تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[متث]:

صفحة 262 - الجزء 3

  واللَّيْثُ في لغةِ هُذَيْلٍ: اللَّسِنُ الجَدِلُ البليغُ.

  ولَيْثٌ: أَبو حيٍّ، وهو لَيْثُ بن بَكْرِ بنِ عبدِ منَاةَ⁣(⁣١) بنِ كِنَانَةَ بنِ خُزَيْمَةَ بنِ مُدْرِكَةَ بنِ الْياسِ بنِ مُضرَ.

  وفي التّهْذِيب: بنو لَيْثٍ: حَيٌّ من كِنَانَةَ.

  واللِّيث، بالكسر: وادٍ معروفٌ، أَو: ع بالحجاز، وهو بين السِّرَّيْنِ، بالكسر وتشديد الرّاءِ المفتوحة⁣(⁣٢)، ومكةَ، زِيدتْ شَرفاً، وله يومٌ معروف، قال ساعدةُ بن جُؤَيَّة يَرثِي ابْنَه:

  وقد كانَ يومُ اللِّيثِ لو قُلْتَ أُسْوةً ... ومَعْرِضَةً لو كنْتَ قُلتَ لقَائِلِ

  واللِّيث، بالكسر: جمعُ الأَلْيَثِ: الشُّجَاعِ، عن ابنِ الأَعْرابيّ؛ كبِيضٍ جمع أَبيضَ، والشُّجاع، بالجر: بَدلٌ من الأَلْيَثِ، قصد به تَفسيرَه، قال شيخُنَا: وفي حديث ابنِ الزُّبير: «أَنَّه كان يُواصل ثَلاثاً ثم يُصْبحُ وهو أَلْيَثُ أَصحابِه» أَي أَشَدُّهم وأَجْلدُهم، وبه سُمِّيَ الأَسد لَيْثاً، كذا في اللِّسان، قال شيخُنَا: ومن كتبه: «والشجاع» فقد حرَّفه؛ لأَنَّه لا معنَى له.

  وتَليَّثَ الرَّجلُ صار لَيْثِيَّ الهَوى والعصبِيَّةِ، قال رُؤْبةُ:

  دُونَكَ مدْحاً من أَخٍ مُلَيَّثِ ... عَنْكَ بما أَوْلَيْتَ في تَأَثُّثِ

  وفي اللسان: تَليَّثَ: صارَ كاللّيْثِ. كلَيَّث واستَلْيثَ.

  ولُيِّثَ⁣(⁣٣) مبنيّاً على المفعول.

  وفي الأَساس: لَيّثَ [وتليَّث]⁣(⁣٤): انتَمى لبني لَيْثٍ والمِلْيَثُ: كمِنبر: الشَّدِيدُ العارِضَةِ، وقيل: الشَّدِيدُ القَوِيُّ.

  والمُلَيَّثُ كمُحَمَّدٍ: السَّمِينُ المُذَلَّلُ، نقله الصَّاغَانيّ.

  والمُلَيِّيثُ، كعُصيْفِيرٍ: الخَدْلُ المُمْتَلِيءُ الكَثِيرُ الوَبَرِ، نقله الصاغَانيّ.

  واللَّيْثَةُ من الإِبِلِ: الشَّدِيدَةُ القَوِيَّةُ.

  وقولهم: إِنه لأَشْجَعُ من لَيْث عِفِرِّينَ، قال أَبو عمْرٍو: هو الأَسدُ، وقال الأَصمعيّ: هو دابَّةٌ مثلُ الحِرْباءِ تَتَعَرَّضُ⁣(⁣٥) للرّاكِبِ، نُسِب إِلى عِفِرِّينَ، اسم بَلَدٍ، قال الشاعر:

  فلا تَعْذِلي في حُنْدُجٍ إِنَّ حُنْدُجاً ... ولَيْثَ عِفِرِّينٍ إِليّ سَواءُ

  وسيأْتِي ذِكْرُه في حرف الرّاءِ إِن شاءَ الله تعالى.

  * ومما يستدرك عليه:

  لَايَثَه، إِذا زايَلَه مُزايَلَةً، قال الشاعر:

  شَكْسٌ إِذا لَايَثْتَهُ لَيْثِيُّ

  ويقال: لايَثَهُ، أَي عامَلَهُ مُعَامَلَةَ اللَّيْثِ، أَو فاخَرَه بالشَّبَهِ باللَّيْثِ.

  واللَّيْثُ: أَنْ يكونَ في الأَرْضِ يَبِيسٌ فيُصِيبَه مَطَرٌ فينْبُتَ فيكونَ نِصْفُه أَخضَرَ ونصفُه أَصفَرَ.

  ومكان مَلِيثٌ ومَلُوثٌ، وكذلك الرأْسُ إِذا كان بعضُ شَعَرهِ أَسوَدَ وبعضُه أَبْيَضَ، وهذا ذكرَه المصنِّف في ل وث، وهو بالواو وبالياءِ.

  واللِّيثُ، بالكسر: نَبَاتٌ مُلْتَفٌّ، صارت الواو ياءً لكسرةِ ما قبلها، وقد تقدّم.

فصل الميم مع المثلّثة

  [متث]: مَتُّوثٌ، كسَفُّودٍ، أَهمله الجَوْهَريّ وهو قَلْعَةٌ بينَ وَاسِطَ والأَهْوَازِ، منها عليّ بنُ زِيادٍ، رَوَى له الخَطيبُ.

  وقال ابن الأَثير: مَتُّوثُ: بلدَةٌ بين قُرْقُوبَ⁣(⁣٦) وكُوَرِ الأَهواز.

  وَمَتْثَى: أَبو يُونُسَ #، سُرْيَانيّة، أَخبر بذلك أَبو العلاءِ، قال ابنُ سِيدَه: والمعروف مَتَّى، وقد تقدَّم.

  [مثث]: مَثَّ العَظْمُ: سال ما فيه من الوَدَكِ.


(١) بالأصل «عبد مناف».

(٢) بالأصل «المكسورة» وما أثبت عن ضبط القاموس للكلمة وعن التكملة.

(٣) في اللسان: وتليّثَ فلانٌ ولَيَّثَ ولُيِّثَ.

(٤) زيادة عن الأساس. وفيه «إلى بني» بدل «لبني».

(٥) الأصل واللسان، وفي الصحاح: يتعرض.

(٦) عن اللباب، وفي الأصل «من قرقور».