تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[مصخ]:

صفحة 313 - الجزء 4

  المشوَّهُ الخَلْقِ قيل: ومنه المَسِيخُ الدّجّالُ، لتَشْوِيهه وعَوَرِ عَيْنِه عَوَراً مختلِفاً.

  ومن المَجاز: المَسِيخ من الناس: مَنْ لا مَلاحةَ له، ولَحْمٌ أَوْ فاكِهَةٌ لا طَعْمَ لهُ. والّذي في اللِّسان وغيرِه: المَسِيخ من اللَّحْم: الَّذي لا طَعمَ له، ومن الطّعَام: الذي لا مِلْح له ولا لَوْنَ ولا طَعْمَ. وقال مُدرِكٌ القَيسيّ: هو المَلِيخ أَيضاً، ومن الفاكهةِ ما لا طَعمَ له، وقد مَسُخَ مَسَاخَةً وربَّمَا خَصُّوا به ما بينَ الحَلَاوَةِ والمَرارة. قال الأَشعرُ الرَّقَبانُ⁣(⁣١)، وهو أَسدِيٌّ جاهليّ يُخاطِب رَجلاً اسمه رَضْوانُ:

  بِحَسْبِك في القَوْم أَن يَعلَموا

  بأَنّك فيهم غَنِيّ مُضِرّ

  وقد عَلِمَ المَعْشَرُ الطَّارقوك⁣(⁣٢)

  بأَنّك للضّيْف جُوعٌ وقُرّ

  إِذا ما انتَدَى القَوْمُ لم تأْتِهِمْ

  كأَنَّك قد قَلدتك الحُمُرْ⁣(⁣٣)

  مَسِيخٌ مَلِيخٌ كلَحْمِ الحُوَارِ

  فلا أَنتَ حُلْوٌ ولا أَنْت مُرّ⁣(⁣٤)

  وقد مَسَخَ كَذَا طَعْمَه: أَذْهَبَه. وفي المَثل «أَمْسَخُ من لَحْمِ الحُوَار»، أَي لا طَعْمَ لَه.

  والمَسِيخ من النَّاس: الضَّعِيفُ الأَحمقُ.

  والماسِخيُّ القَوَّاس، لمَنْ يَصطنِع قَوْساً.

  والمَاسِخِيَّة: الأَقْوَاسُ، نُسِبَتْ إِلى ماسِخَة لَقَب قَوّاسٍ أَزْدِيٍّ اسمه نُبَيشةُ بن الحارث، أَحد بني نَصْر بن الأَزْد، قال الجَعديّ:

  بعِيسٍ تَعطَّفُ أَعْنَاقُها

  كمَا عَطَفَ الماسِخيُّ القِيَاسَا

  كذا قاله السُّهيليُّ في الرَّوض⁣(⁣٥). وقال أَبو حنيفةَ: زَعَمُوا أَنَّ ماسخةَ رَجلٌ من الأَزْد أَزْد السَّراةِ. والماسِخيّةُ: القِسِيُّ مَنسوبة إِليه، لأَنّه أَوَّلُ من عَمِل بها. وقال ابن الكلبيّ: هو أَوّل مَن عَمِلَ القِسِيّ من العرب. قال: والقَوّاسُون والنَّبَّالُون من أَهل السَّرَاة كثيرٌ، لكثرةِ الشَّجر بالسَّرَاة، قالوا: فلمَّا كثُرَت النِّسْبَةُ إِليه وتقَادَم ذلك قيل لكلّ قَوّاسٍ ماسِخيّ، وفي تسمِيَة كُلِّ قَوّاسٍ ماسخيًّا قال الشَّمّاخُ في وَصْف ناقتِه:

  عَنْسٌ مُذَكَّرَةٌ كأَنَّ ضُلُوعَهَا

  أُطُرٌ حَنَاهَا الماسِخِيُّ بيثْرِبِ

  ونَقَلَ السُّهيليُّ عن أَبي حنيفةَ في كتاب النّبات: وقد تُنْسَبُ القِسِيّ أَيضاً إِلى زَارَة، وهي امرَأَةُ ماسخَة. قال صَخْرُ الغَيّ:

  سمحية⁣(⁣٦) مِن قسِيِّ زَارَةَ حَمْرَا

  ءُ هَتُوفٌ عِدَادُهَا غَرِدُ

  قال شيخُنَا: وزارَةُ أَهملَها المصنِّف، وستأْتي.

  وفَرَسٌ مَمْسُوخ: قليلُ لَحْم الكَفَلِ⁣(⁣٧). وامْرَأَةٌ مَمسُوخَةُ العَجُزِ: رَسْحَاءُ، والحاءُ أَعلَى.

  والمِسْخِيَّةُ، بالكسر: نَوْعٌ من البُسُطِ. وأَمْسَخَت العَضُدُ: قلَّ لَحمُها.

  وأَمْسَخَ الوَرَمُ: انْحَلَّ.

  وامتَسَخَ السَّيْفَ: اسْتَلَّه.

  ويقال يُكْرَه انمسَاخُ حَمَاةِ الفَرَسِ، أَي ضُمورُه.

  والأُمْسُوخُ، بالضّمّ: نَباتٌ م، أَي معروف مُسَمِّنٌ مُحسِّنٌ مُنَقٍّ قابضٌ مُلْحِمٌ.

  [مصخ]: المَصْخُ لُغة فِي المَسْخ. والمَصْخ: انتِزَاعُ الشَّيْءِ واجتذابُه عن جَوْفِ شيْءٍ آخرَ وأَخْذُهُ. مَصَخَ الشَّيْءَ يَمصَخُه مَصْخاً، كالامتصاخ والتَّمصُّخ، امتصَخَه وتَمصّخَه: اجتذَبه.


(١) واسمه عمرو بن حارثة بن ناشب ... بن دودان بن أسد (المؤتلف والمختلف للآمدي ص ٤٧).

(٢) في المؤتلف للآمدي:

وقد علم الجار والنازلون

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: قلدتك، كذا بالنسخ والذي في اللسان: ولدتك» وفي الآمدي: ولدتك. وبعده في المؤتلف للآمدي:

كأنك ذاك الذي في الضرو

ع قدام درتها المنتشر

(٤) المسيخ من اللحم الذي لاودك له، والمليخ الذي لا طعم له، والمليخ أيضاً من الإِبل الذي لا يلقح وهو كالعياباء الذي لا يحسن الضراب (عن المؤتلف للآمدي ص ٤٧).

(٥) الروض الأنف ٣/ ٣٠٤ والقافية «القيانا».

(٦) في الروض الأنف: سمحة.

(٧) وهو عيب فيه كما في التكملة.