تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[غفص]:

صفحة 317 - الجزء 9

  والغَصْغَصُ، كجَعْفَرِ: نَبْتٌ، قال ابنُ دُرَيْد: هكَذَا زَعَمَ أَبُو مَالكٍ، ولم يَعْرفْهُ أَصحابُنَا.

  ومَنْزِلٌ غَاصٌّ بالقَوْمِ، أَي مُمْتَلِيءٌ بهم. يُقَال: الأُنْسُ في المَجْلس الغَاصّ، لا في المَحْفِل الخَاصّ.

  ويُقَالُ: أَغَصَّ فلانٌ عَلَيْنَا الأَرْضَ، أَي ضَيَّقَهَا، فغَصَّتْ بنا، أَي ضَاقَتْ. قال الطِّرمّاحُ يَهْجُو الفَرَزْدَق:

  أَغَصَّتْ عَلَيْكَ الأَرْضَ قَحْطَانُ بالقَنَا ... وبالهُنْدُوَانِيَّاتِ والقُرَّحِ الجُرْدِ

  * وممّا يُسْتَدْرَك عليه:

  أَغَصَّه إِغْصَاصاً: أَشْجاهُ.

  والغُصَّةُ: ما غَصِصْتَ به، وغُصَصُ المَوْتِ مِنْه.

  وقالُوا: غَصَّ برِيقِه، كِنايَةٌ عن المَوْتِ. وأَغَصَّه برِيقِه: أَضْجَرَهُ⁣(⁣١).

  واغْتَصَّ المَجْلِسُ بأَهْلهِ، كغَصَّ.

  [غفص]: غَافَصَه مُغافَصةً وغِفَاصاً: فَاجَأَهُ، وأَخَذَه على غَرَّة فرَكِبَهُ بمَسَاءَةٍ.

  والغَافِصَةُ: من أَوَازِمِ الدَّهْرِ، نقله الصَّاغَانِيّ، قال:

  إِذا نَزَلَتْ إِحْدَى الأُمُورِ الغَوَافِصِ

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  في نَوَادِرِ الأَعْرَابِ: أَخَذْتُه مُغَافَصَةً، ومُغَابَصَةً، ومُرَافَصَةً، أَي أَخَذْتُه مُعازَّةً.

  [غلص]: الغَلْصُ، أَهمله الجَوْهَرِيّ. وقال اللَّيْثُ: هو قَطْعُ الغَلْصَمَةِ، كَذا في العُبَاب واللِّسَان، والتَّكْمِلَة.

  [غمص]: غَمَصَه، كضَرَبَ غَمْصاً، وهي اللُّغَة الفُصْحَى. وغَمِصَ، مِثْلُ سَمِعَ، وفَرِحَ، غَمْصاً وغَمَصاً، وعلى الأُوَلى، اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ وغيرُ وَاحِد من اللُّغَويِّين، بمَعْنى احْتَقَرَه، وَاستَصْغَرَه، ولم يَرَهُ شَيْئاً، كاغْتَمَصَهُ.

  وقِيلَ: غَمَصَ الرَّجُلَ، إِذا عَابَه، وتَهَاوَنَ بحَقِّهِ؛ ومنه حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ، رَضِيَ الله تَعَالَى عنه، أَنَّه قَالَ لِطَلْحَةَ بن عُبَيْدِ اللهِ في عُمَرَ، رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُمَا: «لَئِنْ بَلَغَنِي أَنَّكَ ذَكَرْتَهُ أَو غَمَصْتَهُ بسُوءٍ لأُلْحِقَنَّكَ بِحَمَضاتِ قُنَّةَ». وفي الصّحاح: غَمَصْتُ عَلَيْهِ قَوْلاً قَالَه، أَي عِبْتُه عليه. انْتَهَى.

