[خضب]:
  ومَنْ قَالَه فقد أَخْطَأَ، وفي حديثِ وَفْدِ عَبْدِ القَيْسِ «فَأَقْبَلْنَا مِنْ وِفَادَتِنَا وإِنَّمَا كانَتْ عِنْدَنا خَصْبَةٌ نَعْلِفُهَا إِبِلَنَا وحَمِيرَنَا» الخَصْبة: الدَّقَلُ، وقيلَ: هي النَّخْلَةُ الكَثِيرَةُ الحَمْلِ.
  قلتُ: وهذَا الذي أَنْكَرَه الأَزهريّ فَقَدْ أَوْرَدَه الصاغانيّ في التكملة وجَوَّزَه.
  والخُصْبُ بالضَّمِّ: الجَانِبُ عن كُراع، ج أَخْصَابٌ، والخُصْبُ(١): حَيَّةٌ بَيْضَاءُ جَبَلِيَّةٌ قال الأَزهريّ: وهذا تصحيف، وصوابُه: الحِضْبُ بالحاء والضاد المعجمة، يقال: هُوَ حِضْبُ الأَحْضَابِ، وقد تقدم، قال: وهذِه الحُروفُ وَمَا شَاكَلَهَا أُرَاهَا مَنْقُولَةً من صُحُفٍ سَقِيمَةٍ إِلى كتاب الليثِ وزِيدَتْ فيهِ، ومَنْ نَقَلَها لم يعرفِ العربيةَ فصَحَّفَ وغَيَّرَ وأَكْثَر، كذا في لسان العرب.
  وأَخْصَبَ جَنَابُ القَوْمِ، وهُوَ ما حَوْلَهُم، ورَجُلٌ خَصِيبٌ بَيِّنُ الخِصْبِ بالكَسْرِ، رَحْبُ الجَنَابِ، كَثِيرُ الخَيْرِ أَي خَيْرِ المَنْزِل، كما يقال: خَصِيبُ الجَنَابِ والرَّحْلِ، وهو مجازٌ، كما في الأَساس.
  والخَصِيبُ كأَمِيرِ اسْم(٢) رَجُلٍ منَ العَرَبِ، وقيلَ لَقَبٌ لَهُ، والمشهورُ بهذه النِّسْبَةِ عَبْدُ الله بن مُحَمَّدِ بنِ الخَصِيبِ قَاضِي مِصْرَ، وأَبُو الحُسَيْنِ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدٍ الخَصِيبِيُّ وأَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنُ الخَصِيبِ، ذَكَرَه ابنُ ماكُولَا في الوُزَرَاءِ، مُحَدِّثُونَ.
  ودَيْرُ الخَصِيبِ بِبَابِل العِرَاقِ(٣)، ومُنْيَةُ بنِ الخَصِيبِ بصَعِيدِ مِصْرَ.
  والأَخْصَابُ: ثِيَابٌ مَعْرُوفَةٌ، نقله الصاغانيّ هكذا.
