تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حصص]:

صفحة 254 - الجزء 9

  ونَسْجٌ مُحَرْقَصٌ، كمُدَحْرَجٍ، مُتَقَارِبٌ، وخَرْزٌ مُحَرْقَصٌ كَذلِكَ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:

  الحُرْقُصاءُ، بضَمِّ الحاءِ والقافِ مَمْدُوداً: دُوَيْبَّةٌ، نَقَلَه ابنُ سِيدَه، ولَمْ يُحَلِّهَا⁣(⁣١) وقِيلَ: هِيَ الحَرَقْصَى الَّتي ذَكَرها ابنُ دُرَيْدٍ وأَبُو زَيْدٍ.

  والحَرْقَصَةُ: النَّاقَةُ الكَرِيمةُ. هكَذَا ذَكَرَهُ صاحِبُ اللِّسَان، وأَنا أَخْشَى أَنْ يَكُونَ الحَبَرْقَصَةُ، وقَدْ تَقَدَّمَ.

  ويُقَالُ لِمَنْ يُضْرَبُ بالسياطِ: أَخَذَتْه الحَراقِيصُ، وفي الأَساسِ: لَدَغَتْه⁣(⁣٢) الحَرَاقِيصُ فأَخَذَتْه الأَرَاقِيصُ، وهو مَجاز.

  [حصص]: الحَصُّ: حَلْقُ الشَّعرِ، حَصَّهُ يَحُصُّه حَصًّا، فحَصَّ حَصَصاً، وانْحَصَّ.

  وقِيلَ: الحَصُّ: ذَهَابُ الشَّعْرِ عَنِ الرَّأْسِ بِحَلْقٍ أَوْ مَرَضٍ.

  و في حَدِيثِ ابنِ عُمَرَ، رَضِيَ الله تعالَى عَنْهُمَا، أَنَّ امْرَأَةً أَتَتْه فقَالَتْ: إِنَّ ابْنَتِي عُرَيِّسٌ، وقَدْ تَمَعَّطَ شَعرُها، وأَمَرُونِي أَنْ أُرَجِّلَها بالخَمْرِ، فَقَالَ: إِن فَعَلْتِ⁣(⁣٣) ذلِكَ فأَلْقَى الله في رَأْسِها الحَاصَّة، هو داءٌ يَتَنَاثَرُ مِنْهُ الشَّعرُ. وقال ابنُ الأَثِيرِ: هي العِلَّةُ التي تَحُصُّ الشَّعر وتُذْهِبُه، وقال أَبُو عُبَيْدٍ: الحاصَّةُ: ما تَحُصُّ شَعرَهَا، تَحْلِقُه كُلَّه فَتَذْهَبُ بِهِ، وقَدْ حَصَّتِ البَيْضَةُ رَأْسَه، قال أَبو قَيْسِ بنِ الأَسْلَتِ:

  قَدْ حَصَّت البَيْضَةُ رَأْسِي فمَا ... أَذُوقُ نَوْماً غَيْرَ تَهْجَاعِ

  ومِنَ المَجَازِ: يُقَالُ: بَيْنَهُمْ رَحِمٌ حَاصَّةٌ، أَيْ مَحْصُوصَةٌ، قَدْ قَطَعُوها وحَصُّوها، لا يَتَوَاصَلُونَ عَلَيْهَا، أَو ذاتُ حَصٍّ.

  ويُقَال: حَاصَصْتُه الشّيءَ، أَيْ قاسَمْتُه.

  وحَصَّنِي مِنْهُ كذَا، أَيْ صارَتْ حِصَّتِي مِنْهُ كَذا، أَو صارَ ذلِكَ حِصَّتِي. ويُقَالُ: هُوَ يَحُصُّ، أَيْ لا يُجِيرُ أَحَداً. قالَ أَبو جُنْدَبٍ الهُذَلِيُّ:

  أَحُصُّ فَلا أُجِيرُ ومَنْ أُجِرْهُ ... فَلَيْسَ كَمَنْ يُدَلَّى بالغُرُورِ

  وقال السُّكَّرِيّ في شَرْحِه: أَحُصُّ، أَيْ أَمْنَعُ الجِوَارَ، يَقُول: ومَنْ أُجِرْهُ فلَيْس هو في غُرُورٍ.

