[دثر]:
  ومن المَجَاز: جَعَله دَبْرَ(١) أُذُنِه إِذا أُعْرضَ عنه. ووَلَّى دُبُرَه: انهزمَ. وكانت الدَّبْرةُ له: انْهزَم قِرْنُه، وعليه(٢): انهزمَ هو. وَوَلّوا دُبُرَهم(٣) مُنْهَزِمين. ودَبَرَتْ له الرِّيحُ بعد ما قَبَلَتْ(٤)، ودَبَر بعد إِقبال. وتقول: عَصَفَت دَبُورُه، وسَقَطت عَبُورُه(٥)، وكلّ ذلك مَجَازٌ.
  وكَفْر دَبُّور، كتَنّور: قَرية بمصر.
  والدَّيْبور: موضع في شعر أَبي عباد، ذكره البَكْرِيّ(٦).
  ودَبْرَةُ، بفتح فسكون: ناحيةٌ شاميّة.
  [دثر]: الدَّثْرُ، بالفَتْح: المَالُ الكَثِيرُ، لا يُثنَّى ولا يُجْمَع. يقال: مَالٌ دَثْرٌ، ومَالانِ دَثْرٌ، وأَموالٌ دَثْرٌ. وقيل: هو الكَثِير من كُلّ شيْءٍ. وفي الحَدِيث: «ذَهَبَ أَهلُ الدُّثُورِ بالأُجُورِ». قال أَبو عُبَيد: يقال: هم أَهلُ دَثْر ودُثُور، وهو مَجَاز. وأَما عَسْكَرٌ دَثِرٌ، أَي كَثِير، كما نقله الجوهريّ وغيره، فالتَّحْرِيك فيه لِضَرُورَة الشِّعْر، قال امرؤُ القَيْس:
  لعَمْرِي لقَوْمٌ قد تَرَى في دِيَارِهمْ ... مَرابِطَ للأَمْهارِ والعَكَرِ الدَّثِرْ
  والأَصل الدَّثْر، فحرَّك الثاءَ ليَسْتَقِيم له الوزْنُ.
  وعن ابن شُمَيْل: الدَّثَرُ، بالتَّحْرِيك: الوَسَخُ، وقد دَثَرَ دُثُوراً، إِذا اتَّسَخَ.
  ودَثِرٌ: بلَا لامٍ: حِصْنٌ باليمنِ، من حُصون ذَمَارِ الشَّرْقيّة.
  والدُّثُورُ: الدُّرُوسُ، كالانْدِثارِ، وقد دَثَرَ الرَّسْمُ وتَدَاثَرَ وانْدَثَر: قَدُمَ ودَرَسَ وعَفَا. قال ذُو الرُّمّة:
  أَشاقَتْكَ أَخلاقُ الرُّسُومِ الدَّواثِرِ(٧)
  واستعار بعضُ الشُّعَراءِ ذلك للحَسَبِ اتّساعاً فَقَال:
  في فِتْيَةٍ بُسُطِ الأَكُفِّ مَسَامِحٍ ... عنْد القِتَالِ قَدِيمُهمْ لمْ يَدْثُرِ
  أَي حَسَبُهم لم يَبْلَ ولا دَرَسَ.
  والدُّثُور للنَّفْسِ(٨): سُرْعَةُ نِسْيَانِها، قاله شَمِرٌ. والدُّثُور للقَلْب: امِّحَاءُ الذِّكرِ منه ودُرُوسُه، قاله شَمِرٌ.
  ومِن المَجاز: ما رُوِيَ عن الحَسَن أَنَّه قال: «حادِثُوا هذِه القُلُوبَ بذِكْر الله فإِنَّهَا سَرِيعَةُ الدُّثُور». قال أَبو عُبَيْدٍ: يَعنِي دُرُوس ذِكْرِ الله وامّحاءَهُ منها. يقول: اجْلُوهَا واغْسِلُوا الرَّيْنَ والطَّبَعَ الذي عَلاهَا، بذِكْر الله. زاد الأَزهريّ: كما يُحادَث السَّيفُ إِذا صُقِلَ وجُلِيَ. ومنه قول لَبِيد:
  كمِثْل السَّيْفِ حُودِثَ بالصِّقَالِ(٩)
  أَي جُلِيَ وصُقِلُ.
  وفي حَدِيث أَبِي الدَّرْداءِ: «إِنّ القَلْبَ يَدْثُر كما يَدْثُرُ السَّيْفُ فجِلاؤُه ذِكْر الله» أَي يَصْدأُ كما يَصْدَأُ السَّيْف.
  وأَصل الدُّثُورِ الدُّرُوسُ، وهو أَن تَهُبّ الرِّياحُ على المَنْزل فتُغَشِّيَ رُسُومُه الرَّمْلَ وتُغَطِّيَه(١٠) بالتُّرَاب. وفي حديث عائِشَةَ: «دَثَرَ مكانُ البَيْتِ فلم يَحُجَّه هُودٌ، #.
  والدَّثُور، بالفَتْحِ: البَطِئُ(١١) الثَّقِيل الذي لا يكاد يَبْرحُ مكانَه. قال طُفَيْل:
  إِذَا ساقَهَا الرَّاعِي الدَّثُورُ حَسِبْتَها ... رِكَابَ عِرَاقِيٍّ مَوَاقِيرَ تُدْفَعُ
  والدَّثُورُ أَيضاً: الخامِلُ الَّنؤُومُ، وهو مَجَاز.
  والدَّاثِرُ: الهالِكُ، ومنه قولهم: فُلانٌ خَاسِرٌ دَاثِرٌ. وقال بَعْضٌ: هو إِتباعٌ. والدّاثِر: الغافِلُ، كالأَدْثَرِ. والّذِي في اللِّسَان: رَجُلٌ دَثْرٌ: غافِلٌ، وداثِرٌ مثلُه.
(١) عن الأساس، وبالأصل: «دابر».
(٢) في الأساس: وكانت الدبرة عليه: إذا انهزم هو.
(٣) الأساس: دبرة.
(٤) عن الأساس، وبالأصل «أقبلت» وزيد بالأساس: إذا أدبر بعد الإقبال.
(٥) زيد في الأساس: أي غاب نجمه.
(٦) كذا ولم يرد في معجم ما استعجم.
(٧) ديوانه وعجزه فيه:
بأدعاص حوضى المعنقات النوادرِ
(٨) في التهذيب واللسان: ودثور النفوس.
(٩) الديوان وصدره فيه:
وأصبح يقتري الحومانَ فرداً
(١٠) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وتغطيه الخ عبارة اللسان وتغطيها، بتأنيث الضمير وهي ظاهرة اه» وفي النهاية واللسان: «بالرمل» بدل «الرمل».
(١١) في القاموس: «الرجل البطيء» ونبه إلى ذلك بهامش المطبوعة المصرية.