تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ثغد]:

صفحة 374 - الجزء 4

  الشيْءُ، إِذا لانَ وامتدّ، ويقال إِن الميم فيه أَصليّة فيُذكر في الرّباعيّ.

  * وبقي عليه:

  الثَّعْد بمعنَى الزُّبد، في حديث بَكّار بن داوود قال «مرَّ رسولُ الله ÷ بقَوم يَنالون من الثَّعْدِ والحُلْقَانِ وأَشْلٍ من لَحْم، وينالون من أَسْقِيَةٍ لهم قد عَلَاهَا الطُّحْلُبُ فقال «ثَكِلَتْكُم أُمَّهَاتُكم، أَلهذا خُلِقْتم أَو بهذا أُمِرْتم، ثم جازَ عَنْهُم، فنزَلَ الرُّوحُ الأَمينُ وقال: يا محمَّد، ربُّك يُقرِئك السلامَ ويقول: إِنَّمَا بَعثْتُك مُؤلِّفاً لأُمّتِك ولم أَبعثْكَ مُنفِّراً، ارجِعْ إِلى عِبادي فقلْ لهم: فلْيَعمَلوا ولْيُسَدِّدُوا وليُيَسِّرُوا».

  قال: الثَّعْدُ: الزُّبْد، والحُلْقَانُ: البُسْرُ الذي قد أَرطبَ بعضُه، وأَشْلٍ من لحْم: الخَروف المشوِيّ. قال ابن الأَثير: كذا فسَّره إِسحاق بن إِبراهِيم القُرشيّ أَحد رُواتِه.

  [ثغد]: * ومما يستدرك عليه قولهم:

  لَيْس له ثَغْدٌ ولا مَغْدٌ، أَي قليلٌ ولا كثيرٌ، هكذا ضبطَه الصاغانيّ بإِعْجام الغين فيهما. والمصنّف أَورده في التركيب الذي قبله وهو تصحيف.

  [ثفد]: الثَّفَافِيدُ، أَهمله الجوهريّ، وقال ابن الأَعرابيّ: هي سَحَائبُ بِيضٌ بعضُهَا فوقَ بَعضٍ، عن ابن الأَعرابيّ.

  والثَّفافِيدُ: بَطَائنُ كلِّ شيْءٍ من الثِّيَاب وغيرها، كالمَثَافيدِ، هكذا هو في اليواقيت لأبي عمرٍو في ياقوتَة الصَّناديد، واحدُهَا مُثْفَدٌ فقط. قال ابن سيده: ولم نسمع مثفاداً، فأَمَّا مَثَافِيدُ باليَاءِ فشاذّ. أو هِيَ أَي المثافِدُ والمثافِيد ضَرْبٌ من الثِّيَابِ، أَو هي أَشياءُ خَفِيَّةٌ تُوضَع تحتَ الشَّيْءِ، أَنشد ثعلب:

  يُضِيءُ شمَارِيخَ قَد بُطِّنَتْ

  مَثَافِيدَ بِيضاً ورَيْطاً سِخَانَا

  أَو هِيَ الفثافِيدُ، قاله أَبو العبّاس، وهو هكذا في التهذيب.

  وقد ثَفَّدَ دِرْعَه تَثْفِيداً: بطَّنها، عن ابن الأَعرابيّ. وفي بعض النُّسخ: بَطَّنَه.

  [ثكد]: ثَكْدٌ، بفتح فسكون، أَهمله الجوهريّ، وقال الصاغانيّ: هو ماءٌ لبنِي تَمِيمٍ. ونَصّ التكملة «لبني نُمير»⁣(⁣١)، ويُروَى بضمّ فسكون.

  وثُكُدٌ، بضمتين: ماءٌ آخَرُ بين الكوفة والشأْم. قال الأَخطل:

  حَلّت صُبَيْرةُ أَمواهَ العِدادِ وقد

  كانَت تَحُلُّ وأَدنَى دارِهَا ثُكُدُ

  [ثلد]: ثَلَدَ الفيلُ يَثْلِد ثَلْداً، من باب ضرب، أَهمله الجوهريّ، وقال الصّاغَانيّ: إِذا سَلَح رقيقاً لغة في ثَلَط: بالطاءِ، كما في التكملة.

  [ثمد]: الثَّمد، بفتح فسكون ويحَرّك، والثِّمَاد ككتَاب - قال شيخنا: ظاهِرُه بل صَريحُه أَنّه مُفرد كالثَّمَدِ، وصَرَّحَ غيره بأَنَّه جمْع لثَمَدٍ المفتوحِ أَو المحرَّك، والقياس لا يُنافيه. قلْت: ويَعضُدُه كلَامُ أَئمّةِ الغريب: الثِّمَاد، الحُفَر يكون فيها الماءُ القَليل. ولذلك قال أَبو عُبَيْدة⁣(⁣٢): سُجِرَت الثِّمَادُ، إِذا مُلِئَت من المطَرِ. غير أنه لم يُفسِّرها -: الماءُ القليلُ الذي لا مادَّةَ لَهُ، أَو ما يَبْقَى في الجَلَدِ من الأَرض قليلاً، أَو ما يَظْهَرُ في الشِّتَاءِ ويَذهب في الصَّيْف. والجمْع أَثمادٌ. وعن ابن الأَعرابيّ: الثَّمَدُ: قَلْتٌ يَجتمِع فيه ماءُ السماءِ فيَشْرَبُ به النّاسُ شهرَين من المَصِيف، فإِذا دَخَلَ أَوّلُ القَيْظِ انقطَعَ، فهو ثَمَدٌ، وجمْعه ثِمَادٌ. وقال أَبو مالك: الثَّمَد أَن يَعمِد إِلى مَوضعٍ يُلْزم مَاءَ السَّمَاءِ، يجعله صِنْعاً، وهو المكان يَجتمع فيه الماء، وله مَسايِلُ مِنَ الماءِ، وتُحْفَر في نَواحِيه رَكايَا فيَملؤهَا من ذلك الماءِ فيَشرب النَّاسُ الماءَ الظاهِرَ حتّى يَجِفّ إِذا أَصابَه بَوارِحُ القَيظِ، وتَبقَى تِلك الرَّكَايَا فهي الثِّمادُ.

  وثَمَدَهُ يَثْمُدُه ثَمْداً، وأَثْمَدَهُ إِثْماداً، واستَثْمَدَهُ: اتَّخَذَه ثَمْداً: حفراً للماءِ، الأَخير عن ابن السِّكِّيت⁣(⁣٣).

  وثَمَدَه وأَثْمَدَه واستَثْمَدَهُ: نَبَثَ عنه التُّرَابَ ليخرُجَ،


(١) وهي عبارة معجم البلدان.

(٢) في اللسان: أبو عبيد.

(٣) عبارة اللسان: ابن السكيت: اثتمدت ثمداً أَي اتخذت ثَمَداً، واثَّمَدَ بالادغام أَي ورد الثّمَدَ ... وثَمَدَه يَثْمِدُه ثَمْداً وأَثَّمَدَه واسْتَثْمَدَهُ: نبثَ عنه الترابَ ليخرجَ.