تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نبغ]:

صفحة 63 - الجزء 12

فصل النون مع الغين

  [نبغ]: نَبَغَ الشَّيْءُ مِنَ الشَّيْءِ كمَنَعَ، ونَصَرَ، وضَرَبَ أي: ظَهَرَ، وَمِنْهُ: «نَبَغَتْ لَنَا مِنْكَ أُمُورٌ»، أي: ظَهَرَتْ وفَشَتْ، وهُوَ مَجَازٌ.

  ونَبَغَ الماءُ نُبُوغًا: مثلُ نَبَغَ، بالعَيْنِ.

  ومِنَ المَجَازِ: نَبَغَ فُلانٌ: إذا قال الشِّعْرَ وأَجادَهُ ولَم يَكُنْ في إِرْثِ الشِّعْرِ، وَفي اللِّسَانِ: في إِرْثِهِ الشِّعْرُ، ومِنْهُ سُمِّيَ النَّوابِغُ مِنَ الشُّعَرَاءِ، كَمَا سَيَأْتِي ذِكْرُهُمْ.

  ونَبَغَ فُلانٌ في الدُّنْيَا: إِذا اتَّسَعَ.

  وقال ابْنُ دُرَيْدٍ: نَبَغَ رأْسُه نَبْغًا: ثارَ مِنْهُ النُّبَاغَةُ، وَهِيَ ككُنَاسَةٍ، وتُشَدَّدُ: اسمٌ لِلْهِبْرِيَةِ وكَذلِكَ النُّبَاغُ⁣(⁣١) والنُّبّاغُ بالوَجْهَيْنِ، بغَيْرِ هاءٍ.

  ومِنَ المَجَازِ: نَبَغَتْ عَلَيْنَا مِنْهُمْ نَبّاغَةٌ، كشَدّادَةٍ، أي: خَرَجَتْ مِنْهُمْ خَوَارِجُ.

  ويُقَالُ: نَبَغَ الوِعَاءُ بالدِّقِيقِ: إذا تَطَايَرَ مِنْ خَصَاصِهِ ما دَقَّ كَذ في النُّسَخِ، وصَوَابُه تَطَايَر مِنْ خَصَاصِ ما رَقَّ مِنْهُ، كما هُوَ في اللِّسَانِ والعُبَابِ والتَّكْمِلَةِ.

  والنَّابِغَةُ: الرَّجُلُ العَظِيمُ الشَّأْنِ، وَالهاءُ للمُبَالَغَةِ، كما في العُبابِ.

  والنَّوابِغُ: الشُّعَرَاءُ منْ: نَبَغَ: إذا لَم يَكُنْ في إِرْثِ الشِّعْرِ، ثُمَّ قالَ وأَجَادَ، وقد تَقَدَّمَ ذلِكَ، وهُم: زِيادُ بنُ مُعَاوِيَةَ بنِ ضِبَابِ⁣(⁣٢) بنِ جابِرٍ بنِ يَرْبُوعِ بنِ عَيْظِ بنِ مُرَّةَ بن عَوْفِ بنِ سَعْدِ بنِ ذُبْيَانَ الذُّبْيَانِيُّ كُنْيَتُه أَبو ثُمامَةَ، ويُقَال: أَبُو أَمَامَةَ، قال الجَوْهَرِيُّ: يُقالُ: سُمِّيَ بقَوْلِه:

  فقَدْ نَبَغَتْ لَنا مِنْهُمْ شُؤُونُ

  قُلْتُ: الرِّوَايَةُ: «مِنْهَا»⁣(⁣٣) أيْ: مِنْ سُعَادَ المَذْكُورَةِ في أَوَّلِ القَصِيدَةِ، وهُو قَوْلُه:

  نَأَتْ بسُعَادَ عَنْكَ نَوىً شَطُونُ ... فبانَتْ والفُؤادُ بِهَا رَهِينُ

  وَصَدْرُ البَيْتِ:

  وحَلَّتْ في بَني القَيْنِ بنِ جَسْرٍ⁣(⁣٤)

