تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حمو]:

صفحة 341 - الجزء 19

  قالَ الأَزْهرِيُّ: وهو مِن خَيْر مَراتِع أَهْلِ البادِيَةِ للنَّعَم والخَيْل، وإذا ظَهَرَتْ ثَمَرَتُه أَشْبَه الزَّرْع إذا أَسْبَل.

  وقال الليْثُ: هو كلُّ نَبْتٍ يُشْبِه نَباتَ الزَّرْع.

  قالَ الأَزْهريُّ: هذا خَطَأٌ إنَّما الحَلِيُّ اسم نُبْتٍ بعَيْنِه⁣(⁣١)، وأَنْشَدَ ابنُ برِّي للراجزِ:

  نحنُ مَنَعْنا مَنْبِتَ النَّصِيِّ ... ومَنْبِتَ الضَّمْرانِ والحَلِيِّ⁣(⁣٢)

  الواحِدَةُ حَلِيَّةٌ؛ قالَ الراجزُ:

  لما رأَتْ حَلِيلَتي عَيْنَيَّهْ ... ولِمَّتِي كأنَّها حَلِيَّهْ

  تقول هذا قرَّةٌ عَلَيَّهْ⁣(⁣٣)

  والجَمْعُ أَحْلِية؛ نَقَلَه الجِوهرِيُّ.

  والحُلَيَّا، كالحُمَيَّا: نَبْتٌ؛ واسمُ طَعام⁣(⁣٤) لهم.

  وقال الصَّاغانيُّ: هو مِن الأَطْعِمَةِ ما يُدْلَكُ فيه التَّمْر.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  حَلَيْتُ المرْأَةَ أَحْلِيها حَلْياً: جَعَلْتُ لها حُلِيّاً؛ وكَذلِكَ حَلَوْتُها؛ نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ.

  ويقالُ للشَّجَرةِ إذا أَوْرَقَتْ وأَثْمَرَتْ: حالِيَةٌ؛ فإذا تَناثَرَ وَرَقُها قيلَ: تعطَّلَتْ؛ قالَ ذو الرُّمَّة:

  وهاجَتْ بقَايا القُلْقُلانِ وعَطَّلَتْ ... حَوَالِيَّةٌ هُوجُ الرِّياحِ الحَواصِد⁣(⁣٥)

  وقالَ ابنُ برِّي: وقوُلُهم لم يَحْلَ بطائِلٍ، أَي لم يَظْفر ولم يَسْتَفدْ منه كبيرَ فائِدَةٍ، لا يُتَكَلَّم به إلَّا مع الجَحْد، وما حلت⁣(⁣٦) بطائِلٍ لا يُسْتَعْمل إلَّا في النَّفْي، وهو مِن معْنَى الحَلْيِ والحِلْيَةِ، وهُما مِن الياءِ لأنَّ النفسَ⁣(⁣٧) تعدّ الحِلْيَة ظَفَراً، وليسَ هو مِن الواوِ.

  وحكَى ابنُ الأعرابيِّ: حَلِيَتْه العَيْنُ؛ وأَنْشَدَ:

  كَحْلاءُ تَحْلاها العُيونُ النُّظَّرُ

  والحِلْيَةُ: تَحْلِيَتُك وَجْهَ الرجل إذا وَصَفْتَه.

  وتَحَلَّاه: عَرَفَ صِفَتَه.

  والحَلِيُّ، كغَنِيِّ: اليابِسُ؛ ومنه قَوْلُ صَخْر بنِ هرم الباهِلِيّ:

  وإِنَّ عِنْدِي إِن رَكِبْتُ مِسْحَلِي ... سَمَّ ذَراريحَ رطابٍ وحلِي

  ويُرْوَى وحشيّ، كما تقدَّمَ وسَيَأْتي في خَشي أَيْضاً.

  وحُلَيَّةُ، كسُمَيَّة: عينٌ أَو بِئْرٌ بضريَّة من مِياهِ غَنِيِّ؛ قالَهُ نَصْر؛ وقالَ أُمَيَّةُ الهُذَليُّ:

  أَو مُغْزِلٌ بالخَلِّ أَو بحُلَيَّةٍ ... تَقْرُو السلامَ بشَادِنٍ مِخْماصِ⁣(⁣٨)

  قالَ ابنُ جنِّي: يحتملُ حُلَيَّة الحَرْفَيْن جمِيعاً يعْنِي الواوَ والياءَ، قالَ: ولا أُبْعِد أن يكونَ تَحْقِير حَلْية، ويَجوزُ أَنْ يكونَ هَمْزه مُخَفَّفاً مِن لَفْظِ حلَّات الأدِيم كما تقولُ في تَخْفيفِ الخُطَيْئة⁣(⁣٩) الخُطَيَّة.

  وتَحَلَّى فلانٌ بما ليسَ فيه: تَكَلَّفَ.

  والحَلَى: بَئْرٌ يخرُجُ بأَفْواهِ الصِّبْيان؛ عن كُراعٍ.

  قال ابنُ سِيدَه: وإنَّما قَضَيْنا بأنَّ لامَه ياءٌ لمَا تقدَّمَ مِن أَنَّ اللامَ ياءٌ أَكْثَر منها واواً.

  وقال الأصْمعيُّ: يقالُ في زَجْرِ الناقَةِ حَلى لا حَلِيتِ.

  والحَلِيّ كغَنِيِّ: الخَشَبَةُ الطَّويلَةُ بينَ الثَّوْرَيْن؛ يمانِيَّةٌ.

  [حمو]: وحَمْوُ المرأةِ، كدَلْوٍ، وحَمُوها، كأَبُوها،


(١) زيد في التهذيب: ولا يشبهه شيء من الكلإِ.

(٢) اللسان.

(٣) اللسان وفيه «نقول هذي ...».

(٤) في القاموس بالرفع منونة، وتصرف الشارح بالعبارة فاقتضى كسرها وتنوينها.

(٥) ديوانه ص ١٢٤ واللسان والتكملة.

(٦) في اللسان: حليت.

(٧) اللسان: تعتدّ.

(٨) ديوان الهذليين ٢/ ١٩٢ وفيه «بخَلِيّة» بالخاء المعجمة المفتوحة، والمثبت كرواية اللسان ومعجم البلدان «حُلية».

(٩) في اللسان: الحُطيئة الحُطَيّة.