تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[فلطس]:

صفحة 403 - الجزء 8

  قَصَبَةُ كُرْجُسْتانَ، بَيْنَه وبينَ قَالِيقَلَا ثلاثُونَ فَرْسَخاً، افتُتِحَ في خِلَافَة أَمير المؤْمنِينَ عثْمَانَ رضِيَ الله تَعَالَى عنه، وسَبَقَ للمصَنِّف أَنَّ عليها سُورَيْن، وحَمَّامَاتُهَا تَنْبُعُ ماءً حارًّا بغيرِ نارٍ، ومنه عُمَرَ بنُ بُنْدارٍ التَّفْلِيسيُّ القَقيهُ، وأَبو⁣(⁣١) أَحْمَد حامدُ بنُ يَوسفَ بن الحُسَيْن التَّغْلبي المُحَدِّثُ.

  ويقال: شَيْءٌ مُفَلَّسُ اللَّونِ، كمُعَظَّمٍ، إِذا كان عَلَى جِلْدِه لُمَعٌ كالفُلُوسِ.

  ومِمَّا يسْتَدْرَك عليه:

  أَفْلَسْتُ الرَّجلَ، إِذا طَلَبْتَه فأَخْطَأْتَ مَوْضعَه، وهو الفَلَس والإِفْلاس، قاله أَبو عَمْرٍو.

  وقَومٌ مَفَالِيسُ: اسمُ جَمْع مُفْلِسٍ، كمَفَاطيرَ⁣(⁣٢) جَمْع مُفْطِر، أَو جَمْع مِفْلاسٍ، قاله الزَّمَخْشَريُّ. ولَقَد أَبْدَعَ الحَريريُّ حيثُ قال: صَلَّيْتُ المَغْربَ في تَفْليس، مع زُمْرَةٍ مَفَالِيس.

  وفُلانٌ فَلِسٌ من كُلِّ خَيْرٍ.

  ووَقَع في فَلَسٍ شَديدٍ.

  وهو مُفَيْلِس، مالَه إِلاّ أُفَيْلِس.

  والفَلاَّسُ، كشَدَّادٍ، اشتهرَ به أَبو حَفْصٍ عَمْرو⁣(⁣٣) بنُ عليّ الصَّيْرَفيُّ الحافظُ، روى عنهُ البُخَاريُّ ومُسْلِمٌ.

  [فلطس]: الْفِلْطاس، أَهملَه الجَوْهَريُّ، وقال أَبو عَمْرٍو: الفِلْطَاس والْفِلْطَوْس والفِلْطِيس، كقِرْطاسٍ وجِرْدَحْلٍ وزِنْبِيلٍ: الكَمَرَةُ الغَليظَةُ، وقيل العَريضَةُ أَوْ رَأْسُها إِذا كان عَريضاً، وأَنشَدَ للرّاجز يَذكُر إِبلاً:

  يَخْبِطْنَ بالأَيْدِي مَكَاناً ذَا غَدَرْ ... خَبْطَ المُغِيبَاتِ فَلَاطِيس الكَمَرْ

  أَي خَبْطَ فَلَاطِيسِ الكَمَرِ المُغيبَاتِ.

  والفِلْطِيسَةُ، بالكَسْر: خَطْمُ الخِنْزِيرِ، وهو رَوْثَةُ أَنْفِه.

  وقال ابنُ درَيْد⁣(⁣٤): تَفَلْطَسَ أَنْفُ الإِنْسَانِ، إِذا اتَّسَعَ. نَقَلَه الصّاغَانيُّ.

