[نسس]:
  منسوبٌ إِليه، مِنْهَا الثِّيَابُ النَّرْسِيَّةُ، نقَلَه الأَزْهَرِيُّ وقَال: هو ليس بعَرَبِيٍّ.
  وقال ابنُ دُرَيْدٍ(١). ونَرْسٍ: مَوْضِعٌ ولا أَحْسَبُه عَرَبِيًّا، ولا أَعرفُ له في اللُّغَةِ أَصْلاً، إِلاَّ أَنَّ العَرَبَ سَمَّوْا نَارِسَةَ، قالَ: ولم أَسْمَعْ فيه شيئاً مِنْ عُلَمَائِنَا. قلْت: وقد سَبَق له في «نرز» أَنَّ العَرَبَ سَمَّتْ نَرْزَةَ ونَارِزَةَ، وتقدَّم أَيضاً أَنَّه ليس في الكلامِ نُونٌ فَراءٌ بلا فاصِلٍ، وتقدَّم البَحْثُ فيه في «هنر». وقال ابنُ فارِسٍ: النُّونُ والرّاءُ لا تَأْتَلِفَان، وقد يكونُ بينَهما دَخِيلٌ.
  والنِّرْسِيَانُ، بالكَسْرِ: مِن أَجْوَدِ التَّمْرِ بالكُوفَةِ، وليسَ بعَرَبِيّ مَحْضٍ، الوَاحِدَةُ بِهاءٍ قال الأَزْهَرِيُّ: وقد جَعَلَه ابنُ قُتَيْبَةَ صِفَةً أَو بَدَلاً، فقال: تَمْرَةٌ نِرْسِيَانَةٌ، بالكَسْرِ، وأَهْلُ العِرَاقِ يَضْرِبُونَ الزُّبْدَ بالنِّرْسِيَانِ مَثَلاً لِمَا يُسْتَطَابُ، قالَ الأَزْهَرِيُّ وابنُ دُرَيْدٍ: وليسَ بِعَرَبِيّ، وقد تَقَدَّم في «برس» أَنَّ الزَّمَخْشَرِيَّ ضَبَطَه بالمُوَحَّدَة، ولعَلَّه مِن النُّسّاخِ سَبْقُ قَلَمٍ، فانْظُرْه.
  * ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه:
  عبدُ الأَعْلَى بنُ حَمّادٍ النَّرْسِيُّ، بالفتح، وآخَرُون، يُنْسَبُون إِلى جَدِّهم نَصْرٍ، وكانَتْ الفُرْسُ يقولُونه: نَرْس ولا يُفْصِحُون به، فغَلبَ عليهِ، وهُمْ بَيْتُ حَدِيثٍ.
  ونَرْسُ، الّذِي ذكره المُصَنِّف: اسْمُ نَهْرٍ بَيْنَ الحِلَّةِ والكُوفَةِ وهو(٢) نَهْرٌ حَفَرَهُ نَرْسى(٢) بن بَهْرَامَ بنِ بَهْرَامَ بن بَهرامَ، مَأْخَذُه من الفُرات، عليه عِدَّةُ قُرىً منه عبدُ الله ابنُ إِدْرِيس النَّرْسِيُّ، شيخٌ لِأَبِي العَبّاسِ السَّرّاجِ، وأَبُو الغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بنُ عليّ بنِ مَيْمُونٍ النَّرْسِيُّ، من شُيُوخِ أَبِي الفَتْحِ نَصْرِ بنِ إِبْرَاهِيمَ المَقْدسيّ(٣).
  ونِرْسِيَانُ أَيْضاً: اسمُ ناحِيَةٍ بالعِرَاقِ، لها ذِكْرٌ في الفُتُوح، قالَ عامِرُ بنُ عَمْرٍو:
  ضَرَبْنَا عُمَاةَ النِّرْسِيَانِ بكَسْكَرٍ ... غَدَاةَ لَقِيناهُمْ بِبِيضٍ بَوَاتِرِ
  والنَّوْرَسُ: طَيْرُ الماءِ الأَبْيَضِ، وهو الزُّمَّجُ، جَمْعُه النَّوَارِسُ.
