تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[طلب]:

صفحة 185 - الجزء 2

  [طلب]: طَلَبَه يَطْلُبُهُ طَلَباً مُحَرَّكَةً وتَطْلَاباً كتَذْكَارٍ وتَطلَّبَه واطَّلَبَه، كافْتَعَلَه أَي حَاوَلَ وُجُودَهَ وأَخْذَهُ. والطَّلَبُ: مُحَاوَلَة وِجْدَانِ الشَّيْءِ وأَخْذِه. وطَلَب إِلَيَّ طَلَباً: رَغِبَ وقَالُوا: طَلَبَ إِلَيْهِ: سَأَلَه. وقِيلَ: طَلَبَه رَاغِباً إِليه؛ لأَنَّ الجُمْهُورَ عَلَى أَنَّ طَلَبَ لا يَتَعَدَّى بالحَرْفِ فَخَرَّجُوا مِثْلَه عَلى التَّضْمِينِ، كَذَا قَالَ شَيْخُنَا. وهو طالِبٌ للشَّيْءِ مُحَاوِلٌ أَخْذَهُ ج طُلَّبٌ عَلى مِثَال سُكَّر وطُلَّابٌ وطَلَبَةٌ كَكَتَبَة وطَلَبٌ مُحَرَّكَة، في المحكم. الأَخِيرَة اسْمٌ للجَمْعِ. وفي حَدِيث الهِجْرَة قَالَ سُرَاقَةُ: «فالله لَكُمَا⁣(⁣١) أَن أَرُدَّ عَنْكُمَا الطَّلَبَ».

  قال ابن الأَثير: هو جَمْعُ طَالِب أَو مَصْدَرٌ أُقِيمَ مُقَامَه، أَو عَلَى حَذْفِ المُضَافِ أَي أَهْلَ الطَّلَبِ. وفي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ في الهِجْرَةِ «قَالَ له: أَمْشِي خَلْفَك أَخْشَى الطَّلَبَ».

  وهو طَلُوبٌ وهو مِن أَبْنِيَةِ المُبَالَغة ج طُلُبٌ كَكُتُب وبِسُكُونِ الثَّاني لغة، كَذَا فِي المِصْبَاح. وهو طَلَّابٌ كَشَدَّاد أَيضاً من أَبْنِيَةِ المُبَالَغَةِ ج طَلَّابُون. وهو طَلِيبٌ كأَمِيرٍ كأَخَوَاتِه ج طُلَبَاءُ وَهَذِه الأَبْنِيَة مَعَ جُمُوعِهَا مِمَّا يَقْتَضِيها القِيَاسُ، وهَكَذَا نَصُّ المحكَم في سَرْدِ الأَبْنِيَة. قال مُلَيْحٌ الهُذَلِيُّ:

  فلم تَنْظُرِي دَيْناً وَلِيتِ اقْتَضَاءَه ... ولم يَنْقَلِب منكم طَلِيبٌ بطَائِلِ

  وطَلَبَ الشَّيءَ وتَطَلَّبَه وطَلَّبَهُ تَطْلِيباً إِذَا طَلَبَه في مُهْلَة مِنْ مَوَاضِعَ، على مَا يَجِيءُ على هذَا النَّحْوِ الأَغْلَب⁣(⁣٢).

  والَّذِي في التكْمِلَة: التَّطَلُّبُ: طَلَبٌ في مُهْلَة مِنْ مَوَاضِع، فتَأَمَّل.

  وطَالَبَه بِكَذَا مُطَالَبَةً وطِلَاباً بالكسْرِ: طَلَبَه بِحَقّ. والاسْمُ مِنْه الطَّلَبُ مُحَرَّكَةً، والطَّلِبَةُ⁣(⁣٣) بالكَسْرِ.

  وأَطْلَبَه: أَعْطَاهُ ما طَلَبَه. وأَطْلَبَه أَيْضاً أَلْجَأَهُ إِلَى الطَّلَبِ وهو ضِدٌّ.

