تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سقف]:

صفحة 275 - الجزء 12

  وقال ضَابِئُ بنُ الحارثِ الْبُرْجُمِيُّ، يَصِفُ ثَوْرًا:

  شَدِيدُ بَرِيقِ الْحَاجِبَيْنِ كَأَنَّمَا ... أُسِفَّ صَلَى نَارٍ فأَصْبَحَ أَكْحَلا

  وقال ابنُ عَبَّادٍ: مَا أَسَفَّ منه بِتَافِهٍ: أي مَا ظَفَرَ منه بشَيْءٍ.

  وفي الحَدِيثِ: أَنَّه «أُتِيَ برَجُلٍ، وقيل: إنَّ هذا سَرَقَ، فكأَنَّمَا أُسِفَّ وَجْهُهُ» ، بِالضَّمِّ: أي تَغَيَّرَ، وسَهَمَ، واكْمَدَّ لَوْنُهُ، حتَّى عادَ كالبَشَرَةِ المَفْعُولِ بها⁣(⁣١).

  وسَفْسَفَ، سَفْسَفَةً: انْتَخَلَ الدَّقِيقَ، ونَحْوَهُ، كما هو في الصِّحاحِ، وفي اللِّسَان: بالمُنْخُلِ، ونَحْوِه، قال رُؤْبَةُ:

  إِذَا مَسَاحِيجُ الرِّيَاحِ السُّفَّنِ ... سَفْسَفْنَ في أَرْجَاءِ خَاوٍ مُزْمِنِ

  وَيُقَالُ: سَمِعْتُ سَفْسَفَةَ المُنْخُلِ.

  وقال ابنُ دُرَيْدٍ: سَفْسَفَ عَمَلَهُ: إذا لَم يُبَالِغْ في إِحْكَامِهِ، وهو مَجازٌ، ومنه قَوْلُهم: تَحَفَّظْ مِن العَمَلِ السَّفْسَافِ، ولا تُسِفَّ له بعضَ الإِسْفَاف.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  السَّفُوفُ، كصَبُورٍ: سَوَادُ اللِّثَةِ.

  وَالسَّفِيفَةُ: الدَّوْخَلَةُ مِن الخُوصِ قَبْلَ أَنْ تُرْمَلَ، أي: تُنْسَجَ.

  وَأَسْفَفْتُ الشَّيْءَ إِسْفَافاً: أَلْصَقْتُ بَعْضَه ببَعْضٍ، قَالَه اليَزِيدِيُّ.

  وَالمُسَفْسِفُ: لَئيمُ الْعَطِيَّةِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وفي بَعْضِ نُسَخِ الصِّحاحِ: مُسَفِّفٌ.

  وَكُلُّ شَيْءٍ لَزِمَ شَيْئاً، ولَصِقَ به فَهُو مُسِفٌّ، قَالَهُ أَبو عُبَيْدٍ.

  وَسَفِيفُ أُذُنَيِ الذِّئْبِ، كأَمِيرٍ: حِدَّتُهُمَا، ومنه قَوْلُ أَبي الْعَارِمِ في صِفَةِ الذِّئْبِ: فرأَيْتُ سَفِيفَ أُذُنَيْهِ، ولم يُفَسِّرْه ابنُ الأَعْرَابِيِّ. والسَّفْسَافَةُ: الريحُ تَجْرِي فُوَيقَ الأَرْضِ.

  وَجَمْعُ السَّفِيفَةِ: سَفائِفُ.

  وَسَفْسَافُ الأَخْلاقِ: رَدِيئُهَا.

  وَالسَّفْسَفُ، كجَعْفَرٍ: ضَرْبٌ مِن النَّبْتِ، قال ابنُ دُرَيْدٍ: لُغَةٌ يَمَانِيَّةٌ، وهو الذي يُسَمِّيهِ أَهْلُ نَجْدٍ العَنْقَرَ، والعَنْقَزَ، وَالمَرْزَنْجُوشَ، كما تقدَّمَ في مَوْضِعِه.

  وَالسَّفْسَفُ أَيضاً: مِن أَسْمَاءِ إِبْلِيسِ.

  وَيُقَال: سَفْ تَفْعَلُ، ساكنةَ الْفَاءِ، أي: سَوْفَ تَفْعَلُ، قال ابنُ سِيدَه: حَكَاهَا ثَعْلَبٌ.

  وَقال ابنُ عَبَّادٍ: يُقَال: لا تَزال تَتَسَفْسَفُ في هذا الأَمْرِ، أي تُهْلِكُه.

  وَفي الأَساسِ: حِلْفٌ سَفْسَافٌ: كَاذِبٌ لا عَقْدَ فيه، وهو مَجازٌ.

  [سقف]: السَّقْفُ لِلْبَيْتِ: مَعْرُوفٌ، كَالسَّقِيفِ، كأَمِيرٍ، سُمِّىَ به لِعُلُوِّه وطُولِ جِدَارِه. ج: سُقُوفٌ، وسُقُفٌ، بِضَمَّتَيْنِ، وَهذه عن الأَخْفَشِ، مِثْل رَهْنِ، ورُهُنٍ، كذا في الصِّحاح، وقرأَ أَبو جَعْفَرٍ: سَقْفاً مِنْ فِضَّة⁣(⁣٢)، بالفَتْحِ، وَالبَاقُونَ بضَمَّتَيْنِ.

  قلتُ: وعلَى قراءَةِ الفَتْحِ، فهو وَاحِدٌ يَدُلُّ علَى الجَمْعِ، أي: لَجَعَلْنَا لِبَيْتِ كلِّ واحدٍ منهم سَقْفاً مِن فِضَّةٍ، وقال الفَرَّاءُ: سُقُفٌ إِنَّمَا هو جَمْعُ سَقِيفٍ، كما تقول: كَثِيبٌ وَكُثُبٌ، قال: وإِن شِئْتَ جَعَلْتَه جَمْعَ الجَمْعِ، فقلتَ: سَقْفٌ، وسُقُوفٌ، وسُقُفٌ.

  وسَقَفَهُ، كَمَنَعَهُ، يَسْقَفُهُ، سَقْفاً: جعَل له سَقْفاً، وكذا سَقَّفَهُ، تَسْقِيفاً.

  والسَّمَاءُ سَقْفُ الأَرْضِ، مُذَكَّرٌ، قال الله تَعَالَى (وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ)⁣(⁣٣)، (... وَجَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً)⁣(⁣٤).

  والسَّقْفُ: اللَّحْيُ الطَّوِيلُ الْمُسْتَرْخِي، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، قال:


(١) في المطبوعة الكويتية، عن العباب، «المفعول بها الوشم» وفي النهاية: أي تغير واكمدّ كأنما ذرّ عَلَيه شيء غيره، من قولهم أسففت الوشم، وهو أن يغرز الجلد بإبرة ثم تحْشى المغارز كحلاً.

(٢) سورة الزخرف الآية ٣٣.

(٣) سورة الطور الآية ٥.

(٤) سورة الأنبياء الآية ٣٢.