تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[بسبط]:

صفحة 193 - الجزء 10

  وتَبَرْقَطَ الرَّجُلُ: وَقَعَ على قَفَاهُ، كتَقَرْطَبَ.

  وتَبَرْقَطَتِ الإِبِلُ: اخْتَلَطَتْ كذَا في النُّسَخِ بالطّاءِ، والصَّواب: اخْتَلَفَتْ⁣(⁣١) وُجُوهُهَا في الرَّعْي حَكَاه اللِّحْيَانِيُّ.

  والمُبَرْقَطُ: طعَامٌ، أَي نوع منه، قال ثعلب: سُمِّيَ بذلِك لِأَنَّه يُفَرَّقُ فيه الزَّيْتُ الكَثِيرُ. كذا في اللّسَانِ، أَي فهو من بَرْقَطَ الشَّيْءَ، إِذَا فَرَّقَه.

  [بسبط]: بَسْبَطٌ، كجَعْفَرٍ⁣(⁣٢) أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللّسَان، وقال الصّاغَانِيُّ: هو ع، وفي المُعْجَمِ: هو جَبَلٌ من جِبَالِ السَّرَاةِ أَو تِهَامَةَ، قال الشَّنْفَرَى.

  أُمَشِّي بأَطْرَافِ الحَمَاطِ وتَارَةً ... تُنَفِّضُ رِجْلِي بَسْبَطاً فعَصَنْصَرَا

  [بسرط]: بِسْرَاط، بالكَسْرِ، أَهْمَلَه الجَمَاعَةُ، وضَبَطَه الصّاغَانِيُّ هكَذا، والمَشْهُورُ على الْأَلْسِنةِ الضَّمُّ، وقد أَهْمَلَه في التَّكْمِلَة، وهو: د، كَثِيرُ التَّماسِيحِ، قُرْبَ دِمْيَاطَ⁣(⁣٣).

  وفي العُبَابِ: بَلَدُ التَّماسِيحِ، وفيه نَظَرٌ من وَجْهَيْنِ: الأَوَّلُ أَنَّه لم يَبْلُغْنَا أَنَّ التَّمَاسِيحَ تَظْهَرُ في البِلَادِ البَحْرِيَّةِ، وإِنَّمَا هي من حُدُودِ البَهْنَسَاوِيَّة إِلى فوق، والثّانِي: أَن الَّذي ذَكَرَه هو الَّذِي بالقُرْب من بارَنْبارَةَ. وهُنَاكَ قَرْيَةٌ أُخْرَى تُسَمَّى به من الأَعْمَالِ الدِّنْجَاوِيَّة.

  [بسط]: بَسَطَهُ يَبْسُطُهُ بَسْطاً: نَشَرَه، وبالصّادِ أَيْضاً، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.

  وبَسَطَه: ضِدُّ قَبَضَه، كبَسَّطَه تَبْسِيطاً، قال بعضُ الأَغْفَال:

  إِذا الصَّحِيحُ غَلَّ كَفًّا غَلاَّ ... بَسُّطَ كَفَّيْهِ مَعاً وبَلاَّ

  فانْبَسَطَ وتَبَسَّطَ.

  ومن المَجَازِ: بَسَطَ إِليَّ يَدَهُ بما أُحِبُّ وأَكْرَهُ: مَدَّهَا، ومنه قولُه تعالى: {لَئِنْ} بَسَطْتَ {إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي}⁣(⁣٤) وكذلِك بَسَطَ رِجْلَهُ، وهو مَجَازٌ أَيْضاً، وكَذلِك قَبَضَ يَدَهُ ورِجْلَهُ.