  ورَجُلٌ أَحَصُّ بَيِّنُ الحَصَصِ، أَيْ قَلِيلُ شَعرِ الرّأْسِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، أَيْ مُنْحَصُّه، مُنْجَرِدُه.

  وكَذَا طائِرٌ أَحَصُّ الجَنَاحِ، أَيْ مُتَنَاثِرُه، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لتَأَبَّطَ شَرًّا:

  كأَنَّمَا حَثْحَثُوا حُصًّا قَوَادِمُه ... أَوْ أُمَّ خِشْفٍ بِذِي شَثٍّ وطُبّاقِ

  وقَال اليَزِيدِيُّ: إِذا ذَهَبَ الشَّعرُ كُلُّه قِيلَ: رَجُلٌ أَحَصُّ، وامْرَأَةٌ حَصّاءُ.

  ومِنَ المَجَازِ: يَوْمٌ أَحَصُّ، أَيْ شَدِيدُ البَرْدِ لا سَحَابَ فِيهِ، وقِيلَ لرَجُلٍ من العَرَبِ: أَيُّ الأَيّامِ أَبْرَدُ؟ فقال: الأَحَصُّ: الأَزَبُّ، يَعْنِي بالأَحَصِّ: يَوْمٌ تَطْلُعُ شَمْسُهُ، ويَحْمَرُّ فِيهِ الأُفُقُ، وتَصْفُو سَمَاؤُهُ، هكذا في النُّسَخ، وهو غَلَطٌ صَوَابُه شَمَالُه، ولا يُوجَدُ لَهَا مَسٌّ من البَرْدِ، وهُوَ الَّذِي لا سَحابَ فِيهِ، ولا ينْكَسِرُ خَصَرُه، والأَزَبُّ: يَوْمٌ تَهُبُّه النَّكْباءُ، وتَسُوقُ الجَهَامَ والصُّرْاد، ولا تَطْلُع لَهُ شَمْسٌ، ولا يَكُونُ فيه مَطَرٌ، وقُولُه: تَهُبَّه، أَيْ تَهُبُّ فيه، وقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وقِيلَ لِبَعْضِهِم: أَيّ الأَيّامِ أَقَرُّ؟ قالَ: الأَحَصُّ الوَرْدُ، والأَزَبُّ الهِلَّوْفُ، أَي المُصْحِي، والمُغِيمُ الَّذِي تَهُبُّ نَكْباؤُه.

  ومِنَ المَجَازِ: سَيْفٌ أَحَصُّ: لا أَثَرَ فِيه.

  ومن المَجَازِ: الأَحَصُّ: المَشْئُومُ النَّكِدُ الَّذِي لا خَيْرَ فيه، عن أَبِي زيْدٍ، نَقَلَهُ ياقُوتٌ. قالَ الزَّمَخْشَرِيّ: ومِنْهُ الأَحَصَّانِ: العَبْدُ والحِمارُ⁣(⁣٤)، قالَ الجَوْهَرِيُّ: لِأَنّهما يُمَاشِيَانِ أَثْمَانَهُمَا حَتَّى يَهْرَمَا فتَنْقُصَ أَثْمَانُهما ويَمُوتَا.

  والأَحَصُّ وشُبَيْثٌ: مَوْضِعَانِ بتِهَامَةَ، الصَّوابُ بنَجْدٍ، كَمَا قالَهُ ياقُوت، وكَانَتْ مَنَازِلَ رَبِيعَةَ ثُمَّ مَنَازِلَ بَنِي وَائِلٍ:


(١) أي لم يحل معناها.

(٢) في الأساس: أخذته.

(٣) عن النهاية والتهذيب وبالأصل «أفعلت».

(٤) في الأساس واللسان: العبد والعير.