  [خضب]: خَضَبَهُ يَخْضِبُهُ خَضْباً: لَوَّنَه أَو غَيَّرَ لَوْنَه بحُمْرةٍ أَو صُفْرة أَو غيرِهما كخَضَّبَه تَخْضِيباً، وخَضَبَ الرجلُ شَيْبَه بالحِنَّاءِ يَخْضِبُه، وإِذا كانَ بغَيْرِ الحِنَّاءِ قِيلَ: صبغَ شَعْرَه، ولا يقال خَضَبه، وفي الحديث «بَكَى حَتى خَضَبَ دَمْعُهُ الحَصَى» قال ابنُ الأَثِيرِ أَي بَلَّهَا، مِنْ طَرِيقِ الاسْتِعَارَةِ، قال: والأَشْبَهُ أَن يكونَ أَرادَ المبالغةَ في البُكَاءِ حتى احْمَرَّ دَمعُه فخَضَبَ الحَصَى، ويقال اخْتَضَب الرجلُ واخْتَضَبَتِ المرأَةُ من غير ذِكْرِ الشَّعَرِ، قال السُّهيليُّ: عَبْدُ المُطَّلِبِ أَوَّلُ منْ خَضَبَ بالسَّوَادِ مِنَ العَرَبِ، وكلُّ ما غُيِّرَ لونُه فهو مَخضوبٌ وخَضِيبٌ، وكذلك الأُنْثى ويقال: كَفٌّ خَضِيبٌ وامرأَةٌ خَضيبٌ، الأَخيرةُ عن الَّلحيانيّ، والجمعُ: خضُبٌ، وبَنَانٌ مَخْضُوبٌ، وخَضِيبٌ، ومُخَضَّبٌ، كمُعَظَّمٍ شُدِّدَ للمُبَالَغَةِ قال الأَعشى:
  أَرَى رَجُلاً مِنْكُمْ أَسِيفاً كَأَنَّمَا ... يَضُمُّ إِلى كَشْحَيْه كَفًّا مُخَضَّبَا(٤)
  وقد اخْتَضَبَ بالحِنَّاءِ ونحوِه وتَخَضَّبَ.
  والكَفُّ الخَضِيبُ: نَجْمٌ، على التشبيه بذلك. واسمُ ما يُخْضَبُ به الخِضَابُ، كَكِتَابِ وهو ما يُخْتَضَبُ به كالحِنَّاءِ والكَتَم ونحوِهما، وفي الصحاح: الخِضَابُ: ما يخْتَضَبُ به(٥) والخُضَبَةُ كَهُمَزَةٍ ( *): المَرْأَةُ الكَثِيرَةُ الاخْتِضَابِ وقد خَضَبَتْ تَخْضِبُ، والمَخَاضِبُ: خِرَقُ الحَيْضِ.
  والخاضِبُ(٦) من النّعَامِ، قاله الليث، ومن المجاز ظَلِيمٌ خَاضِبٌ الخَاضِبُ الظَّلِيمُ الذي اغْتَلَمَ فاحْمَرَّتْ سَاقَاه، أَو الذي قد أَكَلَ الرَّبِيعَ فاحْمَرَّ ظُنْبُوبَاهُ أَو اخْضَرَّا أَو اصْفَرَّا(٧) قال أَبُو دُوَادٍ:
  لَهَا سَاقَا ظَلِيمٍ خَا ... ضِبٍ فُوجِئَ بالرُّعْبِ
  وجَمْعُه: خَوَاضِبُ، وقد حُكِيَ عن أَبِي الدُّقَيْشِ(٨) الأَعْرَابِيِّ أَنَّه قال: الخَاضِبُ من النعام: الذي إِذا اغْتَلَمَ في الربيع اخْضَرَّتْ ساقَاهُ خَاصٌّ بالذَّكَر، والظَّلِيمُ إِذا اغْتَلَم احْمَرَّت عُنُقُهُ وصَدْرُهُ وفَخِذَاهُ، الجِلْدُ لا الرِّيشُ حُمْرَةً
(١) في اللسان: الخِصْب.
(٢) في نسخة ثانية من القاموس: وخصيب كأمير.
(٣) وهو حصن قرب بابل عند بزَيقيا (معجم البلدان).
(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «إنما قال مخضباً لأنه ذهب به إلى تذكير العضو من الأعضاء أفاده الصاغاني في التكملة.
(٥) بالأصل «غير مما يختصب به» وبهامش المطبوعة المصرية «الذي في نسخة الصحاح المطبوعة الخضاب ما يختضب به» وهو ما أثبتناه.
(*) بالقاموس: كالهُمَزَةِ.
(٦) عن اللسان، وبالأصل «والخاضبة».
(٧) في الأساس: أكل الربيع فاحمرت ساقاه وقوادمه.
(٨) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله أبي الدقيش هذا هو الصواب وما وقع في النسخ ابن الدقيس فتحريف قال المجد: وسأل يونس أبا الدقيش ما الدقيش فقال: لا أدري إنما هي أسماء نسمعها فنتسمى بها اه».