تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خلط]:

صفحة 242 - الجزء 10

  ويَوْمُ مُخَطِّط، كمُحَدِّثٍ: من أْيّامِهِم، عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ، وأَنْشَدَ:

  إِلاّ أَكُنْ لاقَيْتُ يومَ مُخَطِّطٍ ... فقَدْ خَبَّرَ الرُّكْبَانُ ما أَتَوَدَّدُ

  والخُطَّة، بالضَّمِّ: الحُجَّة، كما في العُبَاب، وفي النّوادِرِ: يُقَالُ: أَقِمْ على هذا الأَمْرِ بخُطَّةٍ، وبحُجَّةٍ، مَعْنَاهُمَا وَاحدٌ.

  وقولُهم: خُطَّةٌ نائِيَةٌ، أَي مَقْصِدٌ بَعِيدٌ، كما في الصّحاح.

  وفيه أَيْضاً: قَوْلُهُم: خُذْ خُطَّةً، أَي خُذْ خُطَّةَ الانْتِصَاف، ومعناه: انْتَصِفْ.

  وفُلانٌ يَبْنِي خُطَطَ المَكَارِم، وهو مَجَازٌ.

  وغُلامٌ مُخْتَطٌّ، كمُخَطِّط، وهو مَجازٌ.

  وجَارَاهُ فما خَطَّ غُبَارَهُ، أَي ما شَقَّ، كما في الأَساسِ، واللِّسانِ، وهو مَجازٌ.

  قَالَ الفَرّاءُ: ومِنْ لُعَبِهم: تَيْسُ عَمَاءٍ خُطْخُوط، قال الصّاغَانِيُّ: ولم يُفَسِّرْها.

  [خلط]: خَلَطَهُ، أَي الشِّيْءَ، بغَيْرِه يَخْلِطُه، بالكَسْرِ، خَلْطاً، وخَلَّطَهُ تَخْلِيطاً: مَزَجَهُ، أَعمّ من أَنْ يَكُونَ في المَائعاتِ أَو غَيْرِها، وقَدْ يُمْكِنُ التَّمْيِيزُ بَعْدَ الخَلْطِ في مِثْل الحَيَوَانَاتِ والحُبُوبِ. وقال المَرْزُوقيّ: أَصلُ الخَلْطِ: تَدَاخُلُ أَجزاءِ الشَّيْءِ بَعْضِها في بَعْضٍ وإِن تُوُسِّع فقيل: خَلِطٌ⁣(⁣١) لمن يَخْتَلِطُ كثيراً بالنّاس، فاخْتَلَطَ الشَّيْءُ: امْتَزَج.

  وخَالَطَهُ مُخَالَطَةً وخِلَاطاً: مَازَجَه.

  والخِلْطُ، بالكَسْرِ: السَّهْمُ والقَوْسُ المُعْوَجّانِ، أَي السَّهْمُ الَّذِي يَنْبُتُ عُودُه على عِوَجٍ، فلا يَزال يَتَعَوَّج وإِن قُوِّم. وكذلِكَ القَوْمُ، وشاهِدُه قولُ ابْنِ الأَعْرَابِيِّ:

  وأَنْتَ امْرُؤٌ خِلْطٌ إِذا هي أَرْسَلَتْ ... يَمِينُك شَيْئاً أَمْسَكَتْه شِمَالُكَا

  أَي إِنك لا تَسْتَقِيم أَبداً، وإِنما كالقَدْحِ الَّذِي لا يَزالُ يَتَعَوَّجُ وإِنْ قُوِّم، وشَاهِدُ القَوْسِ قَوْلُ المُتَنَخِّلِ الهُذَلِيِّ:

  وصَفْرَاءِ البُرَايَةِ غَيْرِ خِلْطٍ ... كوَقْفِ العاجِ عَاتِكَةِ اللِّيَاطِ

  هكَذَا في اللِّسَانِ، والَّذِي قَرَأْتُه في شِعْرِ المُتَنَخِّلِ في الدَّيوانِ.

  وصَفْرَاءِ البُرَايَةِ عُودِ نَبْعٍ⁣(⁣٢)

  ويُكْسَرُ اللامُ فيهما.

  وعن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ: الخِلْط: الأَحْمَقُ، والجَمْعُ: أَخْلاط، والاسمُ الخَلَاطَة، بالفَتْحِ، كما سَيَأْتي.

  وكُلُّ ما خَالَطَ الشَيْءَ فهو خِلْطٌ و في حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ: «كُنَّا نُرْزَقُ تَمْرَ الجَمْعِ على عَهْدِ رَسُولِ الله » وهو الخِلْط مِنَ التَّمْرِ، أَي المُخْتَلِطُ من أَنْوَاعٍ شَتَّى، ج: أَخْلاطٌ.

  ويقالُ: رَجُلٌ خِلْطٌ مِلْطٌ، بالكَسْرِ فِيهِمَا: مُخْتَلِطُ النَّسَبِ، وفي العُباب: مَوْصُومُ النَّسَبِ، وقالَ الأَصْمَعِيُّ: المِلْطُ: الذِي لا يُعْرَف له نَسَبٌ ولا أَبٌ، وأَمّا خِلْط ففِيه قَوْلان: أَحَدُهما أَنه المُخْتَلِطُ النَّسَبِ، والثَّانِي: أَنَّه وَلَدُ الزِّنَا، وبالأَخِيرِ فُسِّرَ قولُ الأَعْشَى يَهْجُو جُهُنّاماً، أَحَدَ بَنِي عَبْدانَ:

  أَتانِي ما يَقُول لِيَ ابنُ بَظْرَا ... أَقَيْسٌ يا بنَ ثَعْلبَةِ الصَّباحِ

  لِعَبْدَانَ ابنِ عاهِرَةٍ وخِلْطٍ ... رَجوفِ الأَصْلِ مَدْخُولِ النَّوَاحِي⁣(⁣٣)

  وامْرَأَةٌ خِلْطَةٌ، بالكَسْرِ: مُخْتَلِطَةٌ بالنَّاسِ مُتَحَبِّبَةٌ، وكذلِكَ رَجُلٌ خِلْطٌ.

  وأَخْلاطُ الإِنْسَانِ: أَمْزِجَتُه الأَرْبَعَةُ التي عليها بِنْيَتُه.

  والخَلِيطُ، كأَمِيرٍ: الشَّرِيكُ، ومنه الحَدِيثُ: «ما كانَ من خَلِيطَيْنِ فإِنَّهُمَا يَتَرَاجَعانِ بَيْنَهُمَا بالسَّوِيَّةِ» كما سيأْتي.

  والخَلِيطُ: المُشَارِكُ في حقُوقِ المِلْكِ كالشِّرْبِ والطَّرِيقِ ونَحْوِ ذلِكَ، ومنه الحَدِيثُ أَي حَدِيثُ الشُّفْعَةِ:


(١) بالأصل «خليط لمن يخلط كثيراً» والمثبت عن المطبوعة الكويتية.

(٢) ديوان الهذليين ٢/ ٢٦ وفيه: فرع نبع.

(٣) ديوانه وفيه: ابن بُظرَى.