  ويقَال: طَلَبَ إِلَيَّ فأَطْلَبْتُه أَي أَسْعَفْتُه بِمَا طَلَب. وفي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: «لَيْسَ لي مُطْلِبٌ سِوَاك» وأَطْلَبَه الشيءَ: أَعَانَه على طَلَبِه. وقَال اللِّحْيَانيّ: اطلُبْ لِي شَيْئاً: ابْغِهِ لِي. وأَطْلِبْنِي: أَعِنِّي على الطَّلَب.

  وكَلأٌ مُطْلِبٌ كمُحْسِن: بَعِيد المَطْلَب يُكَلِّفُ أَنْ يُطْلَبَ وَمَاءٌ مُطْلِبٌ كَذَلِك. وكَذَلك غير المَاءِ والكَلإ أَيْضاً. قَال الشاعر:

  أَهَاجَكَ بَرْقٌ آخِرَ اللَّيْلِ مُطْلِبُ

  وقِيل: مَاءٌ مُطْلِبٌ: بَعِيدٌ عَن⁣(⁣٤) الْكَلَإِ. قَال ذُو الرُّمَّة:

  أَضَلَّهُ رَاعِيَا كَلْبِيَّةٍ صَدَرَا ... عن مُطْلِبٍ قَارِبٍ وُرَّادُه عُصُبُ

  ويُروَى:

  «عَنْ مُطْلِبٍ وطُلَى الأَعْنَاقِ تَضْطرِبُ».

  يقُول: بَعُد المَاءُ عَنْهُم حَتَّى أَلْجَأَهم إِلى طَلَبه. وَرَاعِيا كَلْبِيَّةٍ يَعْنِي إِبِلاً سُوداً من إِبِل كَلْب.

  وقال ابن الأَعْرَابِيّ: ماءٌ قَاصِدٌ: كَلَؤُه قَرِيبٌ. ومَاءٌ مُطْلِبٌ: كَلَؤُهُ بَعِيدٌ أَو بَيْنَهُمَا مِيلَانِ أَو ثَلَاثَة. والمِيلُ: المَسَافَة من العَلَم إِلى العَلَم أَو يَوْمٌ أَو يَوْمَان أَي مَسِيرَتُهما.

  وعلى الثاني فهو مُطْلِبُ إِبِل، هَذَا قَوْلُ أَبِي حَنِيفَة. وقَال غَيْرُه: أَطْلَبَ المَاءُ إِذا بَعُد فلم يُنَلْ إِلَّا بِطَلَب.

  وعَلِيُّ بنُ مُطْلِبٍ البَرْقِيُّ كمُحْسن: مُحَدِّث حَدَّث عنه أَبُو إبِرَاهيم الرشدينيّ.

  هو طِلْبُ نِسَاءٍ، بالكَسْرِ أَي طَالِبُهُنَّ، ج أَطْلَابٌ وطِلَبَةٌ بكَسْر ففَتْح وهي طِلْبُه وطِلْبَتُه الأَخِيرَة عن اللِّحْيَانيّ إِذَا كَانَ يَطْلُبها وَيَهْوَاهَا.

  والطَّلِبَةُ بِكَسْرِ اللام وفَتْح الطَّاء: مَا طَلَبْتَه. وفي حَدِيث نُقَادَةَ الأَسَدِي «قُلْتُ: بَا رَسُولَ الله اطْلُبْ إِلَيَّ طَلِبَةً فإِنِّي أُحِبُّ أَن أُطْلِبَكها»: الطَّلِبَةُ: الحَاجَةُ. والإِطْلَابُ: إِنْجَازُها وقَضَاؤُها.

  وعن ابن الأَعْرَابِيّ: الطَّلَبَةُ: الجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ.

  الطُّلبةُ بالضّمِّ: السَّفْرَةُ البَعِيدَةُ نقله الصَّاغَانِيُّ. وطَلِبَ إِذَا اتَّبَعَ. وطَلِبَ كفَرِحَ إِذَا تَبَاعَدَ نقله الصاغَانيّ. وأُمُّ طِلْبَةَ


- من أعمال أرزن الروم.

(١) عن النهاية واللسان، وبالأصل «لكم».

(٢) في اللسان: يجيء عليه هذا النحو بالأغلب.

(٣) اللسان: الطِّلْبَة.

(٤) في اللسان: من.