تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عبت]:

صفحة 91 - الجزء 3

(فصل العين) المهملة مع المثناة الفوقية

  [عبت]: * وممّا يستدرك عليه: عَبَتَ يَدَهُ عَبْتاً: لَوَاهَا، فهو عَابِتٌ، واليَدُ مَعْبوتَةٌ. كذا رأَيتُهُ في هامِش الصّحاحِ.

  [عتت]: عَتَّهُ يَعُتُّه عَتًّا: رَدَّ دَ عَلَيْهِ الكَلَامَ مَرَّةً بعدَ مَرَّةٍ وكذلك عَاتَّهُ.

  وعَتَّهُ بِالمسأَلَةِ: أَلَحَّ عَلَيْهِ، وفي حديث الحسن: «أَنَّ رَجُلاً حَلَفَ أَيْمَاناً فَجَعَلُوا يُعَاتُّونَهُ، فقَالَ: عَلَيْهِ كَفَّارَةٌ» أَي يُرادُّونَهُ فِي القَوْلِ، ويُلِحُّونَ عَلَيْهِ فيُكَرِّرُ الحَلِفَ.

  وَعَتَّهُ بالكَلَامِ يَعُتُّهُ عَتًّا: وَبَّخَهُ وَوَقَمَهُ، والمَعْنَيانِ مُتَقَارِبانِ، وقد قِيلَ بالثَّاءِ.

  وَعَاتَّهُ مُعاتَّةً وعِتَاتاً وفي نُسْخَة اللِّسَانِ عتاتَة⁣(⁣١)، إِذا خَاصَمَهُ، وعن أَبي عمرٍو: ما زِلْتُ أُعاتُّهُ وأُصَاتُّهُ عِتَاتاً وصِتَاتاً، وهي الخُصومة. قلت: وقد تَقَدَّمَ الإِشَارَةُ إِليه في صتت.

  والعُتْعُتُ، كَبُلْبُلٍ، عن ابن الأَعْرَابِيّ، وضَبَطَه أَبو عمرٍو بالفَتْح مثل زَبْزَبٍ، وهو الجَدْيُ، فلو قَال: العُتْعُتُ كبُلْبُل: الجَدْيُ، ويُفْتَحُ، كان أَحسنَ.

  وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ: هو العُتْعُتُ، والعُطْعُطُ، والعَرِيضُ، والإِمَّرُ، والهِلَّعُ، والطَّلِيُّ، [واليَعْر] واليَعْمُورُ، والرَّعَامُ والقَرَمُ⁣(⁣٢). [والرَّغَّال، واللَّسَادُ]⁣(⁣٣).

  والعُتْعُتُ: بالضَّم: الشَّابُّ القَوِيُّ الشَّدِيدُ،⁣(⁣٩) قَالَه أَبو عمرٍو، وأَنشد:

  لَمَّا رَأَتْهُ مُؤْدَناً عِظْيَرَّا ... قَالَتْ: أُرِيدُ العُتْعُتُ الذِّفِرَّا

  فَلَا سَقَاهَا الوَابِلَ الجِوَرَّا ... إِلهُهَا ولا وَقَاهَا العَرَّا

  والعُتْعُتُ: الرَّجُلُ الطَّوِيلُ التَّامُّ، أَو هو الطَّوِيلُ المُضْطَرِبُ.

  والعَتَتُ، مُحَرَّكَةً: غِلَظٌ فِي الكَلَامِ وغَيْرِه، أَو شَبِيهٌ بغِلَظٍ.

  والعَتْعَتَةُ: الجُنُونُ، عن ابن الأَعْرَابِيّ، كالعَبْعَبَةِ، بموحَّدتين، كما تقدّم، ودُعَاءُ الجَدْيِ بِعَتْ عَتْ، وفي الصّحاح: حكاه أَبو حاتِمٍ، أَو زَجْرٌ له، وقد عَتْعَتَ الراعي، بالجَدْيِ⁣(⁣٤)، إِذا زَجَرَهُ، وبه دَعَاه⁣(⁣٥).

  وَتَعَتَّتَ في كَلامِهِ تَعَتُّتاً: تَرَدَّدَ، ولَمْ يَسْتَمِرَّ فيه.

  وعَتَّى لُغَةٌ في حَتَّى، وقد تقدمت الإِشَارَة إِليه في حَتَّ، وقَرَأَ ابن مسعود «عَتَّى حِين» في معنى {حَتّى حِينٍ}⁣(⁣٦)، قال شيخنا: ونقلها في العُبَابِ عن هُذَيْل وثَقِيفٍ، واقتصر في التَّسْهِيلِ على أَنها ثَقَفِيَّةٌ، قال الصاغانيّ: وجميع العرب إِنما يقولون: حَتّى بالحاءِ.

  [عرت]: عَرَتَ الرُّمْحُ يَعْرِتُ عَرْتاً كنَصَرَ وضَرَبَ وسَمِعَ، الأَخير عن الصاغانيّ، وعلى الثاني اقتصرَ في الصّحاحِ: صَلُبَ.

  أَو عَرتَ إِذَا اضْطَرَبَ، وكَذلك البَرْقُ إِذا لَمَعَ واضْطَرَبَ.

  ويقال: بَرْقٌ ورُمْحٌ عَرَّاتٌ كشَدَّاد، للشديدِ الاضطرابِ، كما تقول: رُمْحٌ عَرَّاصٌ⁣(⁣٧) وعَتَّارٌ، ووجد في نسختنا «بَرَقَ»⁣(⁣٨) معطوفاً على لَمَعَ، وهو خطأٌ، والصّواب ما ذكرنا.

  والعَرْتُ: الدَّلْكُ. وَعَرَتَ أَنْفَهُ: تَنَاوَلَهُ بِيَدِهِ فَ دَلَكَهُ يَعْرُتُه ويَعْرِتُه، نقله الصاغانيّ.


(١) عبارة اللسان: أعاته معاتة وعُتَاتاً بضم وكسر العين ضبط قلم.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: والعريض، وقوله: الرعام والقرام، كذا بخطه وليحرر» انظر التهذيب واللسان.

(٣) زيادة عن التهذيب واللسان. (٩) في القاموس: الشديد القوي.

(٤) عن اللسان. وبالأصل «الجدي». (٥) في المجمل: وقال الشيباني: عتعت بالجدي: إذا دعاه.

(٦) في الآية ٥٤ (المؤمنون)، والآية ٤٣ (الذاريات)، والآيتان ١٧٤ و ١٧٨ (الصافات).

(٧) بالأصل «غراص» وما أثبت عن اللسان والمجمل. وبهامش المطبوعة المصرية: «وقوله غراص، كذا بخطه. والصواب عراص بالعين المهملة فقد ذكره المجد في مادة ع ر ص».

(٨) ومثله في القاموس المطبوع. وفي اللسان، ويقال: بَرْقٌ عَرّات وفيه وعرت الرمح إذا اضطرب، وكذلك البرق إِذا لمع واضطرب. ومثله في الصحاح.