تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[فقم]:

صفحة 542 - الجزء 17

  وِتَرْكَبَ القَوائمُ القَوائِما⁣(⁣١)

  وِفَغَمَ الجَدْيُ فَغْماً: رَضَعَ ثَدْي أُمِّه.

  وِفَغِمَ به، كفَرِحَ: لَهِجَ وأُوْلِعَ به وحَرَصَ عليه، فهو فَغِمٌ؛ قالَ الأَعْشَى:

  تَؤُمُّ دِيارَ بَني عامِرٍ ... وِأَنْتَ بآلِ عَقِيل فَغِمُ⁣(⁣٢)

  وِفَغِمَ بالمَكانِ فَغْماً: أَقَامَ ولَزِمَهُ ولم يُفارِقْه.

  وِأَفْغَمَ مَكانَهُ: مَلأَهُ برِيحِه، والعَيْنُ لغَةٌ فيه كما تَقَدَّمَ.

  وِأَفْغَمَ الإناءَ: مَلأَهُ، كأَفْعَمَهُ، فهو مُفْغَمٌ ومُفْعَمٌ.

  وِانْفَغَمَ الزُّكامُ: انْفَرَجَ.

  وِالفُغْمُ، بالضَّمِّ وبضمَّتينِ: الفَمُ أَجْمَعُ، أَو الذَّقَنُ بلَحْيَيْهِ، كفُقْمِه، بالقافِ، وبه فُسِّر قوْلُهم: أَخَذَ بفُغْم الرَّجُلِ، وسَيَأْتي عن شَمِرٍ ما يُخالِفُه.

  وِالفَغْمُ: بالفتحِ: ما تُخْرِجُه من خَلَلِ أَسْنانِكَ بلسانِكَ ممَّا تَعَلَّقَ بها؛ ومنه الحَديْثُ: «كُلُوا الوَغْم واطرَحُوا الفَغْم»؛ هكذا فَسَّره ابنُ الأَثِيرِ، قالَ: والوَغْمُ ما تَساقَطَ مِن الطَّعامِ، قالَ: وقيلَ بالعكْسِ.

  وِأَخَذَ بفُغْمِهِ، بالضَّمِّ: أَي شَقَّ عليه، وهو إِيماءٌ إلى قَوْلِ أَبي زيْدٍ: بَهَظْته أَخَذْت بفُقْمِه وِبفُغْمِه.

  وِهو مُفْغَمٌ به، بفتحِ الغَيْنِ، أَي مُغْرًى به حَرِيصٌ عليه.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  فَغَمَ الوَرْدُ يَفْغَم فُغُوماً: انْفَتَحَ؛ وكَذلِكَ تَفَغَّم أَي تَفَتَّح.

  وِافْتَغَمَ الزُّكامُ: انْفَرَجَ. وِالمَفْغُومُ: المَزْكُومُ؛ قالَ:

  نَفْحةُ مِسْكٍ تَفْغَم المَفْغُومَا

  وِفَغْمَةُ الطِّيبِ وفَغْوتُه: رائِحَتُه.

  وِالفُغْمُ، بالضَّمِّ: الأَنْفُ؛ عن شَمِرٍ، وبه فَسَّر قَوْلَ أَبي زيْدٍ السَّابِقَ.

  وقالَ كُراعٌ: هو الفَغَمُ، بالتَّحريكِ، الأَنْف، قالَ: كأَنَّه سُمِّي بذلِكَ لأَنَّ الرِّيحَ تَفْغَمُه.

  وِالفَغَمُ أَيْضاً: الحِرْصُ.

  ومِن الكَلْبِ: ضَراوَتُه بالصَّيْدِ، عن ابنِ السِّكِّيت.

  وكَلْبٌ فَغِمٌ: حَرِيصٌ على الصَّيْدِ؛ قالَ امْرُؤ القَيْسِ:

  فيُدْرِكُنا فَغِمٌ داجِنٌ ... سَمِيعٌ بَصِيرٌ طَلوبٌ نكر⁣(⁣٣)

  وشيءٌ مَفْغُومٌ: مُطَيَّبٌ بالأَفاوِيه.

  [فقم]: الفَقَمُ، محرَّكةً: الامْتِلاءُ؛ وقد فَقِمَ الإناءُ، كفَرِحَ.

  يقالُ: أَصابَ مِن الماءِ حتى فَقِمَ، نَقَلَه ابنُ دُرَيْدٍ.

  وِالفَقَمُ: تَقَدُّمُ الثَّنايَا العُلْيا فلا تَقَعُ على السُّفْلَى.

  ونَصُّ اللِّسانِ: أَنْ تَتَقدَّمَ الثَّنايَا السُّفْلَى فلا تَقَعُ عليها العُلْيا إذا ضَمَّ الرَّجُلُ فَاهُ.

  ويقالُ: هو أَنْ يَطولَ اللّحْيُ الأَسْفَل ويَقْصُر الأَعْلَى.

  فَقِمَ، كفَرِحَ، فَقَماً، محرَّكَةً، وِفَقْماً، بالفَتْحِ، فهو أَفْقَمُ وهي فَقْماءُ، ثم كَثُرَ حتى صارَ كلُّ مُعْوَجِّ أَفْقَم.

  ورجُلٌ أَفْقَمُ، ورجُلٌ فُقْمٌ، بالضَّمِّ.

  وتقولُ: زَوَّجْتُمُوني فَقْماءَ دَقْماء، وهي السَّاقِطَةُ مُقَدَّمِ الفَمِ.

  وإذا اجْتَمَعَ الفَقَمُ والدَّقَم فقد حلَّتِ النّقَمُ.

  وِمِن المجازِ: فَقِمَ فلانٌ إذا بَطِرَ وأَشِرَ؛ وذلِكَ لأنَّ البَطَر والأَشَرَ هُما الخُروجُ مِن حَدِّ الاسْتِقامَةِ والاسْتِواءِ؛ قالَ رُؤْبَة:


(١) اللسان والصحاح باختلاف بعض الألفاظ، وفيهما قيل: «ولا اللزام ...»:

نفث الرقى وعقدك التمائما

وبعضها في التهذيب.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ١٩٨ وضبطت فيها عقيل بالتصغير، والمثبت كضبط اللسان والصحاح والمقاييس ٤/ ٥١٢.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ١١١ وبالأصل: «بكر» واللسان والتهذيب.