تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خهفع]:

صفحة 107 - الجزء 11

  وِخَوْعَى، كَسَكْرَى: ع، قالَ امْرَؤ القَيْس:

  أَبْلِغْ شِهَاباً وأَبْلِغْ عَاصِماً ... وِمَالِكاً هَلْ أتاكَ الخُبْرُ مَال

  أَنّا تَرَكْنَا مِنْكُمُ قَتْلَى بِخَوْ ... عَى وسَبْياً كالسَّعَالِي

  ويُرْوَى:

  أَنَّا تَرَكْنَا بِخَوْعَى مِنْكُمُ ... قَتْلَى ... (⁣١).

  قال الصّاغَانِيّ: وكِلْتَا الرِّوَايَتَيْنِ يَنْبُو الطَّبْعُ عَنْهَا. ويُرْوَى بالجِيم أَيْضاً، وقد أَشَرْنَا إلَيْهِ، أَوْ هُوَ تَصْحِيفٌ، وأَنْشَدَ اللَّيْثُ:

  بِنَفْسِي⁣(⁣٢) حَاضِرٌ بِبَقِيعِ خَوْعَى ... وِأَبْيَاتٌ لَدَى القَلَمُونِ جُونُ

  وِالخَائِعَانِ: شُعْبَتَانِ تَدْفَعُ إِحْدَاهُما في غَيْقَةَ، والأُخْرَى في يَلْيَلٍ، بالقُرْبِ من الصَّفْرَاءِ.

  وِالخُوَاعُ، كغُرَابٍ: التَّحَيُّر هكَذَا وَقَعَ في نُسَخِ كِتَابِ المُجْمَلِ لابْنِ فارِسٍ⁣(⁣٣) عَلى أَنَّه تَفَعُّلٌ مِنَ الحَيْرةِ، أَوْ هو شَبِيهُ النَّخِيرِ الَّذِي كالشَّخِير، كَما في الجَمْهَرَةِ لابْنِ دُرَيْدٍ.

  يُقَالُ: سَمِعْتُ لَهُ خُوَاعاً أي صُوْتاً يُردِّدُهُ في صِدْرِه. قالَ الصّاغَانِيّ: وكَأَنَّ أَحَدَهُمَا، أَعْنِي التَّحَيُّرَ والنَّخِيرَ تَصْحِيفُ الآخَرِ.

  وِالخُوَاعَةُ، بهَاءِ: النُّخَامَةُ.

  وِفي الصّحاح: خَوَّعَ مِنْهُ تَخْوِيعاً، أَيْ نَقَصَ، قال الشاعِر - وهو طَرَفَةُ بنُ العَبْدِ -:

  وِجامِلٍ خَوَّعَ مِنْ نِيبِهِ ... زَجْرُ المُعَلَّى أَصُلاً والسَّفِيحْ

  ويُرْوَى: «خَوَّفَ» والمَعْنَى وَاحِدُ، ويُرْوَى: «من نَبْتِهِ».

  وِقال ابن عَبّاد: خَوَّعَ فُلاناً بالضَّرْبِ وغَيْرِه: كَسَرَه وأَوْهَنَهُ. وقالَ ابنُ السِّكِّيت: خَوَّعَ السَّيْلُ الوَادِيَ، إذا كَسَرَ جَنْبتَيْهِ، كما في الصّحاح.

  وِقالَ ابنُ عَبّادٍ: خَوَّعَ دَيْنَه: إذا قَضاهُ.

  وِتَخَوَّع: تَنَخَّمَ. وأيْضاً تَقَيَّأَ، لُغَةٌ بَغْدَادِيَّة.

  وِتَخَوَّعَ الشَّيْءَ: تَنَقَّصَهُ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.

  * وممّا يُسْتَدْركُ عَلَيْه:

  الخَوْعُ: مَوْضِعٌ.

