تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[دأد]:

صفحة 440 - الجزء 4

  والتخويد: نَيْلُ شَيْءٍ من الطَّعَامِ.

  وفي الأساس، والتكملة، يقال تَخَوَّدَ الغُصْنُ إِذا تَثَنَّى ومال.

  وخَوَّدُ⁣(⁣١) كشَمَّرَ: ع، قال ذو الرُّمّة:

  وأَعْيُنَ العِينِ بأَعْلَى خَوَّدا

  (⁣٢) نقله ابن بَرِّيٍّ عن ابن الجَواليقيّ. وقد مَرَّتْ نظائِرُهُ في نوَّجَ.

  وخَوَّدَ من هذا الطَّعَامِ شيئاً: نال مِنْهُ، وقد ذكرَ هذا فهو تكرار.

  وحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ خَوَّدَ⁣(⁣٣) الحرْبِيّ بفتح فسكون، كذا ضَبطه الحافظ في «التبصير»، أَو بتشديد الواو، كذا ضُبط عندنا، مُحَدِّثٌ يَروِي عن سعيد بن أَحمد بن البنَّاءِ وغيرِه.

  [خيد]: الخِيدُ كَمِيلٍ، أَهمله الجوهَرِيُّ، وقال اللّيث هي: الرَّطْبَةُ، فارسية عَرَّبُوهَا وغَيَّرُوهَا وحَوَّلُوا الذَّالَ دالاً وأَصلُها خيذ كما هو نَصُّ الليثِ، وتَبِعه الأَزهريُّ.

  وقال الصاغانيُّ: الذي أَعرفه من هذه اللُّغةِ للرَّطْبَةِ خِويذٌ⁣(⁣٤) بالكَسْر، والذال المعجمة.

فصل الدال المهملة مع نفسها

  [دأد]: دَأْدَدَ الرجلُ، أَهمله الجوهريُّ.

  وقال اللّيْث: إِذا أَرادُوا اشتقاقَ الفِعْل من ددد لم يَنْقَدْ، لكثرة الدّالات، فيفصِلون بين حَرْفَيِ الصَّدْرِ بهمْزَةٍ، فيقولون: دَأْدَدَ يُدَأْدِدُ دَأْدَدَةً: لَهَا ولَعِبَ، قال: إِنما اخْتَارُوا الهمْزَةَ لأنّهَا أَقوَى الحروف.

  قال شيخُنَا: وَبَقِي عليه مِمَّا يُذكر هنا.

  دَأدٌ، بالفتح: اسم لِآخِرِ يومٍ من الشَّهْر، وجمعه: دآد، وهي الثلاثة الأَخِيرةُ من الشهر. قاله أَبو حَيَّان في باب العدد من «شرح التسهيل». وأَشار إِليه المصنّف في: ددأَ، من الهمزة وأَغفله هنا.

  قلت: ومن سجَعات الأَساس: وتقول: [يا]⁣(⁣٥) ابنَ آدمَ أَنتَ في الدَّوَادِي، وما بَقِي مِن عُمُرِكَ إِلَّا الدَّآدِي؛ وهي ليالي المُحَاق، والدَّوادِيّ: المَرَاجِح⁣(⁣٦) وسيأْتي.

  [دد]: الدَّدُ، مخفّف: اللهْوُ واللَّعِبُ، ومنه الحديث: «وما أَنا مِن دَدٍ، ولا الدَّدُ مِنِّي» وفيه أَربع لغات⁣(⁣٧): تقول هذا دَدٌ، كَيَدٍ، ودَداً، كقَفاً ومثَّله الدَّمامِيني بعَصاً، ودَدَنٌ، بالنُّون ثالثةً، ودَدَدٌ، بثلاث دالاتٍ. كذا في شَرْح التسهيل للدّمامينيّ.

  والدَّدُ: ع، واسم امْرَأَة، والدُّدُ: الحِينُ من الدَّهْرِ، نقله الصاغانيّ، وقد يُعَادُ في دَدَى، أَعني المعتلّ اللّام، وفي النون أَيضاً إِن شاءَ الله تَعالَى وَسنُلِمُّ عليه بالكلام هناك.

  [ددد]: الدَّدِدُ، ككَتِفٍ، أهمله الجوهَرِيّ، وهذه هي اللّغة الرابعَة الّتي سبقت الإِشارةُ إِليها، وقد جاءَ في قول الطِّرِمَّاح ابن حَكِيمٍ الشاعِرِ، فيما أَنشده بعضُ الرُّواة، قاله اللّيْث.

  واستَطْرَقَتْ ظُعْنُهمْ لَمَّا احْزَأَلَّ بِهِمْ

  آلُ الضُّحَى ناشِطاً من دَاعِبٍ دَدِدِ

  قال الليث: وإِنَّما قال دَدِدِ، لأَنّه لَمَّا جَعَلَه نَعْتاً لداعِبٍ كَسَعَهُ، أَي أَتبعَه بدالٍ ثالثةٍ، وإِنما عَبَّرَ بالكَسْعِ إِغراباً وإِيماءً إِلى وُقُوعِ مثلِه في كلامِ بعضِ الأَقدمين من الصَّرْفِيّين. قاله شيخُنَا. لأن النَّعْتَ لا يَتَمَكَّن حتى يَتِمَّ ثلاثةُ أَحْرُفٍ فما فوقها، فصار دَدِداً. انتهى نصّ الليث. قال شيخُنَا: وفيه نَظرٌ. وأَرادَ بالنَّاشِطِ الشَّوْقَ النَازع، أَي


- بمعنى إِرسال الفحل، وغلط في تفسير البيت جملة، والبيت للبيد ... في قصيدة له ... والرواية:

وخودَ فَحْلُها من غير شلّ

وصف برد الزمان، وإِسراع الفحل إِلى مراحه مبادراً هبوب الريح الباردة أصيلاً، كما يخود الظليم إِذا راح إِلى بيضة وأدحيّه.

(١) عن معجم البلدان، وفي القاموس: خَوَّدَ بفتح الدال.

(٢) وعجزه في معجم البلدان:

ألفن ضالاً ناعماً وغرقدا

(٣) في نسخة أخرى من القاموس: خَوْدٍ.

(٤) في القاموس: خَوِيدٌ وفي نسخة أخرى منه: خَوِيذٌ بالذال المعجمة. وما أثبت يوافق التكملة. وفي معجم استينجاس خويد بفتح أوله وبدال مهملة.

(٥) زيادة عن الأساس.

(٦) الأساس: الأراجيح. قال: يريد: أنت في اللعب وقد بلغ عمرك آخره.

(٧) اللسان: «ثلاث لغات» ... ولم يذكر: ددن.