تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قنص]:

صفحة 348 - الجزء 9

  وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ: القَمِيصُ: غِلافُ القَلْبِ، وهو مَجاز.

  وقال ابنُ سِيدَه: قَمِيصُ القَلْبِ: شَحْمُه، أُرَاهُ على التَّشْبِيه.

  وفي الأَسَاسِ: يُقَال: هَتَكَ الخَوْفُ قَمِيصَ قَلْبِه [أي حجابه]⁣(⁣١).

  ومن المَجازِ في الحَدِيث: «قال النَّبِيُّ لِعُثْمَانَ رَضِيَ الله تَعَالَى عنه: «إِنَّ الله سَيُقَمِّصُكَ قَمِيصاً، وإِنَّكَ سَتُلاصُ على خَلْعِه، فإِيّاكَ وخَلْعَهُ» هكذا رَوَاه ابنُ الأَعْرَابِيّ بسَنَدِهِ.

  ويُرْوَى: «فَإِنْ أَرادُوكَ عَلَى خَلْعِه فلا تَخْلَعْهُ» أَي إِنَّ الله سيُلْبسُك لِبَاسَ الخِلَافَةِ، أَي يُشَرِّفُكَ بها ويُزَيِّنك كما يُشَرَّفُ ويُزَيَّنُ المَخْلُوعُ عليه بِخلعَتِهِ⁣(⁣٢). والإلاصَةُ: الإِدارَةُ⁣(⁣٣) وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ: أَراد بالقَميص الخلَافَةَ في هذا الحَديث، وهو من أَحْسَنِ الاسْتعَارَاتِ.

  والقِمِصَّى، كزِمِكَّى: القِبِصَّى، وهو العَدْوُ السَّرِيعُ، عن الفَرّاءِ. وقال كُرَاع: القِمِصَّى: القُمَاصُ.

  والقَمَصُ، مُحَرَّكَةً: ذُبَابٌ صِغَارٌ تكونُ⁣(⁣٤) فَوْقَ الماءِ، الوَاحدة قَمَصَةٌ كَذَا في بَعْض نُسَخِ الصّحاح، أَو البَقُّ الصِّغَارُ، يَكُونُ على الماءِ الرَّاكِدِ، قَالَه ابنُ دُرَيْد. والقَمَصُ أَيضاً: الجَرَادُ أَوَّلَ مَا يَخْرُجُ من بَيْضِهِ، والوَاحِدَةُ قَمَصَةٌ.

  وقَمَّصَهُ تَقْمِيصاً: أَلْبَسَهُ قَميصاً، فتَقَمَّصَ هُوَ، أَي لَبِسَهُ.

  وقد يُسْتَعَارُ فيُقَالُ: تَقَمَّصَ الإِمَارَةَ، وتَقَمَّصَ الوِلَايَةَ، وتَقَمَّصَ لِبَاسَ العِزِّ.

  * وممَّا يُسْتَدْرك عليه:

  قَمَّصَ الثَّوْبَ تَقْميصاً: قَطَع منه قَمِيصاً. ويُقَال: قَمِّصْ هذا الثَّوْبَ، كما يُقَال: قَبِّ هذا الثَّوْبَ، أَي اقْطَعْه قَبَاءً، عن اللِّحْيَانيّ. وإِنّه لحَسَنُ القِمْصَةِ، بالكَسْر، عن اللِّحْيَانيّ أَيضاً.

  وتَقَمَّص في النَّهْرِ: تَقَلَّبَ وانْغَمَسَ، والسِّين لُغَة فيه. والقَامِصَةُ: النّاقِزَة⁣(⁣٥) برِجْلِهَا، هو في حَدِيثِ عَلِيٍّ كرَّم الله تَعالَى وَجْهَهُ، وقد مَرَّ في «ق ر ص». ويقال للفَرَس: إِنّه لقَامِصُ العُرقوبِ وذلِكَ إِذا شَنِجَ نَسَاهُ فقَمَصَتْ رِجْلُه. عن ابن الأَعْرَابِيّ.

