[عوع]:
  يَكُونَ هذا الاسْمُ مِن كَلامِ العَرَبِ. وقِيلَ: إِنَّمَا هو الخُعْخُع، نَقَلَه الخَلِيلُ عن أَعْرَابِيٍّ آخَرَ، قالَ اللَّيْثُ: وهذا مُوَافِقٌ لِقِيَاسِ العَرَبِيَّةِ. قلتُ: وقد تَقَدَّمَ ذلِكَ في مَوْضِعِه.
  ونَقَلَه ابنُ دُرَيْدٍ في الجَمْهَرَةِ هكَذَا، وابنُ شُمَيْلٍ في كِتَابِ الأَشْجَارِ لَهُ وأَمَّا ما وَقَعَ في بَعْضِ كُتُبِ المَعَانِي والبَيَانِ، في بابِ الفَصَاحَةِ وما يُخِلُّ بِها من التَعْقِيدِ: تَرْعَى العُهْعُخَ، بتَقْدِيمِ العَيْنِ، والخاءُ في آخِرِه، فغَلَطٌ. قالَ ابنُ شُمَيْلٍ - عن أَبِي الدُّقيْشِ -: هي كَلِمَةُ مُعاياةٍ. ولا أَصْلَ لها، وذَكَر الأَزْهَرِيُّ في الخاءِ: أَنَّهُ شَجَرَةٌ يُتَدَاوَى بها وبوَرَقِهَا، ولم يُنْكِرْه، كما تَقَدَّمَ ذلِكَ مَرَّتَيْنِ، فتَغْلِيطُه لأَهْلِ المَعَانِي مَحَلُّ نَظَرٍ وتَأَمُّلٍ.
  [عوع]: العَوْعَاءُ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ والصّاغَانِيُّ في العُبابِ، وأَوْرَدَهُ في التَّكْمِلَةِ من غيْرِ عَزْوٍ، فقالَ: هو الغَوْغَاءُ، وقالَ الأَزْهَرِيُّ: قالَ الأَصْمَعِيُّ: سَمِعْتُ عَوْعَاةَ القَوْمِ وغَوْغَاتَهم، إِذا سَمِعْتَ لَهُم لَجَبَةً وصَوْتاً، كما في اللِّسَانِ.
  [عيع]: عَيَّعَ القَوْمُ تَعْيِيعاً، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقالَ الأَزْهَرِيُّ: أَي عَيُوا عن أَمْرٍ قَصَدُوه، وأَنْشَدَ:
  حَطَطْتُ على شِقٍّ الشِّمَالِ وعَيَّعُوا ... حُطُوطَ رَباعٍ مُحْصِفِ الشَّدِّ قارِبِ
  وقال: الحَطُّ: الاعْتِمَادُ في السَّيْرِ.
  وِفي كُتُب التَّصْرِيفِ من مُؤَلَّفاتِ المَازِنِيِّ وابْنِ جِنِّي: عاعَيْتُ عِيْعَاءً، بالكَسْرِ، ولم يُفَسِّرُوهُ.
  قُلْتُ: وعِنْدِي أَنَّ مَعْنَاهُ: قلتُ: عاءْ عاءْ، و* قال الأَخْفَشُ: لا نَظِيرَ لها سِوَى حَاحَيْتُ، وهَاهَيْتُ.
  قلتُ: وقد تَقَدَّمَ مِثْلُ ذلِكَ في بابِ الحَاءِ، وذَكَرْنَا هُنَاكَ - نَقْلاً عن ابنِ جِنِّي في سِرِّ الصِّنَاعَةِ في مَبْحَثِ الاشْتِقاقِ - أَنَّ هذا من أَفْعَالِ الأَصْوَاتِ، يَقُولُونَ في زَجَرِ الإِبِلِ: حَاحَيْتُ، وعَاعَيْت، وهَاهَيْتُ: إِذا قُلْتَ: هاءْ، وعَاءْ، وحاءْ، وقد أَشَارَ لمِثْلِه ابنُ مالِكٍ وغيرهُ، فقَوْلُه: لم يُفَسِّرُوه مَحَلُّ تَأَمُّلٍ، فرَاجِعْ بابَ الحاءِ.
فصل الفاءِ مع العين
  [فجع]: فَجعَهُ، كمَنَعَهُ، أَوْجَعَه، كفَجَّعَهُ تَفْجِيعاً، شُدِّدَ للمُبَالَغَةِ، قال لبِيدٌ ¥ يَرْثِي أَخاهُ أَرْبَدَ:
  فَجَّعَنِي الرَّعْدُ والصَّواعِقُ بالْ ... فارِسِ يَوْمَ الكَرِيهَةِ النُّجُدِ
  أَو الفَجْعُ: أَنْ يُوجَعَ الإِنْسَانُ بشَيءٍ يَكْرُمُ عليه من المالِ والوَلَدِ والحَمِيمِ، فيُعْدَمَهُ. وقد فُجِعَ بمالِهِ وَوَلَدهِ، كعُنِيَ، قالَهُ اللَّيْثُ، قالَ كَعْبُ بنُ زُهَيْرٍ ¥:
  لكِنَّهَا خُلَّةٌ قد سِيطَ مِنْ دَمِهَا ... فَجْعٌ وَوَلْعٌ وإِخْلافٌ وتَبْدِيلُ
  وقالَ غَيْرُه:
  إِنْ تَبْقَ تُفْجَعْ بالأَحِبَّةِ كُلِّهَا ... وِفَنَاءُ نَفْسِكَ - لا أَبالَكَ - أَفْجَعُ
  وِنَزَلَتْ به فَاجِعَةٌ مِنْ فَوَاجِعِ الدَّهْرِ وتَقُولُ: مَوْتٌ فَاجِعٌ وفَجُوعٌ، كصَبُورٍ وكذَا دَهْرٌ فاجِعٌ وفَجُوعٌ، أَي يَفْجَعُ النّاسَ بالدَّوَاهِي قال لبِيدٌ ¥ يَرْثِي أَخاه أَرْبَدَ:
  فلا جَزِعٌ إِنْ فَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَنا ... وِكُلُّ فَتًى يَوْماً به الدَّهْرُ فَاجِعُ
  وقال المَرّارُ بنُ سَعِيدٍ:
  وِأَبْكِي نِسْوَةً لِبَنِي عُلَيْمٍ ... وِكانَ لِمِثْلِ نِسْوَتِهم فَجُوعَا
  وِالفَاجِعُ: غُرَابُ البَيْنِ، صِفَةٌ غالِبَةٌ؛ لأَنَّه يَفْجَعُ النّاسَ لنَعِيبَه بالبَيْنِ، قال الشّاعِرُ:
  بَشِيرُ صِدْقٍ أَغانَ دَعْوَتَه ... بصَفْقَةٍ مثل فاجِعٍ شَجِبِ
  يَعْنِي الغُرَابَ إِذَا نَعَقَ بالبَيْنِ، والشَّجِبُ: الهالِكُ.
  وِقالَ ابن دُرَيْدٍ: يقال: امْرَأَةٌ فاجِعٌ ولمْ يَذْكُرْ لَهَا مَعْنًى، كأَنَّه أَخْرَجَها مُخْرَجَ لابنٍ، وتَامرٍ. أَيْ(١) ذاتُ فَجِيعَةٍ.
  وِهي أَي الفَجِيعَة: الرَّزِيَّةُ نَقَله الجَوْهَرِيُّ، وزَاد ابنُ
(*) ساقطة من الكويتية والمصرية.
(١) التكملة: أي صاحبة فجيعة.