تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[رثع]:

صفحة 150 - الجزء 11

  والرّوايَة ما ذكرتُ.

  وقال ابنُ هَرْمَةَ:

  على كُلِّ أَعْيَسَ يَرْعَى الحِمَى ... أَطَاعَ له الوِرْدُ والمَرْتَعُ

  وِيُقال: رَأَيْتُ أَرْتاعاً مِنَ النّاسِ، أَي كَثْرَةً، نَقَلَه الصّاغانيُّ.

  وِمُرْتِعٌ، كمُحْسِنٍ، هكذا ضَبَطَه الحافِظُ في التَّبْصِيرِ أَو مِثْلُ مُحَدِّثٍ، كما ضَبَطَه الصّاغَانِيُّ في العُبَاب⁣(⁣١)، لَقَبُ عَمْرِو بن مُعَاوِيَةَ بنِ ثَوْرٍ، وهو كِنْدَةُ بن عُفَيْرِ بنِ عَدِيِّ بن الحارِثِ بنِ مُرَّةَ بنِ [أُدَدِ بن]⁣(⁣٢) يَشْجُبَ بنِ عَرِيبِ بنِ زَيْدِ بنِ كَهْلانَ بنِ سَبَأَ بنِ يَشْجُبَ بنِ يَعْرُبَ بنِ قَحْطَانَ، جَدٌّ لامْرِئِ القَيْسِ بنِ حُجْر بنِ الحارِثِ المَلك بنِ عَمْرِو المَقْصُور، الذي اقتصر عَلَى مَلك أَبيه، ابنِ حُجْرِ آكِلِ المُرَارِ ابنِ عَمْرِو بن مُعَاوِيَةَ بنِ الحارِثِ بن مُعَاويَةَ بنِ ثَوْرِ بنِ مُرْتِعٍ ولُقِّبَ بِهِ لأَنَّه كان يُقَالُ له: أَرْتِعْنَا في أَرْضِكَ، فيَقُولُ: قد أَرْتَعْتُ⁣(⁣٣) مَكَانَ كَذا [وكذا] *.

  وِفي الصّحاحِ: أَرْتَعَ الغَيْثُ: أَنْبَتَ ما تَرْفَعُ فيه الإِبِل ومنه حَدِيثُ الاسْتِسْقَاءِ: «اللهُمَّ اسْقِنَا وأَغِثْنَا، اللهُمَّ اسْقِنا غَيْثاً مُغِيثاً، وحَياً رَبِيعاً، وجَداً طَبَقاً، غَدَقاً مُغْدِقاً، مُوفقاً، عاماً، هَنِيئاً مَرِيئاً، مَرِيعاً، مُرْبِعاً مُرْتِعاً، وابِلاً سَابِلاً، مُسْبِلاً مُجَلِّلا، دِيَماً، دارًّا، نافِعاً غير ضَارٍّ، عاجِلاً غيرَ رائثٍ» قوله: مُرْتِعاً، أَي: يُنْبِتُ من الكَلإِ ما تَرْتَع فيه المَوَاشِي وتَرْعاه.

  * وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:

  الرَّتَعُ⁣(⁣٤)، محرَّكَةً: التَّنَعُّم، ومنه حَدِيثُ أُمِّ زَرْعِ «في شِبَع، ورِيٍّ وَرَتَع⁣(⁣٤)».

  وقَوْمٌ مُرْتِعُونَ راتعُونَ، إِذا كانُوا مَخاصِيبَ.

  ويُقَالُ: قَوْمٌ رَتِعُونَ، على النَّسَبِ كطَعِم، وكذلِكَ كَلأٌ رَتِعٌ، ومنه قَوْلُ أَبِي فَقْعَس الأَعْرَابِيِّ في صِفَةِ كَلأٍ: خَضِعٌ مَضِعٌ، ضَافٍ رَتِعٌ.

  وفي حَدِيثِ عُمَرَ ¥: «إِنِّي والله أُرْتِعُ فأُشْبعُ» يُرِيد حُسْنَ رِعَايَته للرَّعِيَّة، وأَنَّه يَدَعُهُم حَتّى يَشْبَعُوا في المَرْتَعِ. وهو مَجازٌ.

  وابِلٌ رَوَاتِعُ.

  وِالمُرْتِعُ: الَّذِي يُخَلِّي رِكَابَه تَرْتَعُ.

  وقد أَرْتَعَ المالُ، وأَرْتَع القَوْمُ: وَقَعُوا في خِصْبٍ ورَعَوْا.

  وِأَرْتَعَت الأَرْضُ: كَثُرَ كَلَؤُها.

  واسْتَعْمَلَ أَبو حَنِيفَةَ المَرَاتِعَ في النَّعَمِ.

  وِالرَّتّاعُ: الَّذِي يَتَتَبَّعُ بإِبِلِهِ المَرَاتِعَ المُخْصِبَةَ.

  وقال شَمِرٌ: أَتَيْتُ على أَرْضِ مُرْتِعَةِ، وهي الَّتِي قد طَمِعَ مالُها في الشِّبَعِ.

  والَّذِي في الحَدِيثِ: «وأَنّه مَنْ يَرْتَعُ حَوْلَ الحِمَى يُوشِك أَنْ يُخالِطَه» أَي يَطُوفُ به ويَدُور حَوْلَه.

  ويُقال: رَتَعَ فُلانٌ في مَالِ فُلانٍ، إِذا تَقَلَّبَ فيه أَكْلاً وشُرْباً، وهو مَجازٌ.

  وِرَتَع فُلانٌ في لَحْمِي: اغْتابَنِي. وهو مَجازٌ، ومنه قَوْلُ سُوَيدِ بنِ أَبي كَاهِل اليَشْكُرِيّ:

  وِيُحَيِّينِي إِذَا لَاقَيْتُه ... وِإِذا يَخْلُو له لَحْمِي رَتَعْ

  [رثع]: الرَّثَعُ، مُحَرَّكَةً: الشَّرَهُ والحِرْصُ الشَّدِيدُ والطَمَعُ ومَيْلُ النَّفْسِ إِلى دَنِيءِ⁣(⁣٥) المَطَامِع. ومنه حَدِيثُ عُمَر بنِ عَبْدِ العَزِيزِ يَصِفُ القاضِي: «يَنْبَغِي أَنْ يكونَ مُلْقِياً للرَّثَعِ، مُتَحَمِّلاً لِلّائِمَةِ» أَيْ مُلْقِياً للدَّناءَةِ والطَّمَعِ: وهو رَاثِعٌ، وقد رَثِعَ، بالكَسْرِ، كما في الصّحاحِ، ورَثِعٌ، ككَتِفٍ، كما في العُبَابِ، ووُجِد أَيضاً في بَعْضِ نُسَخِ الصّحاحِ، ويُقَال: رجلٌ رَثِعٌ، أَي حريصٌ ذو طَمَع ج: رَثِعُونَ.

  وِهو أَيْضاً أَي الرّاثِعُ والرَّثِعُ - الأَوَّلُ عن الكِسائِيِّ -: مَنْ يَرْضَى من العَطِيَّةِ بالطَّفِيفِ، ويُخادِنُ أَخْدانَ السَّوْءِ، وفيه


(١) في التكملة: مُرَتَّع ويقال مُرْبَع.

(٢) ما بين معكوفتين سقطت من المطبوعة الكويتية.

(٣) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: قد أَرَتَعْتُك.

(*) ساقطة من الكويتية.

(٤) ضبطت في اللسان بالقلم بالفتح فسكون.

(٥) عن النهاية واللسان وبالأصل «ذي».