تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[لهو]:

صفحة 170 - الجزء 20

  واللِّوَى، بالكسر⁣(⁣١): وادٍ في جَهَنَّم، أَعاذَنا اللهُ منه.

  واللِّوا، بالكسر مَقْصورٌ: لُغَةٌ في اللِّواءِ، بالمدِّ، وقد جاءَ في شِعْر حسَّان: أَصْحابُ اللِّوا، أَيْضاً نقلَهُ الخطابي.

  وقالَ يَعْقُوب: اللِّوى وريام: وادِيانِ لنَصْر وجشمٍ؛ وأَنْشَدَ للحقيق:

  وإني من بغضي مَسُولاء واللّوى ... وبطنِ رِيام مُحَجّلُ القيدِ نَازعُ

  ولَوَى الرجُلُ لَوًى: اشْتَدَّ بُخْلُه.

  وأَلْوَى بالحَجَرِ: رَمَى به.

  واللِّوَى: مَوْضِعٌ بينَ ضريَّةَ والجديلَةِ على طرِيقِ حاجِّ البَصْرةِ.

  واللَّوَّاءُ، كشدَّادٍ: عقبَةٌ بينَ مكَّةَ والطائِفِ؛ عن نَصْر.

  واللَّيَّاءُ، كشدَّادٍ: مَوْضِعٌ في شِعْرٍ، عن نَصْر أَيْضاً.

  وأَلْوَى الأميرُ له لِواءً: عَقَدَه.

  واسْتَلْوَى بهم الدَّهْرُ: كألْوَى.

  قالَ ابنُ برِّي: وقد يَجِيءُ اللَّيَّانُ بمعْنَى الحَبْسِ وضِدّ التَّسْريح؛ وأَنْشَدَ:

  يَلْقَى غَريمُكُم من غيرِ عُسْرَتِكُمْ ... بالبَذْلِ مَطْلاً وبالتَّسْريحِ لَيَّانا⁣(⁣٢)

  وذَنَبٌ أَلْوَى: مَعْطوفٌ خَلْقَةً مثْلُ ذَنَبِ العَنزِ.

  وجاءَ بالهَواءِ واللّواءِ: أَي بكلِّ شيءٍ، وسَيَأْتِي للمصنِّفِ في «ه ي ا».

  [لهو]: ولَها يَلْهُو لَهْواً: أَي لَعِبَ.

  قالَ شيْخُنا: قَضِيَّتُهُ اتِّحادِهُمُا وقد فرَّق بَيْنهما جماعَةٌ مِن أهْلِ الفُروقِ فقيل: اللهْوُ واللّعِبُ يَشْتركانِ في أنّهما اشْتِغالٌ بما لا يعني من هَوًى أَو طَرَبٍ حراماً أَو لا، قيلَ: واللهْوُ أَعَمُّ مُطْلقاً، فاسْتِماعُ المَلاهِي لَهْوٌ لا لَعِبٌ، وقيلَ: اللّعِبُ ما قُصِدَ به تَعْجيلُ المَسَرَّةِ والاسْتِرْواح به، واللهْوُ ما شغلَ من هَوًى وطَرَبٍ وإن لم يُقْصَد به ذلكَ؛ ولهم فُروقٌ أُخَرُ بَيْنهما وبينَ العَبَثِ، مَرَّ بعضُها أَثناءَ المَواد.

  * قُلْت: وقيلَ: أصْلُ اللهْوِ التَّرْوِيحُ عن النَّفْسِ بما لا تَقْتَضيهِ الحِكْمَة. وقالَ الطَّرسوسي: اللهْوُ الشيءُ الذي يَلْتَذُّ به الإنْسانُ ثم يَنْقضِي، وقيلَ: ما يشغلُ الإنْسانَ عمَّا يَهِمّه، وأَمَّا العَبَثُ فهو ارْتِكابُ أَمْرٍ غَيْر مَعْلومِ الفائِدَةِ، وقيلَ: هو الاشْتِغالُ بما يَنْفَع وبما لا يَنْفَع؛ وقيلَ: أن يَخْلط بعَمَلِه لعباً ويقالُ لمَا ليسَ فيه غَرَض صَحيح.

  كالْتَهَى. وألْهاهُ ذلكَ: أَي شَغَلَهُ.

  والمَلاهِي: آلاتُهُ، جَمْعُ لَهْوٍ على غيرِ قِياسٍ، أَو جَمْعُ مَلْهاةٍ لمَا مِن شأْنِه أَنْ يُلْهَى به.

  وتَلاهَى بذلكَ: أَي اشْتَغَلَ.

  والأُلْهُوَّةُ والأُلْهِيَّةُ، بالضَّمِّ فيهما، والتَّلْهِيَةُ: كلُّ ذلكَ ما يُتلاهَى به؛ كما في المُحْكم؛ قالَ الشاعرُ:

  بتلهِيةٍ أَرِيشُ بها سِهامِي ... تَبَذُّ المُرْشِياتِ من القَطِينِ

  وفي الصِّحاحِ: الأُلْهِيَّةُ مِن اللهْوِ، يقالُ بَيْنهم أُلْهِيَّةٌ كما تقولُ أُحْجِيَّةٌ، وتَقْديرُها أُفْعُولة.

  ولَهَتِ المرأَةُ إِلى حَدِيثِهِ، أَي الرَّجُل، تَلْهُو لَهْواً، بالفتح، ولُهُوًّا، كعُلُوِّ: أَنِسَتْ به وأَعْجَبَها؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه، قالَ:

  كَبِرْتُ وألَّا يُحْسِنَ اللهْوَ أَمْثالِي⁣(⁣٣)

  واللهْوَةُ: المرأَةُ المَلْهُوُّ بها، وبه فُسِّر قولُ الشاعرِ:

  ولَهْوةُ اللَّاهِي ولو تَنَطَّسا⁣(⁣٤)

  كاللهْوِ، بغَيرِها؛ وبه فُسِّر قولُه تعالى: {لَوْ أَرَدْنا أَنْ


(١) سورة ص، الآية ٦.

(٢) في اللسان: من شاءٍ لِيٍّ.

(٣) البيت لامرئ القيس، ديوانه ص ١٤٠ وصدره:

ألا زعمت بسباسة اليوم أنني

(٤) اللسان والتهذيب منسوباً للعجاج.