تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ثغب]:

صفحة 336 - الجزء 1

  فرَاكِسٌ فَثُعْيلِبَاتَ ... فذَاتُ فِرْقَيْنِ فَالقَليبُ

  وقَرْنُ الثَّعَالِبِ هُوَ قَرْنُ المَنَازِلِ وهو مِيقَاتُ أَهْلِ نَجْدٍ ومَنْ مَرّ عَلَى طَرِيقِهِم بالقُرْبِ من مَكَّةَ، وقَرْنُ الثَّعَالِبِ في طَرَف وأَنْتَ ذَاهِبٌ إِلَى عَرَفَاتٍ، وسيأْتي في «ق ر ن» مَا فِيهِ مَزِيدٌ، ويقال: «إِنَّ قَرْنَ المَنَازِلِ» جَبَلٌ قُرْبَ مَكَّةَ يُحْرِمُ مِنْهُ حَاجُّ اليَمَنِ.

  ودَيْرُ الثَّعَالِبِ؛ ع بِبَغْدَادَ.

  والثَّعْلَبِيَّة أَنْ يَعْدَوَ الفَرَسُ كَالكَلْبِ.

  والثَّعْلَبِيّة: ع بِطَرِيقِ مَكَّةَ حَرَسَهَا اللهُ تَعَالَى عَلَى جَادَّتِهَا مِن الكُوفَةِ مِنْ مَنَازِلِ أَسَدِ بنِ خُزَيْمَةَ.

  * ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:

  ثَعْلَبَ الرَّجُلُ مِنْ آخَرَ، إِذَا جَبُنَ ورَاغَ، وقِيلَ: إِنَّ صَوَابَهُ تَثَعْلَبَ، أَيْ تَشَبَّهَ بالثَّعْلَبِ فِي رَوَغَانِهِ⁣(⁣١) قَالَ رُؤْبةُ:

  فَإِنْ رَآنِي شَاعِرٌ تَثَعْلَبَا ... وإِنْ حَدَاهُ الحَيْنُ أَوْ نَذَأَّبَا

  نَقَلَه الصَّاغَانِيُّ.

  وأَيْت ثعالب⁣(⁣٢): مَوْضِعٌ بالمَغْرِبِ، وإِلَيْهِ نُسِبَ الإِمَامُ أَبُو مَهْدِيّ عِيسَى بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَامِرٍ الثَّعَالِبِيُّ الجَعْفَرِيُّ، مِمَّنْ أَجَازَهُ البَابِلِيُّ وغَيْرُهُ، وقَدْ حَدَّثَ عنه شُيُوخُ مَشَايِخِنَا، تُوَفِّيَ بِمَكَّةَ سنة ١٠٨٠

  [ثغب]: الثَّغْبُ: هُوَ الطَّعْنُ والذَّبْحُ نَقَلَهُ الصَاغَانِيُّ، والثَّغْبُ: أَكْثَرُ مَا بَقِيَ مِنَ المَاءِ فِي بَطْنِ الوَادي وقِيلَ: هُوَ بَقِيَّةُ المَاءِ العَذْبِ فِي الأَرْضِ، وقِيل: هُوَ أُخْدُودٌ تَحْتَفِرُهُ المَسَايِلُ مِنْ عَلُ، فإِذَا انْحَطَّتْ حَفَرَتْ أَمْثَالَ القُبُورِ والدِّبَار، فَيَمْضِي السَّيْلُ عَنْهَا ويُغَادرُ المَاءَ فِيهَا فَتُصَفِّقُه الرِّيحُ ويَصْفُو ويَبْرُدُ، فَلَيْسَ شَيءٌ أَصْفَى مِنْه وَلَا أَبْرَدَ، فَسُمِّيَ المَاءُ بِذَلِكَ المَكَانِ، ويُحَرِّكُ، وهُوَ الأَكْثَرُ، ج ثِغَابٌ، بالكَسْرِ، وهو القِيَاسُ في المَفْتُوح والمُحَرَّك، وأَثْغَابٌ جَمْعُ المُتَحَرِّكِ، وثُغْبَانٌ بالكَسْر مثْل شَبَث وشِبْثَانٍ والضَّمِّ مثْلُ حَمَلٍ وحُمْلَانٍ، قَالَ الأُخْطَلُ:

  وَثَالِثَةٍ مِنَ العَسَلِ المُصَفَّى ... مُشَعْشَعَةٍ بثِغْبَانِ البِطَاحِ

  ومنْهُمْ مَنْ يَرْوِيهِ⁣(⁣٣): بِثُغْبانِ، بالضَّم، وهُوَ عَلَى لُغَةِ ثَغْبٍ بالإِسْكَان، كعَبْدٍ وعُبْدَانٍ، وقِيلَ: كُلُّ غَدِيرٍ ثَغْبٌ، وعَنِ اللَّيْثِ: الثَّغْبُ⁣(⁣٤): مَا صَارَ في مُسْتَنْقَعٍ، في صَخْرَةٍ⁣(⁣٥). وفي حَدِيثِ ابنِ مَسْعُودٍ: «مَا شَبَّهْتُ مَا غَبَرَ مِنَ الدُّنْيَا إِلَا بِثَغْبٍ قَدْ ذَهَبَ صَفْوُهُ وبَقِيَ كَدَرُهُ» وعن أَبِي عُبَيْد: الثَّغْبُ، بالفَتْحِ والسُّكُونِ: المُطْمَئنُّ منَ المَوَاضِعِ في أَعْلَى الجَبَلِ يَسْتَنْقَعُ فيه مَاءُ المَطَرِ، قَالَ عَبيد:

  وَلَقدْ تَحُلُّ بِهَا كَأَنَّ مُجَاجَهَا ... ثَغْبٌ يُصَفَّقُ صَفْوُهُ بِمُدَامِ

  وقيلَ: هُوَ غَديرٌ فِي غَلْظٍ مِنَ الأَرْضِ أَوْ عَلَى صَخْرَةٍ، ويكونُ قَليلاً، وفي حَدِيث زِيَادٍ: «فُثِئَتْ بِسُلَالَةٍ مِنْ مَاءِ ثَغْب». وقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: الثَّغَبُ: مَا اسْتَطَالَ في الأَرْض ممَّا يَبْقى من السَّيْلِ إِذَا انْحَسَرَ يَبْقَى منه في حَيْد منَ الأَرْضِ فَالمَاءُ بمَكَانِهِ ذلك ثَغَبٌ، قَالَ واضْطُرَّ شَاعر إِلى إِسْكَانِ ثَانيه، فَقَال:

  وَفِي يَدِي مِثْلُ ماءِ الثَّغْبِ ذُو شُطَب ... أَنِّي بِحَيْثُ يَهُوسُ اللَّيْثُ والنَّمرُ

  شَبَّهَ السَّيْفَ بذلك المَاءِ في رِقَّته وصَفَائِهِ، وأَرَادَ: لِأَنِّي، وقَالَ ابنُ السِّكِّيتِ: الثَّغْبُ تَحْتَفِرُهُ المَسَايِلُ مِنْ عَلُ، فالمَاءُ ثَغْبٌ [والمكانُ ثَغْبٌ]⁣(⁣٦) وهُمَا جَمِيعاً ثَغْبٌ وثَغَبٌ، قَالَ الشَّاعرُ:

  وَمَا ثَغَبٌ بَاتَتْ تُصَفِّقُهُ الصَّبَا ... قَرَارَةَ نِهْيٍ أَتْأَقَتْهَا الرَّوَائحُ

  ومِنَ المَجَازِ تَثَغَّبَتْ لِثَتُهُ⁣(⁣٧) بالدَّم سالَتْ، والثَّغَبُ مُحَرَّكَةً: ذَوْبُ الجَمَدِ والجَمْعُ ثُغْبَانٌ، كعُثْمَانَ، وعنِ ابنِ


(١) العبارة في اللسان: وثعلب الرجل في آخر فَرَقاً. وثعلب الرجل وتثعلب: جبن وراغ، على التشبيه بعدو الثعلب.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وأبت ثعالب، كذا بخطه اه».

(٣) هو ابن سيده في المحكم.

(٤) اللسان: ماء.

(٥) في اللسان: في صخرة، أو جهلة، قليلٌ.

(٦) زيادة عن اللسان.

(٧) في نسخة أخرى من القاموس: لُبّته.