍ أَو كرمٍ.
  يقالُ: أَبْلَى ذلِكَ اليومَ بَلاءً حَسَناً، قالَ: ومِثْله بَالَى مُبالاةً؛ وأَنْشَدَ:
  ما لي أَراكَ قائماً تُبالي ... وأَنتَ قد قُمتَ من الهُزالِ(٣)؟
  قالَ: سمعه وهو يقولُ أَكَلْنا وشَرِبْنا وفَعَلْنا، يُعَدِّد المَكارِمَ وهو في ذلِكَ كاذبٌ؛ وقالَ في مَوْضِع آخر: معْنَى تُبالِي تَنْظُرُ أَيّهم أَحْسَن بالاً وأَنْتَ هالِكٌ، قالَ: ويقالُ بَالى مُبالاةً فاخَرَهُ، وبَالاهُ يُبالِيهِ إذا ناقَضَهُ.
  وبالَى بالشَّيءِ يُبالِيهِ: اهْتَمَّ به وتَبَلّاه مثْل بَلّاهُ؛ قالَ ابنُ أَحْمر:
  لَبِسْتُ أَبي حتى تَبَلَّيْتُ عُمْرَه ... وبَلَّيْتُ أَعْمامِي وبَلَّيْتُ خالِيا(٤)
  يُريدُ: عشْتُ المدَّةُ التي عَاشَها أَبي، وقيلَ: عامَرْتُه طُول حَياتِي.
  وبَلَّى عليه السَّفَرَ: أَبْلَاهُ.
  وناقَةٌ بَلِيَّة: التي ذَكَرَها المصنِّف في معْنى مُبْلاةٍ أَو مُبَلَّاة، والجَمْعُ البَلايا؛ وقد مَرَّ شاهِدُه مِن قَوْل غَيْلان الرَّبعِي.
  وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: البَلِيُّ والبَلِيَّةُ والبَلايا التي قد أَعْيَت وصارَتْ نِضْواً هالِكاً.
  وتبلى، كترضى: قَبيلَةٌ مِن العَرَبِ.
  وبَلِيٌّ، كغَنِيِّ: قَرْيَةٌ ببَلَخ، منها أَحْمَدُ بنُ أَبي سعيدٍ البَلَويُّ رَوَى له المَالِيني.
  وأَبو بُلَيّ، مُصَغَّراً: عبيدُ بنُ ثَعْلبةَ مِن بَني مجاشع بنِ دَارِم جَدّ عَمْرو بنِ شاسٍ الصَّحابيّ.
  وبُلَيٌّ، مُصَغّراً: تَلّ قَصْر أَسْفَل حاذة بَيْنها وبينَ ذاتِ عِرْق، ورُبَّما يُثَنَّى في الشِّعْر؛ قالَهُ نَصْر.
  وأُبْلِيُّ، بضمٍ فسكونٍ فكسْرِ اللَّامِ وتَشْديدِ الياءِ: جَبَلٌ عندَ أَجَأَ وسُلْمَى؛ قالَ الأَخطَل:
  يَنْصَبّ في بطن أُبْليِّ ويَبْحَثهُ ... في كلّ مُنْبَطحٍ منه أخاديدُ(٥)
  وبَلَوْتُ الشَّيءَ: شَمَمْتُه؛ وهو مجازٌ كما في الأساسِ.
  وبُلَيَّةُ، كسُمَيَّة: جَبَلٌ بنَواحِي اليَمامَة، عن نَصْر.
  [بني]: ي البَنْيُ: نَقِيضُ الهَدْمِ.
  لم يُشِرْ على هذا الحَرْفِ بياءٍ، أَو بواوٍ(٦)، وهي يائِيَّةٌ، وكأَنَّه سَها عنه أَو لاخْتِلافٍ كما سَيَأْتي بَيانُه.
(١) اللسان والصحاح.
(٢) ديوانه ص ١٠٩ واللسان والصحاح والتهذيب وعجزه في المقاييس ١/ ٢٩٤.
(٣) اللسان والتهذيب.
(٤) اللسان.
(٥) معجم البلدان «أبلي».
(٦) كذا بالأصل، وفي القاموس: «ي: البَنْيُ» فلعل نسخة الشارح سقطت منها «ي».