تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[غدف]:

صفحة 406 - الجزء 12

  [غدف]: الغُدافُ، كغُرابٍ، غُرابُ القَيْظِ نقَلَه الجوْهَرِيُّ، زادَ غيرُه: الضَّخْمُ، وأَطْلَقه بَعْضُهم، فقَالَ: هو الغُرابُ مُطْلَقًا ورُبَّما سُمِّيَ النَّسْرُ الكَثِيرُ الرِّيشِ غُدافاً ج: غِدْفانٌ بالكَسْرِ.

  والغُدَافُ: علَم رجُلٍ.

  والغُدَافُ: الشَّعَرُ الطَّوِيلُ الأَسْودُ الوافِرُ، قال الكُميْتُ - يَصِفُ الظَّلِيمَ وبيْضَه -:

  يَكْسُوهُ وَحْفاً غُدافاً من قَطِيفَتِه ... ذاتِ الفُضُولِ مع الإِشْفاقِ والحَدَبِ

  وَأَنشَدَ ابنُ الأَعرابِيِّ:

  تَصَيَّدُ شُبَّانَ الرِّجالِ بفاحِمٍ ... غُدافٍ وتَصْطادِينَ عُثًّا وجُدْجُدَا

  والغُدَافُ: الجَناحُ الأَسْودُ قال رُؤْبَةُ:

  رُكِّبَ في جَناحِكَ الغُدافي ... من القُدامَى ومن الخَوافي⁣(⁣١)

  وَيُقالُ: أَسْوَدُ غُدافيٌّ: إذا كانَ شَدِيدَ السَّوادِ، وقيل: كُلُّ أَسْوَدَ حالِكٍ غُدافٌ.

  وقال ابنُ دُرَيْدٍ: الغادِفُ: المَلّاحُ لُغةٌ يَمانِيّةٌ.

  قال: والغَادُوفُ: المِجْدافُ بلُغَتِهِمْ كالمِغْدَفِ كمِنْبَرٍ، وَكذلِك المِغْدَفَةُ، بالهاءِ.

  ويُقال: هُمْ في غَدَفٍ من مَعِيشَتِهِم مُحَرَّكَةً: أي نَعْمَةٍ وَخِصْبٍ وسَعَةٍ كما في العُبابِ والتَّكْمِلَة، ووَقَع في اللِّسانِ في غِدافٍ⁣(⁣٢) من عِيشَتِهم.

  والغِدَفُّ كهِجَفٍّ: الأَسَدُ نقلَه الصّاغانِيُّ.

  وقال ابنُ عبّادٍ: غَدَفَ لَهُ في العَطاءِ: أي أَكْثَرَ ووَسَّعَ.

  وأَغْدَفَت المَرْأَةُ قِناعَها: أي أَرْسَلَتْه على وَجْهِها قال عَنْتَرَةُ:

  إِنْ تُغْدِفي دُونِي القِناعَ فإِنَّنِي ... طَبٌّ بأَخْذِ الفارِسِ المُسْتَلْئِمِ

  ومن المَجازِ: أَغْدَفَ اللَّيْلُ: إذا أَقْبَلَ، وأَرْخَى سُدُولَه قال:

  حَتَّى إذا اللَّيْلُ البَهيمُ أَغْدَفَا

  وأَغْدَفَ الصَّيّادُ الشَّبَكَةَ عَلَى الصَّيْدِ: إذا أَسْبَلَها عليهِ، وَمنه الحَدِيثُ: «فأَغْدَفَ عَلَيْهما خَمِيصَةً سَوْداءَ» أي عَلَى [علِيٍّ]⁣(⁣٣) وفاطِمَةَ ®.

  وأَغْدَفَ الخاتِنُ: اسْتَأْصَلَ الغُرْلَةَ كأَسْحَتَ، قال ابنُ سِيدَه: وعِنْدِي أَنّ أَغْدَفَ: تَرَكَ منه، وأَسْحَتَ: اسْتَأْصَلَه، وَيُقال: إذا خَتَنْتَ فلا تُسْحِتْ ولا تُغْدِفْ، ومعنى لم يُغْدِفْ: أي لم يُبْقِ شيئاً كَثِيرًا من الجِلْدِ، ولم يُطْحِرْ: لم يَسْتَأْصِل.

  وأَغْدَفَ الرَّجُلُ بِها أي بالمَرْأَةِ: إذا جامَعَها نقلَهُ ابنُ عَبّادٍ، وفي الأَساسِ: دَخَلَ بها.

  واغْتَدَفَ فلانٌ منه اغْتِدافاً: أَخَذَ مِنْهُ شيْئاً كَثِيرًا كما في اللِّسانِ والمُحِيطِ.

  واغْتَدَفَ الثَّوْبَ: قَطَعَه كما في المُحِيطِ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  اغْدَوْدَفَ اللَّيْلُ: أَقْبَلَ بظَلامِه.

  وَأَغْدَفَ عَلَيهِ: أَرْسَلَ عَلَيهِ الشَّبَكَةَ، ومنه الحَدِيثُ: «إِنّ قَلْبَ المُؤْمِنِ أَشَدُّ ارْتِكاضاً - من الذَّنْب يُصِيبُه - من العُصْفُورِ حين يُغْدَفُ بِه»⁣(⁣٤) نقَلَه الجوْهريُّ، أَراد: حين تُطْبِقُ الشِّباكُ عَلَيه فيضطَّربُ ليُفْلِتَ.

  وَالغِدْفَةُ بالكَسر: لباسُ المَلِكِ.

  وَبالضَّمِّ: كهيْئَةِ القِناعِ تَلْبسُه نِساءُ الأَعْرابِ.

  وَعيْشٌ مُغْدِفٌ: مُلْبِسٌ واسِعٌ.

  وَأَغْدَفَ البحْرُ: اعْتَكرتْ أَمْواجُه، وهو مجازٌ.

  [غذف]: * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  الغَذُوفُ، بالذّال المُعْجمَة: لُغَةٌ في الغَدُوف، أَهْمَله


(١) في أراجيزه ص ١٠٠: من القدامى لا من الخوافي.

(٢) وفي التهذيب المطبوع: «غِداف» أيضاً.

(٣) زيادة عن النهاية واللسان والتهذيب.

(٤) نصه في التهذيب: «لقلبُ المؤمن أشد ارتكاضاً على الخطيئة من العصفور حين يُغدف به» وفي النهاية: «لنفس المؤمن ..».