تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نوش]:

صفحة 216 - الجزء 9

  والتَّنْمِيشُ: الإِسْرَارُ، كالنَّمْشِ، وقَدْ نَمَشَ، ونَمَّشَ.

  ونَامِشُ كصَاحِب: ة، ببَيْهَقَ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.

  قُلْتُ: ونُسِبَ إِلَيْهَا الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ مَنْصُورٍ، النّامِشِيُّ البَيْهَقِي. سَمِعَ أَبا الحَسَنِ عليَّ بنَ أَحْمَدَ المَدِينِيّ، ذَكَرَه أَبو سَعْدٍ في التّحْبِيرِ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  ثَوْرٌ نَمِشٌ، ككَتِفٍ، وهو الوَحْشِيُّ الَّذِي فيه نُقَطٌ وخُطُوطٌ مُخْتَلِفَة.

  والنَّمَشُ، مُحَرّكَةً: بَيَاضٌ في أُصُولِ الأَظْفَارِ يَذْهَبُ ويَعُودُ.

  والتَّنْمِيشُ: التَّدْبِيجُ.

  والنَّمْشُ، بالفَتْح: الأَثَرُ.

  والنَّمْشُ والتَّنْمِيشُ: الخَلْطُ، وبِهما رُوِيَ ما أَنْشَدَه أَبُو الهَيْثَمِ، ورَوَاه عنه المُنْذِرِيُّ:

  يا مَنْ لِقَوْمٍ رَأْيُهُمْ خَلْفٌ مُدَنّ ... إِن يَسْمَعُوا عَوْراءَ أَصْغَوْا في أَذَنْ

  ونَمَشُوا في مَنْطِقٍ غَيْرِ حَسَنْ⁣(⁣١)

  أَيْ خَلَطُوا حَدِيثاً حَسَناً بقَبِيحٍ، وقِيلَ: أَسَرُّوه، وقَدْ تَقَدَّمَ.

  وعَنْزٌ نَمْشاءُ: رَقْطاءُ.

  ورَجُلٌ مِنْمَشٌ، كمِنْبَرٍ⁣(⁣٢)؛ مُفْسِدٌ، قالَ الشّاعر:

  وما كُنْتُ ذا نَيْرَبٍ فِيهِمُ ... ولا مِنْمَشٍ مِنْهُمُ مُنْمِل

  جَرّ منْمشاً عَلَى تَوَهُّمِ الباءِ في قَوْله ذا نَيْرَب، حَتَّى كأَنَّه قالَ: وما كنتَ بِذِي نَيْرَبٍ⁣(⁣٣) وقَدْ تَقَدّمَ في السِّينِ ما يُخَالِفُه، فانْظُرْهُ.

  [نوش]: النَّوْشُ: التّناوُلُ، باليَدِ، ناشَه يَنُوشُه نَوُشاً، قالَ دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّةِ:

  فجِئْتُ إِليهِ والرِّمَاحُ تَنُوشُه ... كوقَعِ الصَّيَاصِي في النَّسِيجِ المُمَدَّدِ

  أَي تَنَاوَشُه وتَأْخُذُه.

  وقد نَاشَت الظَّبْيَةُ الأَرَاكَ: تَنَاوَلَتْهُ، قال أَبو ذُؤَيْبٍ:

  فمَا أُمُّ خِشْفٍ بالعَلَايَةِ شادِنٍ ... تَنُوشُ البَرِيرَ حَيْثُ طابَ اهْتِصارُهَا

  والنّاقَةُ تَنُوشُ بفِيهَا الحَوْضَ كَذلِكَ، قال غَيْلانُ بنُ حُرَيْثٍ الرَّبَعِيُّ:

  فهي تَنُوشُ الحَوْضَ نَوْشاً مِنْ عَلَا ... نَوْشاً بهِ تَقْطَعُ أَجْوَازَ الفَلَا

  أَي تَتَنَاوَلُ [مَاء]⁣(⁣٤) الحَوْضَ من فوْق، وتَشْرَبُ شُرْباً كَثِيراً، وتَقْطَعُ بذلك الشُّرْبِ فَلَواتٍ فلا تَحْتَاجُ إِلَى ماءٍ آخَرَ. وهكذا أَنشَدَه الجَوْهَرِيُّ وفَسَّرَه.

  ونُقِلَ عن ابن السِّكِّيتِ: يُقَال لِلرّجُلِ إِذا تَنَاوَلَ رَجُلاً لِيَأْخُذَ بلِحْيَتِه ورَأْسِه: ناشَهُ يَنُوشُه نَوْشاً.

  قُلْتُ: ومِنْ هُنَا أُخِذَ النَّوْشُ بمَعْنَى الشُّرْبِ في الفَارسيّة، وأَصْلُه في التّنَاوُلِ مُطْلَقاً.

  والنَّوْشُ: الطَّلَبُ، يُقَال: نُشْتُه نَوْشاً، عن ابنِ دُرَيْدٍ⁣(⁣٥).

  والنَّوْشُ: المَشْيُ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ عن ابنِ عَبّادٍ.

  والنَّوْشُ: الإِسْرَاعُ في النُّهُوضِ، يُقَال: نَاشَتِ الإِبِلُ تَنُوشُ، إِذا أَسْرَعَتِ النّهُوضَ، قالَ:

  باتَتْ تَنُوشُ العَنَقَ انْتِياشَا

  والنَّوُوشُ، كصَبُورٍ؛ القَوِيّ ذُو البَطْشِ، والهَمْزُ لُغَةٌ فِيه، وقد تَقَدَّم.

  وفي التَّنْزِيلِ: {وَأَنّى لَهُمُ} التَّناوُشُ {مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ}⁣(⁣٦) التّنَاوُشُ: التَّناوُلُ، أَيْ كَيْفَ لَهُمْ أَنْ يَتَنَاوَلُوا ما بَعُدَ عنهُمْ مِنَ الإِيمانِ، وامْتَنَعَ بَعْدَ أَن كَانَ مَبْذُولاً لَهُمْ مَقْبُولاً منهم،


(١) في التهذيب: «ونمشوا بكلمٍ غير حسن» ويروى نمسوا: أي أسرّوا وكذلك همسوا.

(٢) كذا وضبطت بالقلم في اللسان: «مُنْمِشٌ» هنا وفي الشاهد.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «ونظيره ما أنشده سيبويه من قول زهير:

بدا لي أني لست مدرك ما مضى ... ولا سابق شيئاً إذا كان جائيا»

(٤) زيادة عن الصحاح واللسان.

(٥) الجمهرة ٣/ ٧٢.

(٦) سورة سبأ الآية ٥٢.