تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[رضض]:

صفحة 59 - الجزء 10

  وسَمَّوْا رَحَّاضاً، ككَتَّانٍ، وكذلِكَ رَحْضَة، بالفَتْح، ومُحَرَّكَة.

  وارْتَحَضَ الرَّجُل: افْتَضَحَ، عن أَبِي عَمْرٍو، كما في العُبَاب، وهو مَجَاز.

  وخُفَافُ بنُ إِيماءَ بْنِ رَحْضَةَ بن خُرْبَةَ بنِ خلافِ بنِ حارِثَةَ، بن غِفَارٍ الغِفَارِيّ، صَحابِيٌ.

  قلتُ: خُفافٌ، كغُرَابٍ، كان إِمامَ قَوْمِه وخَطِيبَهم، شَهِدَ الحُدَيْبِيَةَ، رَوَى عنه الجَمَاعَةُ وأَبُوهُ إِيماءُ، «بكَسْرِ الهمْزِ والمَدّ، وفَتْحِهَا والقَصْر، له صُحْبَةٌ أَيْضاً، وكان سَيِّدَ بَنِي غِفَارٍ. ورحضَةُ قيل مُحَرَّكةَ، ويُقَال بالضَّم، ويُقَال بالفَتْح، كما هو صرِيحُ سِياقِ المُصنِّف، له صُحْبةٌ أَيضاً، كما نقله غيْرُ وَاحِدٍ.

  * وممّا يُسْتَدْرَك عليه:

  يَرْحُضُهُ، كيَنْصُر: لُغةٌ في يَرْحَضُ. كيمْنَعُ، كما في اللِّسان.

  والرُّحَاضَةُ: الغُسَالةُ، عن اللِّحْيَانِيّ.

  وثَوْبٌ رَحْضٌ، لا غيْر: غُسلَ حتَّى خَلَقَ، عن ابن الأَعْرابِيّ، وأَنْشد:

  إِذا ما رَأَيْتَ الشَّيْخَ عَلْبَاءَ جِلْدِه ... كرَحْضٍ قدِيمٍ فالتَّيَمُّنُ أَرْوَحُ

  والمُرْحَضَةُ: الإِجّانَة، لأَنَّه يُغْسَلُ فيها الثِّيَابُ، عن اللّحْيَانيّ.

  والمِحَاضة: شيْءٌ يُتَوَضَّأُ بِهِ كالتَّوْرِ، عن ابن الأَعرابيّ، كما في التَّهْذِيب.

  والتَّرْحَاضُ، بالفتْحِ: الغَسْلُ: وأَنْشد ابنُ بَرِّيّ في م ض ض قَوْلَ سِنَانِ بن مُحَرَّشٍ الأَسَدِيّ:

  مِن الحَلُوءِ صادِقِ الإِمْضَاضِ ... في العَيْنِ لا يَذْهَبُ بالتَّرْحَاضِ

  والأَرْحَضِيَّةُ: وَادٍ بَيْنَ أُبْلَى وقُرّانَ، بينَ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْن. نَقَلَهُ ياقُوت⁣(⁣١).

  [رضض]: الرَّضُّ: الدَّقُّ والجَرْشُ، وقد رَضَّهُ يَرُضُّهُ رَضّاً، وهو رَضِيضٌ ومَرْضُوضٌ، وقيل: رَضَّهُ رَضّاً إِذا كَسَرَهُ.

  والرَّضُّ: تَمْرٌ يُدَقُّ ويُخَلَّصُ من النَّوَى، ثم يُنْقَعُ في المَخْضِ، أَي اللَّبَنِ فتُصْبِحُ الجارِيةُ فتَشْرَبُه، وأَنْشَد الجَوْهَرِيُّ قولَ الرّاجِز:

  جَارَيَةٌ شبِّتْ شَبَاباً غَضَّا ... تُصْبَحُ مَحْضاً وتُعَشَّى رَضَّا

  ما بَيْنَ وِرَكَيْها ذِرَاعاً عَرْضَا ... لا تُحْسِنُ التَّقْبِيلُ إِلاَّ عَضَّا

  كالْمُرِضَّةِ، بضمِّ المِيمِ وكَسْرِ الرَّاءِ، وتُكْسَرُ المِيمُ وتُفْتَحُ الرَّاءُ، عن ابنِ السِّكِّيت، قال. وهي الكُدَيْراءُ.

  ورُضَاضُ الشَّيء، أَي بالضَّمِّ: ما رُضَّ مِنْه، عن ابنِ دُرَيدٍ. وفي الصّحاح: رُضَاضُ الشَّيْءِ: فُتَاتُه.

  والرَّضْرَاضُ: الحَصَى، عن ابنِ دُرَيْد، أَو صِغَارُهَا، أَي ما دَقَّ مِنْهَا الَّذِي يَجْري عليه المَاءُ، وهذا أَكْثَرُ في الاسْتِعْمَال، ومنه قولُ الرَّاجِز:

  يَتْرُكْنَ صَوَّانَ الحَصَى رَضْرَاضَا

  وفي حَدِيث الكَوْثَر «طِينُه المِسْكُ، ورَضْرَاضُهُ التُّومُ» أَي الدُّرّ، وكذا قَوْلُهم: نَهْرٌ ذُو سِهْلَة و [ذو]⁣(⁣٢) رَضْرَاضٍ.

  السَّهْلَةُ: رَمْلُ القَنَاةِ الَّذِي يَجْرِي عليه الماءُ، كالرَّضْرَضِ مَقْصُورٌ منه.

  والرَّضْرَاضُ أَيْضاً: الأَرْضُ المَرْضُوضَةُ بالحِجَارَةِ، وأَنشد ابن الأَعْرَابِيّ:

  يَلُتُّ الحَصَى لَتَّا بُسُمْرٍ كَأَنَّها ... حِجَارَةُ رَضْرَاضٍ بِغَيْلٍ مُطَحْلِبِ

  كما في الصّحاح.

  والرَّضْرَاضُ: الرَّجلُ اللَّحِيمُ، ومنه الحَدِيثُ: «أَنَّ رَجُلاً قال له مَرَرْتُ بجُبُوبِ بَدْرٍ فإِذا برَجُلٍ أَبْيَضَ رَضْرَاضٍ، وإِذا رَجُلٌ أَسْوَدُ بِيَدِهِ مِرْزَبَةٌ⁣(⁣٣) يَضْرِبُه، فقال: ذَاكَ أَبُو جَهْل» وهي بَهَاءٍ.


(١) الذي في معجم البلدان «الأرحضية»: موضع قرب أُبلى وبثر معونة بين مكة والمدينة.

(٢) زيادة عن اللسان.

(٣) مرزبة قال ابن الأثير: المرزبة بالتخفيف المطرقة الكبيرة التي تكون للحداد. ويقال لها الإرزبة بالهمز والتشديد.