  وبَسَطَ فُلاناً: سَرَّهُ، ومنه حَدِيثُ فَاطِمَةَ ^ «يَبْسُطُنِي ما يَبْسُطُهَا» أَي: يَسُرُّنِي ما يَسُرُّها؛ لأَنَّ الإِنْسَانَ إِذا سُرَّ انْبَسَطَ وَجْهُهُ واسْتَبْشَرَ. قال شَيْخُنَا: فإِطْلاقُ البَسْطِ بمعنَى السُّرُورِ من كَلامِ العَرَبِ وليس مَجَازاً ولا مُوَلَّداً، خِلافاً لِمَنْ زَعَمَ ذلِكَ. وذَكَر الحَدِيثَ، وقد أَوْضَحَه الشِّهَابُ في شَرْح الشِّفَاءِ. قلتُ: أَمّا زَعْمُهم كَوْنَه مولَّداً فخَطَأٌ، كيفَ وقد وَرَدَ في كلامِه ، وأَمّا كونُه مَجَازاً فصَحِيحٌ، صَرَّح به الزَّمَخْشَرِيُّ في الأَسَاس. وأَصلُ البَسْطِ: النَّشْرُ، وما عَداه يَتَفَرَّع عليه، فتَأَمَّلْ.

  وفي البَصائِرِ: أَصْلُ البَسْطِ: النَّشْرُ والتَّوْسِيعُ، فتارَةً يُتَصَوَّرُ منه الأَمْرَانِ وتارَةً يُتَصَوَّرُ منه أَحَدُهما.

  واسْتَعَارَ قَوْمٌ البَسْطَ⁣(⁣٥) لكلِّ شَيْءٍ لا يُتَصَوَّرُ فيه تَرْكِيبٌ وتَأْلِيفٌ ونَظْمٌ.

  ومن المجاز: بَسَطَ المَكَانُ القَوْمَ: وَسِعَهُم، ويُقَال: هذا بِسَاطٌ يَبْسُطُكَ، أَي يَسَعُك.

  ومن المَجَازِ: بَسَطَ الله فُلاناً عليَّ: فَضَّلَهُ، نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ والصّاغَانِيُّ.

  وبَسَطَ فُلانٌ من فُلانٍ: أَزالَ منه. وفي العُبَابِ: عنه الاحْتِشَامَ وهو مَجَازٌ أَيضاً، وقالَ الجَوْهَرِيُّ: الانْبِسَاطُ: تَرْكُ الاحْتِشَامِ، وقد بَسَطْتُ من فُلانٍ فانْبَسَطَ.

  ومن المَجَاز: بَسَطَ العُذْرَ يَبْسُطُه بَسْطاً، إِذا قَبِلَهُ.

  ويُقَال: هذا فِرَاشٌ يَبْسُطُنِي، أَي وَاسِعٌ عَرِيضٌ، ونَقَل الجَوْهَرِيُّ عن ابنِ السِّكِّيتِ: يُقَال: فَرَشَ لي فِرَاشاً لا يَبْسُطُنِي، إِذا كان ضَيِّقاً. وهذَا فِرَاشٌ يَبْسُطُك، إِذا كانَ وَاسِعاً. وقال الزَّمَخْشَرِيُّ: أَي يَسَعُك⁣(⁣٦)، وهو مَجَازٌ.

  والبَاسِطُ: هو الله تَعَالَى هو الَّذِي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ، أَيْ يُوَسِّعُه عليه بجُودِهِ ورَحْمَتِه، وقيل: يَبْسُطُ الأَرْوَاحَ في الأَجْسَادِ عندَ الحَيَاةِ.

  ومن المَجَاز: البَاسِطُ من الماءِ: البَعِيدُ من الكَلإِ، وهو دُونَ المُطْلِبِ، ويُقَالُ: خِمسٌ بَاسِطٌ، أَي بائِصٌ. نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ.


(١) وهي عبارة اللسان والتكملة.

(٢) قيدها ياقوت بالفتح ثم السكون وضم الباء الثانية.

(٣) زيد في معجم البلدان: من كورة الدقهلية.

(٤) سورة المائدة الآية ٢٨.

(٥) كذا بالأصل ومفردات الراغب «بسط».

(٦) الذي في الأساس: إذا كان واسعاً لا يَقبِضُه.