  [نسس]: النَّسُّ: السَّوْقُ، يُقَال: نَسَسْتُ النَّاقَةَ نَسّاً، أَي سُقْتُهَا. وقال شَمِرٌ: سَمِعْتُ ابنَ الأَعْرَابِيِّ يقول: النَّسُّ: السَّوْقُ الشَّديدُ، وقَالَ غيرُه: النَّسُّ: هو السَّوْقُ الرَّفِيقُ، وبه فُسِّر الحَدِيثُ، في صِفَتِه ﷺ: «كانَ يَنُسُّ أَصْحَابَه» أَي يَمْشِي خَلْفَهمَ، كما في النِّهَايَةِ.
  وفي الصّحاح: النَّسُّ: الزَّجْرُ، وقد نَسَّهَا نَسَّا. قالَه الجوْهريُّ، كالنَّسْنَسَةِ فيهما، وقال شَمِرٌ: نَسْنَسَ ونَسَّ، مثْل نَشْنَشَ ونَشَّ، وذلك إِذا ساقَ وطَرَد، وقال الكِسائِيُّ: نَسَسْتُ النَّاقَةَ والشَّاةَ أَنُسُّهَا نَسًّا، إِذا زَجَرْتَها فقُلْتَ لها: إِسْ إِسْ، وقال غيرُه: أَسَسْتُ، وقد ذُكِر في مَحَلِّه.
  والنَسُّ: اليُبْسُ، عن الأَصْمَعِيّ، كالنُّسُوسِ، بالضّمّ، والنَّسِيسِ، كأَمِير، يُقَال: نَسَّ اللَّحْمُ والخُبْزُ يَنُسُّ ويَنِسُّ، من حَدِّ نَصَرَ وضَرَبَ، وهي خُبْزَةٌ نَاسَّةٌ: يَابِسَةٌ وقال الرّاجِز:
  وبَلَدٍ تُمْسِي قَطَاهُ نُسَّسَا
  أَي يَابِسَةً من العَطَشِ، وهو مَجازٌ.
  وقال اللَّيْثُ: النَّسُّ: لُزُومُ المَضَاءِ في كُلِّ أَمْرٍ، أَو هو سُرْعَةُ الذَّهابِ ووُرُودُ الماءَ، ونَصُّ الليْث: لِوُرُودِ الماءِ خاصَّةً، كالتَنْساسِ، بالفَتْح، قال الحُطَيْئَةُ:
  وقَدْ نَظَرْتُكُمْ إِينَاءَ صَادِرَةٍ ... لِلْخِمْسِ طَالَ بِهَا حَوْزِي وتَنْسَاسِي(٤)
  والمِنَسَّةُ، بالكَسْرِ: العَصَا التي تَنُسُّها بِهَا، مِفْعَلَةٌ مِن النَّسِّ، بمعنَى الزَّجْرِ، فإِنّ هَمَزْتَ كان من نَسَأْتُهَا، قالَهُ الجَوْهَرِيُّ، وقال غيرُه: من النَّسِّ، بمَعْنَى السَّوْقِ.
  والنَّاسَّةُ، هكذا بلام التعْريفِ في الصّحاح، وفي المُحْكَم: ناسَّةُ، والنَّسَّاسَّةَ، وهذه عن ثَعْلَبٍ: من أَسْماءِ مَكَّةَ، حَرَسها الله تعالى، قيل: سُمِّيَتْ لِقِلَّةِ الماءِ بها إذ ذاك، أَي أَمّا الآنَ فَلَا، وقال الزَّمَخْشَرِيُّ: لِجدْبِها ويُبْسِهَا
(١) الجمهرة ٢/ ٣٣٨ والتكملة وانظر نصهما.
(٢) بالأصل: «يعرف بنهر صفر بن موسى بن بهرام ...» وما أثبت عن معجم البلدان «نرس».
(٣) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «القوسى».
(٤) روايته في الديوان:
وقد نظرتكم عشاء صادرة ... للخمس طال بها حبسي وتناسي
وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله»: إيناء، هو الإنتظار كما في اللسان».