تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[دمج]:

صفحة 373 - الجزء 3

  ودُلَيْجَانُ قَرْيَةٌ بأَصْبَهَانَ يقال لها دُلَيْكَانُ، منها أَبو العباس أَحمدُ بن الحُسين⁣(⁣١) بنِ المُظَفَّر. يُعْرَف بالخَطِيب، وبنتاه أُمُّ البَدْرِ لامِعَةُ وضَوْءُ الصَّباح، سَمِعتا الحَدِيث وَرَوتاه.

  وحُبَيْش بنُ دُلَجَةَ كَهُمَزَة أَوّلُ أَميرٍ أَكَلَ على المِنْبر، وحديثه مشهورٌ، وقُتِل بالرَّبَذَةِ أَيَّامَ ابنِ الزُّبَيْرِ.

  ودُلَجَةُ بن قَيْسٍ تابعيٌّ ذَكَرَه ابنُ حِبَّانَ في الثِّقاتِ.

  والتُّلَجُ، كصُرَدٍ: فَرْخُ العُقَابِ، أَصْلُه دُلَجٌ⁣(⁣٢)، وقد تقدم في ت ل ج، فراجِعْه.

  ودَوْلَجُ، بالجِيم، اسمُ امرأَةٍ في رواية الفَرَّاءِ، وذَكره المُصَنِّف في الحاءِ المهملة على ضبط ابنِ الأَعْرابيّ.

  ودَلجَةُ محرّكةً⁣(⁣٣) قريةٌ بمصر.

  [دمج]: دَمَجَ الوَحْشُ في الكِنَاسِ دُمُوجاً بالضّمّ: دَخَلَ.

  وفي الصّحاح: دَمَجَ الشَّيْءُ دُموجاً، إِذا دَخَلَ فِي الشَّيءِ واسْتَحْكَم فيه والْتَأَمَ، كانْدَمَجَ اندِماجاً، ودَمَجَ الظَّبْيُ في كِناسهِ وانْدَمَجَ: دَخَلَ، وكذلك دَمَجَ الرَّجُلُ في بَيْتِه وادَّمَجَ بتشديد الدّال، وادْرَمَّجَ، بزيادة الرّاءِ وتشديد الميم المفتوحة، وهو ثابتٌ في سائرِ النُّسَخ مثل ما هو في الصحاح، وسقط عن بعض النُّسخ، والصحيحُ ثُبوتُه، وكلُّ هذا يقال ذلك⁣(⁣٤) إِذا دَخَلَ في الشيءِ واستَتَرَ فيه.

  ودَمَجَت الأَرْنَبُ تَدْمُجُ دُموجاً: عَدَتْ، فَأَسْرَعَ تَقَارُبُ قَوَائِمِها في الأَرْضِ، وفي المحكم، أَسْرَعَتْ وقاربَتِ الخَطْوَ، وكذلك البعيرُ إِذا أَسرَعَ وقارَبَ خَطْوَهُ في المَنْحَاةِ.

  وأَدْمَجَتِ الماشِطَةُ ضَفَائرَ المرْأَةِ ودَمَجَتْ: أَدْرَجَتْهَا وَمَلّسَتْهَا.

  والدَّمْجُ، بالفتح: الضَّفِيرَةُ، وفي الّلسان: كُلُّ ضَفِيرةٍ منها على حِيَالِها تُسَمَّى دَمْجاً⁣(⁣٥) واحداً.

  والدِّمْجُ: بالكسر: الخِدْنُ والنَّظِيرُ.

  والمُنْدَمِجُ؛ المُدَوَّرُ، يقال نَصْلٌ مُنْدَمِجٌ إِذا كان مُدَوَّراً.

  ومن المجاز: التَّدَامُجُ: التَّعَاوُنُ والتَّوافُقُ، يقال: تَدَامَجَ القَوْمُ على فُلانٍ تَدامُجاً، إِذا تظَافَرُوا⁣(⁣٦) عليه وتَعَاوَنُوا، وفي الأَساس: تَأَلَّبُوا.

  ومن المجاز: لَيْلٌ دَامِجٌ، الدَّامجُ المُظْلِمُ، ولَيْلَةٌ دَامِجَةٌ، أَي مُظْلِمة.

  وفي الأَساس: ليلٌ دامِجٌ: دامِسٌ مُلْتَفُّ الظَّلامِ، دَمَجَ بعضُهُ في بعض.

  وعن أَبي الهيثم: مِفْعَالٌ لا تدخُل فيه الهاءُ، قال: وقد جاءَ حرفانِ نادِرَانِ: المِدْمَاجَةُ وهي العِمَامَةُ، المَعْنَى أَنَّه مُدَمَّجٌ مُحْكَمٌ، كأَنّه نَعْتٌ لِلعمامة، ويقال: رَجُلٌ مِجْذَامَةٌ⁣(⁣٧) إِذا كان قاطِعاً للأُمورِ، قال أَبو منصور: هذا مأْخوذٌ من الجَذْمِ وهو القَطْعُ.

  وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ:

  ولَسْتُ بِدُمَّيْجَةٍ في الفِرَاشِ ... ووَجَّابَةٍ يَحْتَمِي أَنْ يُجِيبَا

  الدُّمَّيْجَةُ، بالضَّمّ وفتح الميم المشدّدة: النَّوَّامُ اللَّازِمُ في مَنْزله.

  وقال ابن الأَعرابيّ: رجل دُمَّيْجَةٌ: مُتَداخِلٌ، وقال أَبو منصور: هو مأْخوذ من ادَّمَجَ في الشيْءِ إِذا دخلَ فيه، وادَّمَج في الشيْءِ ادِّمَاجاً، وانْدَمَجَ [فيه]⁣(⁣٨) انْدماجاً، إِذا دَخَلَ فيه.

  ومن المجاز: دَمَجَ أَمْرُهُم: صَلَحَ والْتَأَمَ، وصُلْحٌ دُمَاجٌ كغُرَابَ وكِتَابِ: خَفِيٌّ، أَي كأَنّه في خَفاءٍ، أَو تامٌّ مُحْكَمٌ قَوِيٌّ، قاله الأَزهريّ في ترجمة دجم⁣(⁣٩)، قال ذو الرُّمّة:

  وإِذْ نَحْنُ أَسْبَابُ المَوَدَّةِ بَيْنَنَا ... دُماجٌ قُوَاها لَمْ يَخُنْهَا وَصُولُهَا


(١) في اللباب: «ابن الحسن بن المطهر».

(٢) في التهذيب: اصله: وُلَجٌ.

(٣) في معجم البلدان: بفتح أوله وسكون ثانيه وجيم.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: قوله وكل هذا يقال ذلك كذا في النسخ، والظاهر إسقاط لفظ «ذلك» وعبارة اللسان: كل هذا إذا دخل الخ».

(٥) هذا ضبط التهذيب، وفي اللسان بفتح الدالِ والميم ضبط قلم.

(٦) في التهذيب واللسان: تضافروا.

(٧) في اللسان: «مجدامة ... الجدم»، بالدال المهملة. وفي التكملة فكالأصل، وما أثبتناه الصواب.

(٨) زيادة عن التهذيب.

(٩) التهذيب: «دمج».