  [فلقس]: الفَلَنْقَس، كسَمَنْدَلٍ: مَنْ أَبوه مَوْلًى وأُمُّه عَرَبيَّةٌ. هذا قولُ شَمِرٍ وأَبي عُبَيْدٍ واللَّيْثِ، وأَنْشَدَ شَمِرٌ:

  العبْدُ والهَجِينُ والفَلَنْقَسُ ... ثَلاثَةٌ ما فيهمُ تَلَمّسُ⁣(⁣٥)

  أَو أَبَواه عَربيّان وجَدَّتاه من قِبَل أَبوَيْه أَمَتَانِ، وهذا قَولُ ابن السِّكِّيت، قالَ: والعَبَنْقَس: الذي جَدَّتاه منْ قِبَل أُمِّه⁣(⁣٦) عجَمِيَّتَان وامْرَأَتُه، كما تقدَّم، أَو أُمُّه عَرَبيَّةٌ لا أَبوه، وهو بعَيْنه قَولُ اللَّيْث وشَمِرٍ الذي صَدَّر به، أَو كِلاهمَا مَوْلًى وهو قولُ أَبي الغَوْث، نَقَلَه الجَوْهَريُّ، قال: والهَجِين الَّذي أَبوه عَتيقٌ وأُمُّه مَوْلاةٌ، والمُقْرِفُ: الَّذي أَبوه مَوْلًى وأُمُّه لَيْسَتْ كذلك، وقال ثَعْلَبٌ: الحُرُّ: ابنُ عَرَبِيَّتيْن، والفَلَنْقَس: ابنُ عَرَبِيَّيْن لأَمتَيْن وجَدَّتاه من قِبَل أَبَويْه أَمتانِ وأُمُّه عَربيَّة. وأَنْكَر أَبو الهَيْثَم ما قَالَه شَمِرٌ، والقَولُ ما قاله أَبو زَيْدٍ، وهو قَولُ ابن السِّكَّيت الذي تَقَدَّم، وقد خالَفَهم أَبو الغَوث.

  والفَلَنْقَس: البَخيلُ الرَّديءُ، كالفَلْقَس، كجَعْفَرٍ، وهو اللَّئيمُ أَيضاً، كما في المحْكَم والتَّكْملَة.

  [فنجلس]: الفَنْجَلِيس، كخَنْدَريسٍ، أَهْمَلَه الجَوْهَريُّ، وقال ابنُ درَيْدٍ⁣(⁣٧): هو الكَمَرَةُ العَظَيمَةُ كالفَنْطَلِيس، كما سَيَأْتي أَيضاً.

  ويقَالُ أَيْضاً: كَمَرَةٌ فَنَجْليسٌ، أَي عَظيمَةٌ، أَي يُوصفُ به أَيضاً.

  [فندس]: فَنْدَسَ الرَّجلُ، أَهْمَلَه الجَوْهَريُّ، وقال ابنُ الأَعْرَابيّ: فَنْدَسَ، بالفاءِ، إِذا عَدَا، وسيأْتي أَنَّ الشِّين لغةٌ فيه.

  وقَنْدَسَ، بالقَاف، إِذا تابَ بَعْد مَعْصِيَةٍ⁣(⁣٨)، ولا يَخْفَى أَنَّ ذِكْرَ «قَنْدس» هنا في غير مَحَله، فإِنّه يَأْتي له بعدَ ذلكَ، وليس ذِكْرُ الأَشْباهِ والنَّظَائر في مَحَلٍّ وَاحدٍ من شَرْطه في كِتَابه، فتأَمَّلْ.

  وفُنْدُسٌ، كقُنْفُذٍ: عَلَمٌ.


(١) عن معجم البلدان «تفليس» وبالأصل «وأبوه».

(٢) عن الأساس وبالأصل «كمعاطير جمع معطر».

(٣) عن تقريب التهذيب وبالأصل «عمر».

(٤) الجمهرة ٣/ ٣٤٢.

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: ما فيهم تلمس، الذي في الصحاح واللسان: فأيهم تلمس».

(٦) في اللسان: من قبل أبيه وأمه وامرأته عجمية.

(٧) الجمهرة ٣/ ٤٠١.

(٨) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: معصيته.