تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[بشط]:

صفحة 197 - الجزء 10

  اليَدِ، وإِن كانَ لم يُعْطِ منها شَيْئاً بيَدِه ولا بَسَطَها به البَتَّةَ، والمَعْنَى: إِنّ الله جَوادٌ بالغُفْرَانِ للمُسيءِ التّائبِ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  تَبَسَّطَ في البِلَادِ: سَارَ فيها طُولاً وعَرْضاً، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.

  والبَسْطَة، بالفَتْحِ: السَّعَة، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ أَيضاً، وكذَا الصّاغَانِيُّ، وزادَ: والطُّول، قال: وجمْعه بِسَاطٌ، بالكَسْرِ، وبه فَسَّرَ قولَ المُتَنَخِّلِ السابِقَ «من طَعامِ أَو بِسَاطٍ».

  قلْت: وقِيلَ: مَعْنَى قَوْلِ المُتَنَخَّلِ «أَوْ بِساط»: أَي أَلْقَاه ضاحِكَ السِّنِّ.

  وقَالَ الأَخْفَشُ: سَمِعْتُ مَرَّةً شَيْخاً عالِماً بشِعْرِ هُذَيْلٍ يَقُولُ: البَسْطَةُ: الدُّهْنُ، والمعْنَى: أَي أَدْهُنُهُم وأُطْعِمُهم، كَذَا في شَرْحِ الدِّيوانِ.

  وقال غيرُ وَاحِدٍ من العَرَبِ: بَيْنَنَا وبَيْنَ الماءِ مِيلٌ بَسَاطٌ، أَي مِيلٌ مَتّاحٌ.

  وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ: التَّبَسُّط: التَّنَزُّه، يُقَال: خَرَجَ يَتَبَسَّطُ، مأْخوذٌ من البَسَاطِ، وهي الأَرْضُ ذاتُ الرَّيَاحِينِ.

  وقِيلَ: الأَشْبَهُ في قوله تَعالى: بلْ يَداهُ بَسْطان أَنْ تكون الباءُ مَفْتُوحةً حَمْلاً على باقِي الصِّفاتِ كالرَّحْمن.

  وبَسَطَ ذِرَاعَيْه، وابْتَسَطَهُما، أَي فَرَشَهُمَا. وقد نُهِيَ عنه في الصَّلاةِ كما جاءَ في الحَدِيثِ⁣(⁣١).

  وفي وَصْفِ الغَيْثِ: فوقَعَ بَسِيطاً مُتَدَاركاً، أَي انْبَسَط في الأَرْضِ واتَّسعَ، ومُتدَارِكاً، أَي مُتَتَابِعاً.

  والبَسْطَةُ، بالفَتْحِ: الزِّيادَةُ.

  وفلانٌ بَسِيطُ الجِسْمِ والبَاعِ.

  وامرأَةٌ بَسْطَةٌ: حَسَنَةُ الجِسْم سَهْلَتُه، وظَبْيَةٌ بَسْطَةٌ، كذلِكَ.

  ونَاقَةٌ بَسُوطٌ، كصَبُورٍ: تُرِكَتْ ووَلَدَهَا لا يُمْنَعُ منها ولا تَعْطِفُ على غيره، وهي مع ذلِك تُرْكَبُ، وجَمْعُه بُسُطٌ، بالضّمِّ، وقال الأَزْهَرِيُّ: نَاقَةٌ بَسُوطٌ، فَعُولٌ بمعْنَى مَفْعُولَة، أَي مَبْسُوطَةٌ، كما يُقَالُ: حَلُوبٌ للَّتِي تُحْلَبُ، ورَكُوبٌ للَّتِي تُرْكَب.

  وقَرَأَ طَلْحَةُ بنُ مُصرِّفٍ بَلْ يَدَاهُ بساطان.

  وأُبْسِطَتِ النّاقَةُ: تُرِكَتْ مع وَلَدِها، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.

  ويُجْمَع البِسَاطُ، لما يُفْرَشُ، على بُسُطٍ، بالضَّمّ.

  والبُسْطَةُ والبُسطِيّون، بالضّمّ: جَماعَةٌ من المُحَدِّثين، نُسِبُوا إِلى بَيْعِهَا.

  وقولُ العامَّة: أَبْسَطَنِي، رُباعِيّاً، غَلطٌ.

  وقولهم: البَسْطُ، لبَعْضِ المُسْكِراتِ، مُوَلَّدة.

  وبَسَطَ رِجْلَه مَجَازٌ، وكذا تَبَسَّطَ عليهِمُ العَدْلُ وبَسَطَه.

  ونحنُ في بِسَاطٍ وَاسِعَةٍ.

  وانْبَسَط إِليه، وبَاسَطَهُ، وبَيْنَهُما مُبَاسَطَة.

  وبَسْطَةُ بالفَتْحِ: قَرْيَةٌ بالشَّرْقِيَّة.

  وبَسْطوية: قريةٌ أُخْرى بالغَرْبِيّة.

  وبَسُوطُ، كصبُور: أَربعُ قُرًى بمصرَ، ذَكَر ياقُوت منها في المُشْتَرَك ثلاثَةً، منها: في الدَّقَهْلِيَّة، وتعرف ببسوط اتفو؛ وفي الغربية بسوط بهنية وتُعْرَف ببُساطِ الأَحْلاف، وقريةٌ أُخرَى بها تُسَمَّى كذلِك، وتذكر مع بقليس؛ وفي السَّمَنُّودِيَّة، وتُعْرف ببُساط قروص، وهو اسم رُومِيٌّ، كما نَقَلَه السَّخَاوِيّ. وقيل: بِسَاط قروص من الغَرْبِيَّة والصَّحِيحُ ما قدّمناه. وإِلى هذه نُسِب عالِمُ الدِّيار المِصْرِيَّة الشَّمسُ محمّدُ بنُ أَحمدَ بنِ عُثْمانَ بن نعيم بن مُقَدَّم البُساطِيُّ المالِكِيّ، ولد سنة ٧٦٠ وتوفي سنة ٨٤٣ وابنُ عمّه العَلَم سليمانُ بنُ خالِدِ بن نعيم، وولَدُه الزَّيْنُ عبدُ الغَنِيِّ بنُ محمَّدٍ، ولد سنة ٨٠٦ أَجازه الوَلِيُّ العِراقيّ والحافِظُ بنُ حَجَرٍ، وولَدُه البَدْرُ محمدُ بن عبدِ الغَنِيّ ولد سنة ٨٣٦ أَجاز له البُرْهان الحَلبيّ وتوفِّي سنة ٨٩٢ وعَمُّه العِزُّ عبد العزِيزِ بنُ مُحمَّدٍ أَخَذَ عن أَبِيه، ومات سنة ٨٨١ وهم بَيْتُ عِلْمٍ وحَدِيثٍ.

  [بشط]: بَشِّطْ يا فلانُ تَبْشِيطاً وأَبْشِطْ⁣(⁣٢) إِبْشَاطاً، أَهْمَلَه


(١) نصه في اللسان: لا تبسط ذراعيك انبساط الكلب.

(٢) على هامش القاموس عن نسخة أخرى زيادة بعد قوله: وأبشط: بَشَّط فلانٌ تبشيطاً، وأبشطَ بمعنى عجَّل وأعجَلَ.