  ويُقَال للكَذَّاب: إِنَّهُ لَقَمُوصُ الحَنْجَرة، حَكَاه يَعْقُوبُ عن كُرَاع، وقد مَرّ في «غ م ص» أيضاً، وَهُوَ مَجَاز.

  وتَقَامَص الصِّبْيَانُ. وبَيْنَهُم مُقامَصَةٌ.

  وقَمَّصَتِ النَّاقَةُ بالرَّدِيف: مَضَتْ بهِ نَشِيطَةً، وهو مَجَاز.

  وأَبو الفَتْحِ، الحُسَيْنُ بنُ أَبِي القاسِم بنِ أَبِي سَعْدٍ النَّيْسَابُورِيُّ القَمَّاصُ، كشَدَّادٍ، من شُيُوخِ أَبي سَعْد السَّمْعَانِيّ، نُسِب إِلى بَيْعِ القُمْصَانِ، مَات سنة ٥٠٧⁣(⁣٦).

  ومُنْيَةُ القُمُّصِ، بضمّ القَافِ والمِيمِ المُشَدَّدة، قَرْيَةٌ بمِصرَ بالقُرْب من مُنْيَةِ ابنِ سَلْيِل⁣(⁣٧)، ومِنْهَا الجَلالُ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ أَحْمَدَ القُمّصيّ من شُيُوخِ الجَلالِ السُّيُوطيّ رَحمَهُما الله تَعالَى.

  [قنص]: القِنْصُ، بالكَسْرِ: الأَصْلُ، والسِّين لُغَةٌ فيه.

  يُقَال: هو في قِنْصٍ: أَصْلٍ.

  وقَنَصَهُ يَقْنِصُه، من حَدّ ضَرَبَ، قَنْصاً: صَادَهُ، فهو قَانِصٌ، وقَنِيصٌ، وقَنَّاصٌ، كما في الصّحاحِ.

  والقَنيصُ أَيضاً، والقَنَصُ، مُحَرَّكَةً: المَصِيدُ.

  قال ابنُ بَرِّيّ: القَنِيصُ: الصّائِد والمَصِيدُ.

  وقالَ ابنُ جِنِّي: القَنِيصُ: جَمَاعَةُ القَانِصِ. ومِثْلُ فَعِيلٍ، جَمْعاً، الكَلِيبُ، والمَعيزُ، والحَمِيرُ.

  وقُنَاصَةُ، بالضَّمِّ، وقَنَصٌ، مُحَرَّكةً: ابْنا مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ، دَرَجُوا في الدَّهْرِ الأَوَّلِ، وضَبَطَ ابنُ الجَوَّانِيّ النَّسَّابَةُ قُنُصاً، بضَمَّتَين، وقِيلَ هُوَ قَنَصَةُ، مُحَرَّكَةً. و في حَدِيثِ جُبَيْر بْن مُطْعم، قال له عُمَرُ - رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُمَا، وكان أَنْسَبَ العَرَبِ -: مِمَّن كانَ النُّعْمَانُ بنُ المُنْذِرِ؟ فقَالَ: من أَشْلاءِ قَنْصِ بْنِ مَعَدٍّ، ويُقَالُ: وَلَدُ مَعَدِّ بنِ عَدْنانَ، انْتَقَلُوا في اليَمَن وغَيْرِها إِلاّ نزَاراً، كَذا في المُقَدِّمة الفَاضِلِيَّة.


(١) زيادة عن الأساس.

(٢) عن التكملة وبالأصل «بخلعة».

(٣) الإدارة على الشيء ليخدع عنه صاحبه وينتزعه منه.

(٤) في اللسان: «يطير» والأصل كالتكملة.

(٥) في النهاية: النافرة، الضاربة برجليها.

(٦) وردت وفاته في اللباب بالأحرف سنة سبع وأربعين وخمسمئة.

(٧) في المطبوعة الكويتية: «سلسيل» وانظر حاشيتها.