تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وسم]:

صفحة 726 - الجزء 17

  وقالَ اللَّيْثُ: يقالُ: اللّحْمُ يَتزيَّم ويَتَزَيَّب إذا صارَ زِيَماً، وهو شدَّةُ اكْتِنازِه وانْضِمامِ بعضِه إلى بعضٍ.

  وناقَةٌ وَزْماءُ: كَثيرَةُ اللحْمِ؛ قالَ قَيْسُ بنُ الخَطِيم:

  مَن لا يَزالُ يَكْبُّ كلَّ ثَقِيلةٍ ... وَزْماً غيرَ مُحاوِل الإِتْرافِ⁣(⁣١)

  وِالوَزِيمُ: الطَّلْعُ يُشَقُّ ليُلْقَح ثم يُشَدُّ بخُوصةٍ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.

  [وسم]: الوَسْمُ: أَثَرُ الكَيِّ يكونُ في الأَعْضاءِ.

  قالَ شيْخُنا: هذا هو الاسْمُ المُطْلقُ العام، والمُحقِّفونَ يُسَمّونَ كُلّ سِمَةٍ باسْمٍ خاصٍّ.

  واسْتَوْعَبَ ذلك السّهيليّ في الرَّوْض.

  وذَكَرَ بعضُه الثَّعالبيُّ في فقْهِ اللُّغَةِ.

  * قُلْتُ: الذي ذَكَرَ السّهيليّ في الرَّوضِ مِن سِماتِ الإِبِلِ: السطاع والرقمة والخباط والكشاح والعلاط وقيد الفرس والشعب والمشيطفة⁣(⁣٢) والمعفاة والقرمة والجرفة والخطاف والدلو والمشط والفرتاج والثؤثور والدماغ والصداع واللجام والهلال والخراش هذا ما ذكره وفاته العراض واللحاظ والتلحيظ والتحجين والصقاع والدمع وقد ذكرهن المصنف كلهن في مواضع من كتابه. وقال الليثُ: الوَسَمُ أثرُ كَيّة يقالُ: موسُومٌ أي قد وُسِمَ بسِمَةٍ يُعْرَفُ بها إما كيّة وإما قطع في أُذُنٍ أَو قَرْمةٌ تكون علامةً له وقوله تعالى: {سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ}⁣(⁣٣) تقدم في خرطم ج. وُسومٌ أنشد ثعلب:

  ترشح إلا موضع الوسومِ

  وسَمَه يَسِمُه وَسْماً وَسِمَةً كعِدَةٍ إذا أثر فيه بكيّ والهاء في سِمةٍ عوض من الواو.

  قال شيخنا: فالسِّمَةُ هنا مصدرٌ وتكون اسماً بمعنى العلامة والأصل فيها أن تكون بكيّ ونحوه، ثم أطلقوها على كل علامةٍ، وفي الحديث: «أنه كان يَسِمُ إبل الصّدقة»، أي يُعلم عليها بالكيّ فاتَّسَمَ أصله أو تسم ثم وقع فيه الإِبدالُ والإدغامُ.

  وِالوِسامُ وِالسِّمةُ بكسرِهما: ما وُسِمَ به الحيوانُ من ضروبِ الصُّوَرِ.

  وِالمِيسَمُ بكسر الميم: المِكْواةُ أو الشَّيء الذي يوسم به الدواب. وفي الحديث: «وفي يدهِ المِيسَمُ» هي الحديدة التي يُكْوَى بها. قال ابن برِّي: اسمٌ للآلة التي يُوسمُ بها وأصله مُوسَمٌ فقلبت الواو بالكسرة الميم.

  ج مَواسِمُ وِمَياسِمُ الأخيرة معاقبة. وقال الجوهريّ: أصل الياء واو فإن شئتَ قلتَ في جَمْعِهِ مَياسِمَ على اللفظ وإِن شِئتَ مواسِمَ على الأصل.

  وِقال ابن برِّي: الميسم اسمٌ لأثر الوسم أيضاً كقول الشَّاعر:

  وِلو غيرُ أخوالي أرادوا نقيصتي ... جَعلتُ لهم فوق العَرانِينِ ميسُما⁣(⁣٤)

  فليس يُريدُ جعلتُ لهم حديدةً وإنما يريد جعلت أثَرَ وَسْمٍ وِمن المجازِ مَوْسِمُ الحجِّ كمجلسٍ مُجْتَمَعَهُ وكذا موسم السوق والجمع مواسم.

  قال اللّحيانيّ: ذو مجاز موسم وإنما سميت هذه كلها مواسم لاجتماعِ الناسِ والأسواقِ فيها، وفي الصِّحاحِ سُمِّي بذلك لأَنَّه مَعْلَمٌ يجتمع إليه. قال الليث وكذلك كانت أسواق الجاهلية وأنشد الجوهريّ:

  حياضُ عِراكٍ هدّمَتها المواسمُ⁣(⁣٥)

  يريد أهل المواسم وَوَسَّمَ تَوْسِيماً: شَهِدَهُ كعرّف تعريفاً وعيّد تعييداً عن ابن السكيت وِمن المجاز تَوَسَّم الشَّيءَ


(١) ديوانه ط بيروت ص ١٩١ برواية:

(ت. كل نقيلة ... وزماء غير محاول الإنزاف

واللسان.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: المشيطفة، كذا بالنسخ ولم أعثر عليه فحرره».

(٣) القلم، الآية ١٦.

(٤) اللسان.

(٥) اللسان والصحاح والمقاييس ٦/ ١١٠.