تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نجر]:

صفحة 507 - الجزء 7

  وأَبو الحَسَن محمّد بن القاسم بن المَنْثُور الجُهَنِيّ الكُوفيّ مات سنة ٤٧٦ وابنُه أَبو طاهرٍ الحَسَن، رَوَى عنه ابنُ عَساكر.

  وَنَثْرَةُ، بالفَتْح: مَوْضِعٌ، نقلَه الصّاغانيّ.

  والنَّثُور، كصَبُور: الاسْتُ. ورَوَى الزّمَخْشَرِيُّ في رَبِيع الأَبْرَار عن أَبي هُرَيْرَة ¥: «كان من دُعائه: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلكَ ضِرْساً طَحُوناً، ومَعِدَةً هَضوماً ودُبُراً نَثوراً».

  ونَثْرَة، بالفَتْح: مَوضِع ذَكَرَه لبيد بن عُطَارِدِ بن حاجِب بن زُرَارَةَ التَّميميّ⁣(⁣١) وقال:

  تَطَاوَل ليْلِيَ بالإِثْمدَيْنِ ... إِلى الشَّطْبَتَيْن⁣(⁣٢) إِلى نَثْرَهْ

  قاله ياقوت.

  [نجر]: النَّجْرُ: الأَصْلُ والحَسَب، كالنِّجَارِ والنُّجَارِ، بالكَسْر والضّمّ، هكذا في نُسخَتنَا. وفي بعَضهَا كالنّجَار، بالكَسْرِ والضَّمّ. ويُقَال النَّجْر: اللَّوْن، ومنه المَثَل في المُخَلَّط قَوْل الشّاعِر:

  كُلُّ نِجَارِ إِبِلٍ نِجَارُهَا ... ونَارُ إِبْلِ العَالَمِينَ نَارُهَا⁣(⁣٣)

  هذِه إِبلٌ مَسْرُوقةٌ من آبَالٍ شَتَّى، وفيهَا من كلِّ ضَرْب ولَوْن. وقال الجَوْهَرِيّ: أَي فيه كلُّ لوْنٍ من الأَخْلَاقِ. ولا يَثْبُت على رَأْي نَقَلَه عن أَبي عُبَيْدَة⁣(⁣٤)، ونَصُّه: وليس له رَأْي يَثبُت عليه.

  والنَّجْرُ: أَنْ تَضُمَّ من كَفِّكَ بُرْجُمَةَ الإِصْبَعِ الوُسْطَى ثمّ تَضْرِبَ بها رَأْسَ أَحَدٍ، قاله اللَّيْث، ونقَلَه ابن القَطّاع في التَّهْذيب، والزّمخشريُّ في الأَساس، والصاغانيُّ في التَّكْملَة، وقد نَجَرَهُ نجْراً، إِذا جَمَعَ يَدَه ثمّ ضَرَبَهُ بالبُرْجُمَةِ الوُسْطَى. وقال الأَزْهَرِيُّ: لم أَسْمَعْهُ لغَيْر اللَّيْث، والذي سَمِعْنَاه: نَحَزْتهُ - بالحَاءِ والزاي⁣(⁣٥) - إِذا دَفَعْته ضَرْباً، كذا في اللّسَان، ونقله الصّاغَانِيّ أَيضاً.

  وقال اللَّيْث: النَّجْرُ: نَحْتُ الخَشَبِ، نَجَرَهُ يَنْجُره نَجْراً. وقال غيرُه: النَّجْر: القَطْع، قال: ومنه نَجَرَ العُودَ نَجْراً، وعُودٌ مَنْجورٌ: نَجَرَه النَّجّار.

  والنَّجْر: القَصْد، ومنه المَنْجَر بمعنَى المَقْصِد، وسيأْتي. وقال ابن سيدَه: النَّجْر: الحَرُّ، قال الشاعر:

  ذهَبَ الشتاءُ مُوَلِّياً هَرَباً ... وأَتَتْكَ وَافِدَةٌ من النَّجْرِ

  والنَّجْر: سَوْقُ الإِبِلِ شَدِيداً. يقال: نَجَرَ الإِبلَ يَنْجُرهَا نَجْراً: ساقَهَا سَوْقاً شديداً.

  وقال الجَوْهَرِيّ: نَجْرٌ: عَلَمُ أَرْضَيْ مَكةَ والمَدِينَةِ شرَّفهما الله تَعالى: والمَجَاز: النَّجْر: المُجَامَعَةُ وقد نَجَرَها نَجْراً: نَكَحها.

  والنَّجْرُ: اتِّخاذُ النَّجِيرَةِ. يقال للمرأَة: انْجُرِي لصِبْيانِك ولرِعائِك، أَي اتَّخِذي لهم النَّجِيرَةَ من الطَّعَام.

  والنَّجَر، بالتَّحْرِيك: عَطَشُ الإِبِلِ والغَنَم عن أَكْلِ الحِبَّةِ، وهي بُزورُ الصّحراءِ، فلا تَكَاد تَرْوَى من الماءِ فتَمْرَضُ عنه فتَموت. وهي إِبِلٌ نَجْرَى ونَجَارَى، كسَكْرَى وسَكَارَى، ونَجِرَةٌ، كفَرحَة. يقَال: نَجِرَت الإِبل ومَجِرَت أَيضاً. وقد ذُكرَ في محلّه. قال أَبو محَمّد الفَقْعَسِيُّ:

  حتَّى إِذا ما اشْتَدَّ لُوبَانُ النَّجَرْ ... ورَشَفَتْ مَاءَ الإِضاءِ والغُدُرْ

  ولاحَ للعَيْنِ سُهَيْلٌ بسَحَرْ ... كشُعْلَةِ القابِس يَرْمِي بشَرَرْ

  يَصِفُ إِبلاً أَصابَها عَطشٌ شَديد.

  واللُّوبانُ: شدَّةُ العَطَش، قال يَعْقوب: وقد يُصِيبُ الإِنسانَ النَّجَرُ⁣(⁣٦)، وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ: النَّجَر والنَّجَرَانُ: العَطَشُ وشِدَّةُ الشُّرْبِ. وقيل: هو أَن تَمتِلئَ بَطنُه من شُرْبِ


(١) عن معجم البلدان، وبالأصل «التيمي».

(٢) عن معجم البلدان، وبالأصل «الشيطبين».

(٣) التهذيب ورواية المشطور الأول فيه:

نجار كل إبلٍ نجارها

(٤) الصحاح: «أبي عبيد» وفي اللسان فكالأصل.

(٥) وردت في التهذيب: «نجزته» بالجيم، وما في اللسان والتكملة فكالأصل.

(٦) عبارة الصحاح: قال يعقوب: وقد يصيب الإنسان النجرُ من شرب اللبن الحامض فلا يروى من الماء.