  وأَبُو لَيْلَى: قَيْسُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُدَسَ بنِ رَبِيعَةَ بنِ جَعْدَةَ بنِ كَعْبِ بنِ رَبِيعَةَ بنِ عامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ الجَعْدِيُّ، ¥، قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ ومَدَحَهُ، ودَعَا لَهُ ، رَوَى عَنْهُ يَعْلَى بنُ الأَشْدَقِ، قِيلَ: عاشَ مائِةً وَعِشْرِينَ سَنَةً، وماتَ بأَصْبَهَانَ، وقَدْ وَقَعَ لَنَا حَدِيثُه عالِيًا في ثُمَانِياتِ النَّجِيبِ، وعُشَارِيَاتِ الحَافِظ بنِ حَجَرٍ، قال الصّاغَانِيُّ: وهُوَ أَشْعَرُ مِنَ النّابِغَةِ الجعدِي⁣(⁣٥)، وهَجَتْهُ لَيْلَى الأَخْيَلِيَّةُ فقالَتْ:

  أَنابَغَ لَم تَنْبُغْ ولَم تَكُ أَوَّلاً ... وَكُنْتَ صُنَيًّا بَيْنَ صُدَّيْنِ مُجْهَلَا

  وَتَرْجَمَهُ ابنُ العَدِيمِ في تَارِيخِ حَلَبَ، فقَالَ - بَعْدَ أَنْ ساقَ نَسَبَه وذَكَرَ الاخْتِلافَ فِيهِ -: إنَّ أُمَّه فاخِرَةُ ابنَةُ عَمْرِو بنِ جابِرٍ الأَسَدِيِّ، قِيلَ: إِنَّهُ شَهِدَ صِفِّينَ مَعَ عَلِيٍّ، ¥، وإِنَّمَا لُقِّبَ بِهِ لأَنَّهُ أَقَامَ ثَلَاثِينَ سَنَةً لا يَتَكَلَّمُ بشِعْرٍ، ثُمَّ نَبَغَ، قالَهُ ابنُ الأَعْرَابِيِّ، وقالَ القَحْذَمِيُّ: إِنَّهُ كانَ أَسَنَّ مِنْ نابِغَةِ بَنِي ذُبْيانَ، وكَانَ في عَصْرِه، وماتَ قَبْلَه، وَلَم يُدْرِكِ الإِسْلامَ، وفي اللِّسَانِ: وقالُوا: نابِغَةُ، أي: بلا لامٍ، وأَنْشَدَ:

  وَنابِغَةُ الجَعْدِيُّ بالرَّمْلِ بَيْتُه ... عَلَيْهِ صَفِيحٌ مِنْ تُرَابٍ مُوَضَّع

  قال سِيبَوَيْه: وأَخْرَجَ الأَلِفَ والّلامَ وجُعِلَ كواسِط.

  وعَبْدُ اللهِ بنُ المُخَارِقِ بنِ سُلَيْمَ بن حَصِيرَةَ⁣(⁣٦) بنِ قَيْسِ بنِ شَيْبَانَ بنِ حِمارِ بنِ حارِثَةَ بنِ عَمْرِو بنِ أَبِي رَبِيعَةَ بنِ شَيْبَانَ بنِ ثَعْلَبَةَ الشَّيْبَانِيُّ.


(١) اقتصر الأَزهري على التخفيف في اللفظتين وفيه: ويقال: لهبرية الرأس نُباغُه ونُبَاغته.

(٢) عن جمهرة ابن حزم ص ٢٥٣ وبالأصل «خباب».

(٣) رواية الديوان ص ٢٥٦ «منهم» أي من بني القين وقد ورد ذكرهم في صدر البيت.

(٤) انظر عامود نسبه في جمهرة ابن حزم ص ٢٨٩.

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وهو أشعر من النابغة مكتوب فوقه في النسخة الخط لفظة: كذا، يعني أنه نقله من الصاغاني هكذا، فلعل الصواب وهو أسنّ من النابغة الذبياني، كما ذكره بعد اهـ».

(٦) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «حصرة» وفي المؤتلف والمختلف ص ١٩٢ «خضير» وانظر فيه بقية نسبه.