تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ومق]:

صفحة 490 - الجزء 13

  تَلِقُونَه} أَي: تُدَبِّرونَه، ومثلُه في كِتابِ الأَفْعالِ للسَّرَقُسْطِي. وقالَ الأَزْهَريُّ: لا أَدْرِي: تُدَبِّرونه، أَو تُدِيرُونَه.

  وقالَ ابنُ الأَنبارِيِّ: وَلَقَ الحَدِيثَ: أَفْشاهُ واخْتَرَعه.

  ووَلَقَه بالسَّوْطِ: ضَرَبه.

  ووَلَق عَينَه: ضَربَها ففَقَأَها.

  [ومق]: وَمِقَه، كوَرِثه نادر وَمْقاً، ومِقَةً كعِدَةٍ، والهاءُ عوَضٌ من الواو: أَحبَّه، فهو وَامِقٌ، ولا يُقال: وَمِقٌ. قال جَمِيل:

  وماذَا عَسَى الوَاشُونَ أَنْ يتحدَّثُوا ... سِوَى أَنْ يَقُولُوا: إِنَّنِي لكِ وامِقُ

  يُقال: أَنا لَكَ ذُو مِقَةٍ، وبكَ ذُو ثِقَةٍ.

  وفي الحَدِيث: «أَنّه اطَّلَعَ من وافِدِ قَوْمٍ على كِذْبَةٍ، فقال: لَوْلا سَخاءٌ فيك - وَمِقَكَ الله عليه - لشَّرَّدْتُ بكَ» أَي: أَحبَّكَ الله عليه.

  وتَوَمَّق: تَودَّدَ. قالَ رُؤْبةُ:

  وقَدْ أَرانِي⁣(⁣١) مَرِحاً مُفَنَّقَا ... زِيراً أُمانِي وُدَّ مَنْ تَوَمَّقَا

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  يُقالُ: هو مَوْمُوقٌ إِلَيّ.

  ووامَقْته مُوامَقَه ووِماقاً.

  وما زِلْنا نَتوامَقُ.

  وقالَ أَبُو رِياشٍ: وَمَقْتُه وِماقاً، وفَرَّقَ بينَ الوِمَاقِ والعِشْقِ، فقالَ: الوِماقُ: مَحَبَّةٌ لغَيْرِ رَيبَةٍ. والعِشْقُ محبَّةٌ لرِيبَة.

  ورجلٌ وَمِيقٌ، حَكَاه ابنُ جِنِّي، وأَنشدَ لأَبي دُوادٍ:

  سَقَى دارَ سَلْمَى حَيْثُ حَلَّتْ بها النَّوَى ... جَزاءَ حَبِيبٍ من حَبِيبٍ وَمِيقِ

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  [ووق]: الواقَة: من طَيْرِ الماءِ عند أَهْلِ العِراق، قاله اللَّيثُ، وأَنشد:

  أَبوكَ نَهارِيٌّ وأُمُّكَ وَاقَةٌ

  قال: ومنهم من يَهْمِز الأَلِف، فيقول: وَأْقة، وقد تَقدَّم، وبَعضُهم يَقولُ لِهذَا الطَّيْرِ: القَاقَةُ.

  [وهق]: الوَهَقُ، مُحَرَّكةً عن اللَّيْثِ. قالَ الجَوهرِيُّ: وقد يسَكَّنُ مثل نَهَر ونَهْر. قال: وهو حَبْلٌ كالطِّوَلِ زادَ ابنُ الأَثير: تُشدُّ به الإِبِلُ والخَيْلُ؛ لئلا تَنِدَّ. وقال اللَّيْثُ: هو الحَبْلُ المُغارُ يُرْمَى في أنْشُوطَة، فتُؤْخَذُ به⁣(⁣٢) الدَّابَّة والإِنْسانُ. قالَ ابنُ دُرَيدٍ: ج؛ أَوهاقٌ، ومنه حَدِيثُ عليٍّ ¥: «وأَغْلَقَت المَرْءَ أَوْهاقُ المَنِيَّة»

  أَو فارِسيٌّ مُعَرَّبٌ قالهُ ابنُ فارسٍ.

  وَوَهَقه عنه كوَعَدَه وَهْقاً: حَبَسَه وهو مَوْهوق. وأَنشد ابنُ بَرّي لِعَدِيّ بنِ زَيْد:

  بَكَرَ العاذِلُون في فَلَقِ الصُّبْ ... حِ يَقُولونَ لي: أَمَا تَسْتَفِيقُ

  ويَلُومُونَ فيكِ يا ابْنَةَ عَبْدِ اللّ ... هِ والقَلْبُ عندَكُم مَوْهُوقُ

  والمُواهَقَةُ: أَنْ تَسِيرَ مِثلَ سَيْرِ صاحِبكَ، وهي شِبْه المُواغَدَةِ، والمُواضَخَةِ كُلُّه واحِدٌ، قالَهُ أَبو عَمْرٍو، وهو مَجازٌ.

  وقال اللَّيْثُ: المُواهَقَةُ: مَدُّ الإِبِلِ أَعْناقَها في السَّيْرِ ومُباراتُها والمُواظَبَةُ فيه. وهذه الناقةُ تُواهِقُ هذه: كأَنَّها تُبارِيها في السَّيرِ، وتُماشِيها.

  وتَوهَّقَ فلانٌ فلاناً في الكَلام: إِذا اضْطَرَّه فيه إِلى ما يَتَحَيَّرُ فيه نَقَله الصاغانِيُّ.

  وتَوَهَّقَ الحَصَى: اشتَدَّ حَرُّه، ونَصُّ أَبِي عَمْروٍ: إِذا حَمِيَ من الشَّمْسِ، وأَنْشَدَ:

  وقَدْ سَرَيْتُ اللَّيل حَتّى غَرْدَقَا ... حَتّى إِذا حَامِي الحَصَى تَوهَّقَا

  قالَ ابنُ فارِس: هو من الإِبْدالِ، إِنما هو تَوَهَّجَ.


(١) في الديوان ص ١٠٩: وقد تراني.

(٢) في اللسان: «فيه».