تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ذرفق]:

صفحة 154 - الجزء 13

  فقال: «ما هَجاهُ بل ذَرَقَ عليه».

  وقال ابنُ دُرَيْدٍ⁣(⁣١): ورُبّما اسْتُعْمِلَ للإِنْسانِ، وأَنشَد:

  غَمْزاً تَرَى أَنَّكَ منهُ ذارِقُ

  والذَّرْقُ: ذَرْقُ الحُبارَى بسَلْحِه، والخَذْقُ أَشَدُّ مِنَ الذَّرْقِ.

  كأَذْرَقَ وذلك إِذا خَذَق بسَلْحِه، وهذه عن الزَّجّاجِ، وقد يُسْتَعارُ في السَّبُعِ والثَّعْلَبِ، أَنشَد اللِّحْيانِيُّ:

  أَلا تِلْكَ الثَّعالِبُ قد تَوالَتْ ... عَلَيَّ وحالَفَتْ عُرْجاً ضِباعَا

  لتَأْكُلَنِي فمَرَّ لَهُنَّ لَحْمِي ... فأَذْرَقَ من حِذارِي أَو أَتاعَا

  والذُّرَقُ، كصُرَدٍ: البَقْلَةُ التي تُسَمَّى الحَنْدَقُوق عن ابنِ دُرَيْدٍ، وأَنْشَد قول رُؤْبَةَ:

  حَتّى إِذا ما اصْفَرَّ حُجْرانُ الذُّرَقْ⁣(⁣٢)

  قالَ: وخَصَّ الذُّرَقَ لأَنَّه أَبْطَأُ الرَّطْبِ يُبْساً، وقالَ أَبُو حَنِيفَةَ: الواحِدَةُ ذُرَقَةٌ، ولها نُفَيْحَةٌ، طَيِّبَةٌ يَنْبُتُ في القِيعانِ ومَناقِعِ المِياهِ، وأَنْشَدَ في وَصْفِ رَوْضَةٍ:

  بها ذُرَقٌ غَضُّ النَّباتِ وحَنْوَةٌ ... تعاوَرُها الأَمْطارُ كَفْراً على كَفْرِ

  قالَ: والغَنَمُ تَحْبَطُ عن أَكْلِ الذُّرَقِ، وبها اسْتَقَتْ بُطُونُها، وقالَ كَعْبُ بنُ زُهَيْرٍ ¥:

  فأَنْبَتَ العَقْوَ والرَّيْحانَ وابِلُه ... والأَيْهُقانَ مع المَكْنانِ⁣(⁣٣) والذُّرَقَا

  وأَذْرَقَت الأَرْضُ: أَنْبَتَتِ الذُّرَق*.

  وحَكَى أَبو زَيْدٍ: لَبَنٌ مُذَرَّقٌ كمُعَظَّمٍ أَي: مَذِيقٌ.

  وفي نَوادِرِ الأَعراب: تَذَرَّقَت المَرْأَةُ بالكُحْلِ واذَّرَقَتْ، كافْتَعَلَتْ: إِذا اكْتَحَلَتْ به.

  * ومما يُسْتَدرك عليه:

  الذُّراقُ، كغُرابٍ: خُرْءُ الطّائِرِ، عن أَبِي زَيْدِ.

  وذَرِقَ المالُ، كفَرِحَ: من الذُّرَق.

  وتَقُولُ للكَلامِ المُسْتَهْجَنِ: هذا كَلامٌ يُذْرَقُ عليهِ.

  ومن المَجازِ: إِلى مَتَى تَذْرُقُ على النّاسِ، أَي: تَبْذَأُ عليهم.

  وفي الوَعِيدِ: لأُذَرِّقَنَّكَ إِنْ لَمْ تَرْبَعْ.

  * ومما يُسْتَدرَكُ عليه:

  [ذرفق]: اذْرَنْفَقَ: تقدَّمَ، كادْرَنْفَقَ، حكاهُ نُصَير، وقد أَهْمَلَه الجَماعَةُ، وأَوْرَدَهُ صاحبُ اللِّسانِ.

  [ذعق]: ذَعَقَه، كمَنَعَه أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ⁣(⁣٤): أي صاحَ بهِ وأَفْزَعَه وهو لُغَةٌ في زَعَقَه زَعْقَةً، وقالَ الأَزْهَرِيُّ: وهذا مِنْ أَباطِيلِ ابْنِ دُرَيْد. وماءٌ ذُعاقٌ، كغُرابٍ: مثلُ زُعاق. قالَ الخَلِيلُ: سَمِعْنا ذلِكَ مِنْ عَرَبِيٍّ، فلا أَدْرِي أَلُغَةٌ أَم لُثْغَةٌ؟.

  وقالَ ابنُ عَبّادٍ: داءٌ ذُعاقٌ أَي: قاتِلٌ.

  [ذعلق]: الذُّعْلُوقُ، كعُصْفُورٍ: بَقْلٌ كالكُرّاثِ طِيباً عن ابنِ الأَعْرابِيِّ، وهو يَنْبُتُ في أَجْوافِ الشَّجَرِ، وذُعْلُوقٌ آخَر يُقالُ له: لِحْيَةُ التَّيْسِ، وقِيلَ: هو نَبْتٌ يَسْتَطِيلُ على وَجْهِ الأَرْضِ، وقالَ ابنُ بَرِّيٍّ: هو نَبْتٌ أَدَقُّ من الكُرّاثِ، وله لَبَنٌ، وفي أَراجِيزِهم:

  حَتّى شَتا كالذُّعْلُوقْ⁣(⁣٥) ... أَسْرَعَ من طَرْفِ المُوقْ

  شَبَّه به المُهْرَ النّاعِمَ في خِصْبِه وسِمَنِه.

  وقالَ ابنُ الأَعرابِيِّ: الذُّعْلُوقُ: الغُلامُ الحارُّ الرَّأْسِ، الخَفِيفُ الرُّوحِ كالعُذْلُوقِ.


(١) الجمهرة ٢/ ٣١٠.

(٢) مكانه في اللسان:

حتى إذا ما هاج حيران الذُرَقْ ... وأهيج الخلصاء من ذات البرقْ

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: المكنان، كذا بالأصل».

(*) في القاموس: «أَنْبَتَتْهُ» بدل: «أَنْبَتَتِ الذُّرَق».

(٤) انظر عبارة الجمهرة ٢/ ٣١٤.

(٥) الأول في اللسان وقبله:

يا ربّ مهر مزعوقْ ... مقيّل أو مغبوق

من لبن الدهمِ الرُّوق