تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[طوي]:

صفحة 644 - الجزء 19

  والإطْناهُ: كالإِشْواءِ.

  والأطْناءُ: الأهْواءُ.

  وقالَ أَبو زيْدٍ: رُمِيَ فلانٌ في طنيه وفي نيطه إذَا رُمِي في جنازَتِه، ومَعْناه إذا ماتَ.

  ويقالُ: اطْنِ الكِتابَ: أَي اخْتمْهُ، واعنه: عَنْوِنْه.

  والطَّنَى، مَقْصورٌ: المَكانُ الذي يكونُ مُعْلماً ومَحَمَّةً لا يطوفُ به أَحَدٌ إلَّا خُمَّ؛ ومنه إطْنَاءُ الهُيَام، وهي حُمّى الإِبِلِ.

  [طوي]: ي طَوَى الصَّحيفَةَ يَطْويها طَيّاً، فالطَّيُّ المَصْدَرُ، وهو نَقِيضُ نَشَرَها، فاطَّوَى، على افْتَعَلَ، نقلَهُ الأزْهري، وانْطَوَى، نقلَهُ الجوهريُّ وابنُ سِيدَه.

  وإنَّهُ لحَسَنُ الطِّيَّةِ، بالكَسْرِ، يُرِيدُونَ ضَرْباً من الطَّيِّ كالجِلْسَةِ والمِشْيَةِ؛ قالَ ذو الرُّمَّة:

  كما تُنَشَّرُ بعدَ الطِّيَّةِ الكُتُبُ⁣(⁣١)

  فكسرَ الطاءَ لأنَّه لم يُرِدْ بهِ المَرَّة الواحِدَة.

  ومِن المجازِ: طَوَى عنِّي الحديثَ والسِّرَّ: كَتَمَهُ.

  ويقالُ: اطْوِ هذا الحديثَ أَي اكْتُمْه.

  ومِن المجازِ: طَوَى كَشْحَهُ عنِّي: إذا أَعْرَضَ مُهاجِراً؛ وهو كقوْلِهم: ضَرَبَ صَفْحَهُ عَنِّي؛ وفي الصِّحاح: أَعْرَضَ بودِّهِ؛ وفي المُحْكم: مَضَى لوَجْهِه؛ وأَنْشَدَ:

  وصاحِبٍ قد طَوَى كَشْحاً فقُلْتُ له ... إنَّ انْطِواءَكَ هذا عَنْكَ يَطْوِيني⁣(⁣٢)

  وطَوَى القَوْمَ: جَلَسَ عِنْدَهُم. يقالُ: مَرَّ بنا فطَوَانا، أَي جَلَسَ عِنْدَنا. أَو طَوَاهُم إذا أَتاهُم؛ أَو إذا حازَهُمْ، كِلاهُما عن ابنِ الأعرابيِّ؛ وكلُّ ذلكَ مجازٌ.

  ومِن المجازِ: طَوَى كَشْحَهُ على أَمْر: إذا أخْفاهُ.

  وفي المُحْكم: أَضْمَرَهُ وعَزَمَ عليه، قال زهيرٌ:

  وكانَ طَوَى كَشْحاً على مُسْتَكِنَّةٍ ... فَلا هُوَ أَبْداها ولم يَتَقَدَّمِ⁣(⁣٣)

  ومِن المجازِ: طَوَى البلادَ طَيّاً إذا قَطَعَها بَلَداً عن بَلَدٍ.

  ومِن المجازِ: طَوَى اللهُ البُعْدَ لنا: قَرَّبَهُ؛ وفي التَّهذيبِ: البَعِيدَ.

  والأَطْواءُ في النَّاقَةِ: طَرائِقُ شَحْمِ سَنامِها.

  وقالَ اللَّيْثُ: طَرائِقُ جَنْبَيْها وسَنامِها طَيٌّ فوْقَ طَيٍّ.

  والأطْواءُ: ة باليِمامَةِ قُرْبَ قرقرى ذات نَخْلٍ وزَرْعٍ كَثيرٍ؛ قالَ ياقوتُ: كأَنَّه جَمْعُ طَوِيٍّ وهو البِئْرُ المَبْنِيَّة.

  ومَطاوِي الحَيَّة والأَمْعاءِ والشَّحْمِ والبَطْنِ والثَّوْبِ: أطْواؤُها، الواحِدُ مَطْوَى؛ كذا في التّهذيبِ.

  وفي المُحْكم: أطْواءُ الثَّوْبِ والصَّحيفَةِ والبَطْنِ والشَّحْمِ والأَمْعاءِ والحيَّةِ وغَيْر ذلكَ: طَرائِقُه ومَكاسِرُ طَيِّه، واحِدُها طِيٌّ، بالكَسْر وبالفَتْح، وطِوىً.

  وفي الأساسِ: وَجَدْتُ في طَيِّ الكِتابِ وفي أطْواءِ الكُتُبِ ومَطاوِيها كذا، وللحيَّة أطْواءٌ ومَطاوٍ؛ وما بَقِيَتْ في مَطاوِي أمْعائِها ثميلةٌ.

  وطُوِيَ، بالضَّمِّ والكسر ويُنَوَّنُ: وادٍ بالشَّامِ؛ وبه فُسِّر قوْلُه تعالى: {إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً}⁣(⁣٤)، التَّنْوِين قِراءَةُ حَمْزة والكِسائي وعاصِم وابنِ عامِرٍ.

  وفي الصِّحاح: طُوىً اسْمُ مَوْضِعٍ بالشام، يُكْسَرُ ويُضَمُّ ويُصْرَفُ ولا يُصْرَفُ، فمن صَرَفَه جَعَلَه اسْمَ وادٍ ومكانٍ وجعلهُ نكرَةً، ومن لم يَصْرِفْه جَعَلَه اسْمَ بَلْدةٍ وبُقْعَةٍ وجَعَلَه مَعْرفَةً، انتَهَى.


(١) اللسان وصدره:

من دمنة نسفت عنها الصبا سفعاً

وعجزه في التهذيب والصحاح.

(٢) اللسان والتهذيب بدون نسبة، والأساس وفيها: «وصاحب لي طوى ...» وفي المقاييس ٣/ ٤٢٩.

وصاحب لي طوى كشحاً فقلت له ... إن انطواءك عني سوف يطويني

(٣) ديوانه ص ٨٣ واللسان والتهذيب.

(٤) سورة طه، الآية ١٢.