  [خهفع]: الخَيْهَفْعَى، بفَتْحِ الخَاءِ والهَاءِ والعَيْنِ مَقْصُورَةً، وتُمَدُّ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، والمَدُّ نَقَلَهُ الخارْزَنْجِيّ. واقْتَصَرَ الأَزْهَرِيُّ عَلَى القَصْرِ، وهُوَ وَلَدُ الكَلْبِ مِن الذِّئْبة إذا وَقَعَ عَلَيْهَا، وإِذا وَقَعَ الذِّئْبُ عَلَى الكَلْبَةِ جاءَت بالسَّمْعِ، وسَيَأْتِي، رَوَاهُ أَبُو تُرَابٍ، ويُقَالُ: هو الأَسَدُ، وبه كُنِّيَ أَبُو الخَيْهَفْعَى: أَعْرَابِيٌّ مِن بَنِي تَمِيمٍ.

  حَكَى الأَزْهَرِيُّ عَنْ أَبِي تُرَابٍ، قالَ: سَمِعْتُ أَعْرَابِيّاً مِنْ بَنِي تَمِيمٍ يُكْنَى أَبا الخَيْهَفْعَى، وسَأَلْتُه عَنْ تَفْسِيرِ كُنيتِهِ فقالَ: يُقَالُ: إذا وَقَعَ الذِّئْبُ عَلَى الكَلْبَةِ جَاءَتْ بالسِّمْع، وإذا وَقَعَ الكَلْبُ عَلَى الذِّئْبَةِ جَاءَتْ بالخَيْهَفْعَى. قالَ: ولَيْسَ هذا عَلَى أَبْنِيَةِ أَسْمَائهم مَعَ اجْتِمَاع ثَلاثَةِ أَحْرُفٍ مِنْ حُرُوفِ الحَلْقِ، وقَالَ عَنْ هذا الحَرْفِ ومَا قَبْلَهُ في بَابِ رُبَاعِيِّ العَيْنِ مِنْ كِتَابِهِ: وهذِهِ حُرُوفٌ لا أَعْرِفُهَا، ولَم أَجِدْ لَهَا أَصْلاً في كُتُبِ الثِّقاتِ الَّذِينَ أَخَذُوا عَن العَرَبِ العَارِبَةِ ما أَوْدَعُوا كُتُبَهُم، ولَمْ أَذْكُرْهَا وأَنَا أَحُقُّها، ولكِنْ ذَكَرْتُهَا اسْتِنْدَاراً لَهَا، وتَعَجُّباً مِنْهَا، ولا أَدْرِي ما صِحَّتُهَا.

  وحَكَى ابنُ بَرِّيّ في أَمالِيه قال: قالَ ابنُ خالَوَيْه: أَبُو الخَيْهَفْعَى: كُنْيَةُ رَجُلٍ أَعْرَابِيّ يُقَالُ لَهُ: خزاب⁣(⁣٤) بن الأَقْرَعِ، فقِيلَ لَهُ: لِمَ تَكَنَّيْتَ بهذا؟ فَقَالَ: الخَيْهَفْعَى: دَابَّةٌ يَخْرُجُ بَيْنَ النَّمِرِ والضَّبُعِ، يَكُونُ باليَمَنِ، أَغَضَفُ الأُذُنَيْنِ، غائرُ العَيْنَيْنِ، مُشْرِفُ الحَاجِبَيْنِ، أَعْصَلُ الأَنْيَابِ، ضَخْمُ البَرَاثِنِ، يَفْتَرِسُ الأَبَاعِرَ.


(١) هذه رواية التكملة وعجزه فيها:

قتلى كراماً وسبياً كالسعالي

(٢) عن معجم البلدان «القلمون» وبالأصل «بنفس».

(٣) في المقاييس ٢/ ٢٣٠ «النَّخِير».

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: خزاب كذا بالأصل وفي اللسان: جنزاب، وعلى هامشه ما يقتضي الشك فيه».