تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ظنو]:

صفحة 653 - الجزء 19

  [ظنو]: وتَظَنَّى الرَّجُلُ: أَي ظَنَّ، وهو تَفَعَّلٌ منه، فأُبْدِلَ من إحْدَى النوناتِ ياءٌ مِثْل تَقَضَّى من تَقَضَّضَ؛ قالَهُ الجوهريُّ.

  [ظوي]: ي أَظْوَى الرَّجُل: أَهْملهُ الجَوْهريُّ والجماعَةُ.

  وقالَ ابنُ الأَعْرابي: أَي حَمُقَ، نقلَهُ الصَّاغاني.

  [ظيا]: ي الظَّاءُ حَرْفٌ لَثَويٌّ مَخْرجُه من أُصولِ الأَسْنانِ جِوارِ مَخْرَج الذَّال، يُمَدُّ ويُقْصَرُ ويُذَكَّر ويُؤَنَّثُ، وفعْلُه من اللَّفِيفِ ظَيَّيْتُ ظاءً حَسَنَةً وحَسَناً، جَمْعُهُ على التَّذكيرِ أَظْواءٌ، وعلى التَّأْنيثِ ظاآتٌ.

  وقالَ الخليلُ: هو حَرْفٌ عربيٌّ خاصٌّ بلسانِ العَرَبِ لا يَشْركُهم فيه غيرُهُم مِن سائِرِ الأُمَم.

  قالَ شيْخُنا: وصَرَّحَ بمثْلِه أَبو حيَّان وشيخُه ابنُ أَبي الأَحْوَص وغيرُ واحِدٍ، فلا يعتدّ بمَنْ قالَ إنَّما الخاصُّ الضَّاد.

  * قُلْت: وكأَنَّه تَعْرِيضٌ على البَدْر القرافي حيثُ قالَ: إِنَّما المُخْتَصُّ بهم الضَّاد.

  وقالَ ابنُ جنِّي: أعْلَم أَنَّ الظاءَ لا تُوجَدُ في كلامِ النَّبْط، وإذا وَقَعَتْ فيه قَلَبُوها طاءً.

  والظِّيَةُ، بالكسْرِ: الجِيفةُ أَوَّلَ ما تَتَفَقَّأُ.

  والظَّيَّانُ: العَسَلُ، وهو فَعْلانٌ.

  وقالَ الَّليْثُ: شيءٌ من العَسَلِ، وبه فسَّر قوْلَ أَبي ذُؤَيْب:

  تالله يبقى على الأيَّام ذُو حِيَدٍ ... بمُشْمَخِرِّ به الظَّيَّانُ والآسُ⁣(⁣١)

  قالَ: والآسُ بَقِيَّةُ العَسَلِ في الخَلِيَّةِ.

  وأَنْكَرَه الأَزْهرِي ورَدَّ عليه، وقالَ: ليسَ الظَّيَّانُ مِن العَسَلِ في شيءٍ إنَّما هو ما فَسَّرَه الأَصْمعي كما سَيَأْتي.

  كالظَّيِّ؛ قالَ اللَّيْثُ: يَجِيءُ في بعضِ الشِّعْر الظَّيّ بِلا نونٍ ولا يُشْتَق منه فِعْلٌ فيُعْرف ياؤُه.

  والظَّيَّانُ: ياسَمينُ البَرِّ⁣(⁣٢)؛ وبه فسَّر الأصْمعي قولَ الهُذَليّ، واحِدَتُه ظَيَّانَةٌ.

  وقيلَ: هو نَبْتٌ آخَرُ باليَمَنِ يُدْبَغُ بوَرَقِه؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه يقالُ: إنَّه يُشْبِه النّسْرين وهو ضَرْبٌ من اللّبلابِ ويُلْتَفُّ بعضُه على بعضٍ.

  وأَديمٌ مُظَيَّنٌ، بالنُّونِ، ومُظَيَّى*، بالياءِ، ومُظَوًّى، بالواوِ، كلٌّ مِن الثَّلاثَة على زِنَةِ مُعَظَّمٍ: دُبغَ به.

  وأَرْضٌ مَظْياةٌ، على المُعاقبَةِ، ومَظْواتٌ: تَنبتُهُ أَو كَثِيرَتُهُ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  ظَيَّيْتُ ظاءً: عَمِلْتُها.

  والظَّيَّانُ: من أَشْجارِ الجَبَلِ؛ ذكره الأصْمعي مع النَّبْع والنَّشَم والعَرْعَر.

  ومظيان: اسْمٌ.

  وتَصْغِيرُ ظَيَّان ظُيَيَّان؛ وبعضُهم يقولُ: ظُوَيَّان.

  والظاءُ: موضِعٌ.

  وأَيْضاً: العجوزُ المثْنِيَة ثَدْيها؛ وأَنْشَدَ الخلِيلُ:

  أنكحت من حيى عجوزاً هرمه ... ظاء الثديّ كالحنيّ هذرمه


(١) البيت ليس لأبي ذؤيب، وهو في ديوان الهذليين ٣/ ٢ في شعر مالك بن خالد الخناعي برواية:

والخنس لن يعجز الأيام ذو حيد

ونسبه في اللسان لمالك بن خالد وفيه: «والجيش» والمثبت كرواية الصحاح ونسبه للهذلي. والنبات لأبي حنيفة رقم ٧٩٥ ونسبه لبعض بني هذيل.

(٢) في النبات للدينورى رقم ٧٩٧ الياسمون البري.

(*) كذا، وبالقاموس: مُظَّاً.