تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[دفتر]:

صفحة 408 - الجزء 6

  * ومما يُسْتَدرك عليه:

  عن ابن الأَعْرَابِي: أَدفَرَ الرّجلُ، إِذا فاحَ رِيحُ صُنَانِه.

  وقال غَيْرُه: دَفْراً دافِرا لِمَا يَجِئُ به فُلانٌ. على المُبَالغة، أَي نَتْناً.

  ودِفْرَى، كذِكْرَى: قَرْيَة بمِصر، كأَنَّها شُبِّهت بالدُّنيا لنَضَارتها، وقد دخَلْتُها.

  ودَفَرٌ، محرّكةً: ثَمرُ شَجَرٍ صِينِيّ وشِحْرِيّ.

  ودَفْرِيّةُ: قريةٌ أُخرَى بمصر.

  [دفتر]: الدَّفْتَرُ، كجَعْفَر، وقد تُكسُر الدّالُ فيُلحق بنَظائِر دِرْهَم، وكِلاهما من حِكَايَة كُرَاع عن اللِّحْيَانيّ، وحُكِيَ كَسْرُ الدّال عن الفَرَّاءِ أَيضاً، وهو عَرَبِيٌّ، كما في المِصْبَاح: جماعةُ الصُّحفِ المَضْمُومَةِ. قال ابنُ دُرَيْد: ولا يُعْرَف له اشتِقاقٌ، وبَعْضُ العَرَبِ يقول: تَفْتَر، بالتَّاءِ، على البدل.

  وقيل: الدَّفْتَر: جَرِيدةُ الحِسَابِ.

  وفي شِفَاءِ الغَلِيل: الدَّفْتر عَربيٌّ صَحِيح وإِن لم يُعَرَف اشتِقاقه، وجعله الجوْهَرِيّ أَحدَ الدّفاتِر، وهي الكَرَارِيس [ج دَفَاتِرُ]⁣(⁣١)

  [دقر]: الدَّقْرُ، بفتح فسكون، والدَّقْرَةُ والدَّقِيرَةُ والدَّقَرَى، كجَمَزى، الأَوّل والأَخِير عن ابن الأَعرابيّ، وما عَدَاهُمَا عن أَبي عَمْرٍو⁣(⁣٢) وقال: كالوَدْفَة والوَدِيفَة: الروضَةُ الحَسْنَاءُ الناعمةُ العَمِيمَةُ النَّبَاتِ، وفي بعض النُّسخ:

  «العَظِيمَة» بدل «العَمِيمة». ويقال: إِن الدَّقَرَى، كجَمَزَى: اسمُ رَوْضةٍ بعَيْنها. ورَوْضَةٌ دَقْراءُ: ناعِمَةٌ. قال النَّمِر بنُ تَوْلَب:

  زَبَنَتْك أَرْكَانُ العَدُوِّ فأَصْبَحتْ ... أَجَأٌ وجُبَّةُ مِن قَرَارِ دِيَارِهَا

  وكأَنَّها دَقَرَى تَخَيَّلُ، نَبتُهَا ... أُنُفُ يَغُمُّ الضَّالَ نَبْتُ بِحَارِهَا⁣(⁣٣)

  قوله: تَخَيَّل، أَي تَلوَّنُ بالنَّوْر فتُرِيكَ أَلواناً.

  والدُّقْرانُ بالضَّمّ: خُشْبٌ. بضمّ فسكُون⁣(⁣٤) تُنْصَب في الأَرْض يُعَرَّشُ بها الكَرْمُ، واحِدَتُه دَقْرانةٌ، بِهَاءٍ، وسبق في «د ج ر» أَنّ هذه الخُشْبَ تُسَمَّى الدِّجَران، وضَبَطَه هناك بالكسر، فليُنْظَر.

  ودَقْرَانُ، كسَلْمَانَ: وَادٍ مُعْشِبٌ قُرْبَ وادِي الصّفْرَاءِ، قد جاءَ ذِكْرُه في حَدِيث مَسِيرِه إِلى بَدْرٍ؛ «ثمّ صبّ في دَقْرَانَ حَتَّى أَفْتَقَ بين الصَّدْمَتَيْن»⁣(⁣٥). والدَّوْقَرَةُ: بُقْعَةٌ تكون بين الجِبَالِ المُحِيطَة بها لَا نَبَاتَ فيها، وهي من مَنَازِل الجِنّ ويُكرَهُ النُّزولُ بها.

  وفي التّهْذِيب: هي بُقْعَةٌ تكون بين الجِبَالِ في الغِيطَانِ انحسَرَت عنها الشَّجَرُ، وهي بَيْضَاءُ صُلْبَةٌ لا نباتَ فيها، والجمع الدَّوَاقِرُ.

  ودَقِرَ الرجُلُ، كفَرِحَ، دَقَراً، إِذا امتَلأَ مِن الطَّعَامِ.

  ويقال: دَقِرَ هذا المكانُ، صَارَ ذا رِياضٍ، وقال أَبو حَنِيفَة: دَقِرَ المكانُ إِذَا نَدًى⁣(⁣٦).

  ودَقِرَ الرَّجلُ أَيضاً: قَاءَ من المَلْءِ.

  ودَقِرَ النَّبَاتُ دَقَراً: كَثُرَ وتَنَعَّمَ. ومنه رَوضةٌ دَقْرَاءُ، وهي اللَّفَّاءُ الوارِفَةُ.

  والدِّقْرَارَةُ، بالكسَرْ: النَّمِيمَةُ، وافْتِعَالُ أَحَادِيثَ.

  والدِّقْرَارَةُ: المُخَالَفةُ، وفي حَدِيثِ عُمَر ¥: «أَنّه أَمَرَ رَجُلاً بشيْءٍ، فقال له: قد جِئْتَنِي بدِقْرَارةِ قَوْمِك»، أَي بمُخَالَفَتهم. كالدُّقْرُورةِ، بالضَّمّ.

  والدِّقْرَارَةُ: عَادَةُ السَّوْءِ. وفي حديث عُمَرَ قَال لأَسلَمَ مَوْلاه: «أَخذَتْكَ دِقْرَارَةُ أَهْلِكَ» أَراد عادةَ السَّوءِ التي هي عادَةُ قَوْمك، وهي العُدُولُ عن الحَقّ، والعَمَلُ بالبَاطِل قد


(١) زيادة عن القاموس.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وما عداهما عن أبي عمرو الذي في اللسان: أن الأخير عن أبي عمرو أيضاً».

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: نبتها أنف مبتدأ وخبر. قال في اللسان: الأنف التي لم ترع. ويغم: يعلو ويستر، يقول: نبتها يغم ضالها، والضال: السدر البري، والبحار جمع بحرة وهي الأرض المستوية التي يقربها جبل اه».

(٤) ضبطت في اللسان بالتحريك، وفي التكملة بضمتين، ضبط قلم.

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: أفتق، أي خرج من مضيق الوادي إلى فتق أي متسع، وأراد بالصدمتين جانبي الوادي اه تكملة».

(٦) هكذا ضبطت في القاموس. وفي اللسان عن أبي حنيفة: دقر المكان إذا نَدِيَ. وسياق الشارح يقتضي هذا الضبط باعتبارها فعلاً.