  و في حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله تَعَالَى عنه، أَنَّه قال لِقَبِيصَةَ بن جابِرٍ: «أَتَغْمِصُ الفُتْيَا، وتَقْتُل الصَّيْدَ وأَنْتَ مُحْرِمٌ»، أَي تَحْتَقِرُ الفُنْيَا وتَسْتَهِين بها.

  وقال أَبو عُبَيْد: غَمَصَ فُلانٌ الناسَ، وغَمَطَهُم، وهو الاحْتِقَارُ لَهُمْ والازْدِراءُ بِهِم. قال: ومنه غَمَصَ النِّعْمَةَ غَمْصاً، إِذا لَمْ يَشْكُرْها، وتَهاوَنَ بها، وكَفَرَها، هكذا هو في الصّحاح من حَدِّ ضَرَبَ. وفي التَّهْذِيب، وديوان الأَدَب: غَمِصَ النِّعْمَةَ وغَمِطَ، كِلاهُمَا بكَسْرِ المِيم، وكَذلِك⁣(⁣٢) في حَدِيثِ مالِكِ بن مُرَارَةَ الرَّهَاوِيّ «... إِنَّمَا ذلِكَ مَنْ سَفِه الحَقَّ وغَمَطَ النّاسَ». وفي روايةٍ: وغَمَصَ النَّاسَ، رُوِيَ بالوَجْهَيْن، أَي احْتَقَرَهُمْ ولم يَرَهُمْ شَيْئاً.

  وهو مَغْمُوصٌ عَلَيْه ومَغْمُوزٌ، أَي مَطْعُونٌ في دِينِه أَو حَسَبِه. و في حَدِيثِ تَوْبَةِ كَعْبٍ: «إِلاَّ مَغْمُوصاً عليه النِّفَاق⁣(⁣٣)، أَي مَطْعُوناً في دِينه، مُتَّهَمَاً بالنِّفَاق.

  وهو غَمُوصُ الحَنْجَرِة، أَي كَذَّابٌ، عن ابن عَبَّاد.

  وقال أَيضاً: اليَمِينُ الغَمُوصُ بمَعْنَى الغَمُوس، بالسّين.

  والغَمَصُ في العَيْن، مُحَرَّكة: ما سالَ مِنَ الرَّمَصِ، هكذَا في نُسَخ الصّحاح. وفي أُخْرَى: ما سالَ. والرَّمَصُ: ما جَمَدَ. ورَجُلٌ أَغْمَصُ، وقد غَمِصَتِ العَيْنُ، كفَرِحَ، تَغْمَص غَمَصاً، فهُوَ أَغْمَصُ، والجَمْعُ غُمْصٌ. ومنه حَدِيثُ ابنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: «كَانَ الصِّبْيَانُ يُصْبِحُون غُمْصاً رُمْصاً»، وقد تَقَدَّم شَرْحُه في «ر م ص».

  وقِيلَ: الغَمَصُ شَيْءٌ تَرْمِي به العَيْنُ مِثْلُ الزَّبَد، والقِطْعَةُ منه غَمَصَةٌ. وقال ابنُ شُمَيْلِ: الغَمَصُ الّذِي يَكُونُ مِثلَ الزَّبَدِ أَبْيَضَ، يكونُ في ناحِيَةِ العَيْن، والرَّمَصُ الّذِي يَكُون في أُصُولِ الْهُدْبِ.

  والغُمَيْصاءُ: إِحدَى الشِّعْرَيَيْنِ، ويُقَال لها أَيْضاً:


(١) وشاهده في الأساس قول الأخطل:

ولقد أُغصّ أخا الشقاق بريقه ... فيصد وهو من الحفاظِ سؤوم

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وكذلك الخ، عبارة اللسان وفي حديث مالك بن مرارة الرهاوي أنه أتى النبي فقال: إني أوتيت من الجمال ما ترى، فما يسرني أن أحداً يفضلني بشراكي فما فوقها، فهل ذلك من البغي؟ فقال الخ».

(٣) في اللسان: بالنفاق.