تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سلطح]:

صفحة 94 - الجزء 4

  والسُّلْح كقُفْل: ماءٌ بالدَّهْنَاءِ لبني سَعْد بنِ ثَعْلَبَةَ.

  والسُّلْح: رُبُّ يُدْلَكُ به نِحْيُ السَّمْنِ لإِصْلاحه.

  وقد سَلَّح نِحْيَه تَسْليحاً، إِذا دَلَكَه به.

  ومُسَلَّحَة، كمُعَظَّمة: ع⁣(⁣١) قال:

  لهم يومُ الكُلابِ ويوم قَيْس

  أَراقَ على المُسَلَّحَةِ المَزادَا⁣(⁣٢)

  * ومما يستدرك عليه:

  سِلاحُ الثَّورِ: رَوْقاه، سُمِّيَ بذلك لأَنه يَذُبُّ بهما عن نَفْسِه. قال الطِّرمّاح يَذكر ثَوْراً يَهُزُّ قَرْنَه للكلاب ليطْعَنها به:

  يَهُزُّ سِلَاحاً لمْ يَرِثْهَا كَلَالَةً

  يَشُكُّ بها مِنها أُصُولَ المَغَابِنِ

  إِنما عَنَى رَوْقَيْه.

  ومن المَجَاز: أَخَذَت الإِبلُ سِلَاحَها: إِذا سَمِنَتْ. وكذا تَسلَّحت بأَسْلِحتِها. قال النَّمرُ بن تَوْلَب:

  أَيّامَ لمْ تأْخُذْ إِليَّ سِلاحَهَا

  إِبلِي بِجِلَّتِهَا ولا أَبْكارِهَا

  قال ابن منظور: وليس السِّلاح اسماً للسِّمَن، ولكن لمّا كانت السَّمينة تَحْسُن في عَيْن صاحِبها فيُشْفِقُ أَن يَنْحَرَهَا، صار السِّمَنُ كأَنّه سِلاحٌ لها، إِذ رَفَعَ عنها النَّحْرَ. وفي كتاب الفَرْق لابنِ السِّيد: يقال لأَن صاحبَها يَمْتَنِعُ من نَحْرِهَا، لحُسْنِها في عَيْنِه، ولكثرةِ أَلبانها، قال:

  إِذا سَمِعتْ آذانُها صَوْتَ سائلٍ

  أَصاخَتْ فلم تَأْخُذْ سِلاحاً ولا نَبْلاً

  وسبق في رمح مثل ذلك.

  والمَسْلَحِيّ: المُوَكَّل بالثَّغْرِ والمُؤَمَّر.

  والسَّلْحُ: اسمٌ لِذِي البَطْن. وقيل: لمَا رَقَّ منه، من كلِّ ذي بَطْنٍ. وجمْعه سُلُوحٌ وسُلْحَانُ. قال الشّاعر فاستعاره للوَطْواط:

  كأَنّ برُفْغَيْهَا سُلوحَ الوَطاوِطِ

  وأَنشد ابن الأَعرابيّ في صفة رجل:

  مُمْتَلِئاً ما تَحْتَه سُلْحَانَا

  وفي المصباح: هو سَلْحَةٌ، تسميةٌ بالمصدر. وفي الأَساس: هو أَسْلَحُ من حُبَارَى. وفي اللسان: والمَسْلَحُ⁣(⁣٣): مَنْزِلٌ على أَرْبَعِ مَنازِلَ من مَكَّةَ. والمَسَالِحُ: مواضِعُ، وهي غير التي تقدّمت.

  ومن المجاز: العَرَب تُسمِّي السِّماكَ الرّامحَ: ذا السِّلاحِ، والآخرَ: الأَعْزلَ؛ وهذا من الأَساس⁣(⁣٤).

  [سلطح]: السُّلْطُح، بالضّمّ: جبَلٌ أَمْلَسُ.

  والسُّلاطِحُ كعُلابِطٍ: العَرِيضُ، قاله الأَزهريّ⁣(⁣٥)، وأَنشد:

  سُلَاطِحٌ يُنَاطِحُ الأَباطِحَا

  وسُلاطِحٌ: واد في دِيَارِ مُرَادٍ القبيلةِ المشهورة.

  والسَّلَنْطَح بالفتح، والمُسْلَنْطِح بالضّم: الفَضَاءُ الوَاسعُ، وسيذكر في الصّاد المهملة.

  والاسْلِنْطَاحُ: الطُّولُ والعَرْضُ، يقال: قد اسْلَنْطَحَ. قال ابن قَيْسِ الرُّقَيّات:

  أَنْتَ ابنُ مُسْلَنْطِحِ البِطَاحِ ولم

  تَعْطِفْ عليك الحُنِيُّ والوُلُجُ⁣(⁣٦)

  قال الأَزهَرِيّ: الأَصل السَّلاطح، والنُّون زائدةٌ.

  والسَّلَوْطَحُ: ع بالجزيرة، موجودٌ في شعْرِ جَرير، مفسَّراً عن السُّكَّرِيّ، قال:

  جَرَّ الخليفةُ بالجنودِ وأَنتمُ

  بين السَّلَوْطَحِ والفُراتِ فُلولُ

  ويقال: جاريةٌ سَلْطَحَةٌ، أَي عَريضةٌ.

  واسْلَنْطَحَ الرَّجلُ: وَقَعَ على ظَهْرِه. ورجلٌ مُسْلَنطِحٌ، إِذا انْبسطَ. واسْلَنْطَحَ أَيضاً: وَقَعَ على وَجْهِه كاسْحَنْطَرَ.


(١) في معجم البلدان: بضم أوله وفتح ثانيه وكسر اللام وتشديدها.

(٢) البيت لجرير، ورواية شطره، الثاني في معجم البلدان:

أقسام على مسلحة المزارا

(٣) في معجم البلدان: اسم موضع من أعمال المدينة.

(٤) العبارة هي عبارة اللسان، وما في الأساس: وطلع ذو السلاح وهو السماك الرامح.

(٥) هو قول ابن المظفر نقله الأَزهري في التهذيب.

(٦) ديوانه ص ١٧، وفي هامشه أن البعض نسبه لطريح.