تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[رغد]:

صفحة 459 - الجزء 4

  أَي ما تَمهَّدَ من الرَّمْل.

  والرِّعْديدُ، بالكسر: الجَبَانُ يُرْعَد عند القِتال جُبْناً، كالرّعْديدَة، الهاءُ للمبالغة، والتَّرعيد والرِّعْشيش، قال أَبو العيال:

  ولا زُمَّيْلَةٌ رِعْدي

  دَةٌ رَعِشٌ إِذا رَكِبُوا

  ورجلٌ رِعْشيشٌ. وسيأْتي. والجمع رَعاديدُ، ورَعَاشيشُ، وهو يَرْتَعِدُ ويَرْتَعِشُ.

  ومن المجاز: الرِّعديد:⁣(⁣١) المرْأَةُ الرَّخْصَةُ يَتَرَجْرَجُ لَحْمُها من نَعْمَتِهَا، والجَمْع رَعاديدُ.

  ومن المجاز: قيل لأَعرابيٍّ: أَتعرف الفَالُوذَ⁣(⁣٢)؟ فقال: نعم، أَصْفَر رِعْديدٌ.

  وجاريةٌ رِعْديدةٌ: تارَّةٌ ناعمَةٌ وجَوَارٍ رَعَادِيدُ.

  والرَّعَّادُ، كَكَتَّانٍ: ضَرْبٌ من سَمَك البحر، مَن مَسَّهُ خَدِرَتْ يَدُهُ وعَضُدُه وارْتَعَدَتْ ما حَيَّ السَّمَكُ، أَي مُدَّةَ حَيَاته.

  والرَّعَّادُ: الرَّجلُ الكَثيرُ الكَلَامِ، كالرَّعَّادة.

  والرُّعَيْداءُ من الطَّعام: ما يُرْمَى به إِذا نُقِّيَ كالزؤان ونَحْوه، هكذا ذَكَرَه الفرّاء بالعين المهملة، وهي في بعض نُسخ «المُصَنَّف»⁣(⁣٣) رُغَيْدَاءُ، والعَيْن⁣(⁣٤) أَصَحُّ.

  والرَّعَوْدَدُ: اسمُ ناقةٍ، عن الصاغانيّ.

  والمُرَعْدِدُ: المُلْحِفُ في السُّؤال، وهو يُرَعدِدُ، إِذا كان يُلْحِف في السُّؤال.

  ومن المَجَاز قولهم: جَاءَ بذاتِ الرَّعْدِ والصَّلِيلِ، أَي الحَرْبِ، وفي الأَساس: أَي الدَّاهِيَة.

  وذاتُ الرَّواعِد: الدَّاهِيَةُ، وفي الأَساس: الدَّواهِي⁣(⁣٥).

  ومن المجاز تَرَعَّدَتِ الأَلْيَةُ: تَرَجْرَجَتْ، وفي بعض الأُمَهات: تَرَعْدَدَت⁣(⁣٦)، وهو الصواب. وكذلك كلُّ شيء يَتَرَجْرَجُ كالقَرِيس، والفالُوذِ، والكَثيب، ونحوها.

  * ومما يستدرك عليه:

  نباتٌ رِعْديدٌ: ناعمٌ، عن ابن الأَعرابيّ.

  وسحابَةٌ رَعَّادَةٌ: كثيرةُ الرَّعْد. وقال اللِّحْيَانيّ: قال الكسائيّ: لم نَسمعهم قالوا رَعَّادَةٌ.

  والذي في الأَساس: سَحابةٌ رَاعِدة وَسَحَابٌ رَواعدُ⁣(⁣٧).

  ومن المَجَاز: في كتَابهِ رُعودٌ وبُرُوق، أَي كلماتُ وَعيد.

  وبنو رَاعدٍ بَطْنٌ، وفي الصّحاح: بنو راعِدَةَ.

  [رغد]: عِيشَةٌ رَغْدٌ، بفتح فسكون: وَرغَدٌ، محرَّكَةً، قال أَبو بكر: وهما لغتان: واسعة طَيِّبَةٌ، وكذلك عَيشٌ رَغيدٌ، وراغدٌ وأَرْغَدُ، الأَخيرة عن اللِّحيانيّ، أَي مُخْصِب رَفِيهٌ غَزيرٌ، والفعْل كسَمِعَ وكَرُمَ، تقول: رَغِد عَيْشُهم ورَغُدَ.

  وقَوْمٌ رَغَدُ ونِسْوةٌ⁣(⁣٩) رَغَدٌ، مُحَرَّكتَيْن: مُخْصِبون مُغْزِرون.

  وأَرْغَدوا مَوَاشيَهُمْ: تَركوها وسَوْمَها، وأَرْغَدوا: أَخْصَبُوا وأَصابوا عَيْشاً واسعاً، أَو صاروا في عَيْش رَغَدْ، وأَرغَد الله عَيْشَهُم.

  وتقول: الأَمْنُ في المَعيشة⁣(⁣٨) الرَّغيدة أَطْيَبُ من البَرْنيِّ بالرَّغيدة، الرَّغيدةُ: لَبَنٌ حَليبٌ يُغْلَى ويُذَرُّ عليه دَقيقٌ حتى يَختلِط فَيُلْعَقُ لَعْقاً. وفسّره الزَّمخشريّ بالزُّبْدة، وجَمْعُهُ: رغَائدُ، تقول: هم في العَيْش الرَّاغد، في الرُّطَب والرَّغائد. وارْغادَّ اللَّبَنُ ارْغيْدَاداً: اخْتلطَ بعْضُه ببعْض، ولم تتمَّ خُثُورَتُه بعْد.

  والمُرْغَادُّ، بضمّ الميم مُشدَّدة الدَّال: الغَضْبانُ المُتَغيِّرُ اللَّوْنِ غَضَباً، وقيل: هو الذي لا يُجيبُكَ من الغَيْظ.

  والمُرْغَادّ أَيضاً: هو المَريضُ لم يُجْهَدْ. وقيل: ارْغادَّ المريضُ، إِذا عُرِفَت فيه ضَعْضَعَةٌ من هُزال، وقال النَّضر: ارْغَادَّ الرَّجلُ ارْغيداداً، فهو مُرْغَادٌّ، وهو الذي بَدَأَ به الوَجَع فأَنْت تَرَى فيه خُمْصاً ويُبْساً وفَتْرَةً، والمُرْغادُّ أَيضاً: النَّائمُ


(١) اللسان: الرعديدة.

(٢) الأساس: الفالوذج.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله المصنف بفتح النون، اسم كتاب.

وليس المراد صاحب القاموس إِذ هذه العبارة وقعت في اللسان» وهو الغريب المصنف لأبي عبيد القاسم بن سلام.

(٤) في اللسان: والغين أصح.

(٥) في الأساس: ... وبذوات الرواعد: بالدواحي.

(٦) وهي عبارة اللسان والتكملة والأساس.

(٧) عن الأساس وبالأصل «راعد».

(٩) في القاموس: ونِسَاءٌ.

(٨) الأساس: العيشة.