تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قلح]:

صفحة 175 - الجزء 4

  بعض النُّسخ «كاقتسح»، من باب الافتعال. وهو قاسِحٌ وقسَّاحٌ⁣(⁣١) ومَقسوحٌ، هذه حِكايةُ أَهل اللُّغة. قال ابن سيده: ولا أَدرِي للفظِ مفعولٍ هنا وَجْهاً، إِلّا أَن يكونَ موضوعاً مَوضِع فاعِلٍ، كقوله تعالى: {كانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا}⁣(⁣٢) أَي آتياً.

  وقَسَحَ الحَبْلَ: فَتلَه.

  والقَسَح، محرَّكَةً والقُسُوح والقُسَاحُ اليُبْس، أَو بَقيّةُ الإِنعاظِ، أَو شِدَّته.

  وفي التهذيب: إِنّه لقُسَاحٌ مَقسوحٌ: يابسٌ صُلْب.

  وقاسَحَهُ: يابَسَه.

  وثَوبٌ قاسِحٌ: غليظٌ. ورُمْحٌ قاسِحٌ: صُلبٌ شديدٌ.

  [قشح]: قَشَاحِ، كقَطَام: الضَّبُعُ. ويقال: ثَوْبٌ قاشِحٌ، أَي قاسحٌ، بالسين، لغةٌ فيه.

  والقُشَاحُ، كغُرَابِ: اليابِسُ، كالقُسَاح بالسين. وهذه المادّة تَركَها الجوهريُّ وابنُ منظور.

  [قفح]: قَفَحَه، كمَنعَه: كَرِهَه وتَرَكَه. وفي التهذيب: قَفَحَ فلانٌ عن الشيْءِ مِثْل الطَّعَام وغيرِه: امْتَنَعَ عنه.

  وقَفَحَت نَفْسُه عن الطّعَام، إِذا تَرَكَه. وقال شَمِرٌ: نَفْسٌ قافِحةٌ، أَي تارِكة⁣(⁣٣).

  وعن ابن دريدٍ: قَفَحَ الشَّيْءَ إِذا اسْتَفَّه كما يُستَفُّ الدَّواءُ⁣(⁣٤).

  والقَفِيحَة هي الزُّبْدَة تُحْلَب عليها الشَّاةُ.

  وعَجَاجَةٌ قَفْحَاءُ، وهي أَن تَرَى شُعُوباً فيها كثيرةً تَتَشَعَّبُ مِنْهَا.

  [قلح]: القَلَحُ، محرّكَةً: صُفْرةٌ تَعلو الأَسْنَانَ في النّاس وغيرِهِم. وقيل هو أَنه تَكثُر الصُّفْرَةُ على الأَسنانِ وتَغْلُظَ ثم تَسوَدّ أَو تَخضرّ. وقال أَبو عُبيدٍ: هو صُفْرة في الأَسنانِ ووَسَخٌ يَرْكَبها من طُولِ تَرْكِ السِّوَاكِ. وقال شَمِرٌ: الَحِبْر صُفْرَةٌ في الأَسنان، فإِذا كثُرَت⁣(⁣٥) وغَلُظَت واسودَّت واخضَرّت فهو القَلَح. ومن الغريب ما نقله شيخُنا عن بعضهم: القَلَح صُفرةُ أَسنانِ الإِنسانِ، وخُضْرةُ أَسنانِ الإِبل، كالقُلَاح، بالضّمّ، وإِطلاقُه يُوهِم الفتحَ، وهو غيرُ سديدٍ. قال الأَزهريُّ: وهو اللُّطاخ الذي يَلْزَق بالثَّغْر. وقد قَلِحَ، كفَرِحَ، قَلَحاً. والمرأَةُ قَلْحَاءُ، وجَمعُهَا قُلْحٌ. قال الأَعشى:

  قد بَنَى اللُّؤْمُ عليهم بَيْتَه

  وفَشَا فيهم مع اللُّؤمِ القَلَحْ

  وقَلَّحَ الرَّجلَ والبَعِيرَ: عالَجَ قَلَحَهما. ومن ذلك قولهم: عَوْدٌ، بفتح العين المهملة وسكون الواو يُقَلَّح، أَي تُنَقَّى أَسنانُه وتُعَالَج من القَلَح، وهو من باب قَرَّدْتُ البَعيرَ: نَزعْت عنه قُرَادَه، ومَرَّضت الرَّجُلَ، إِذا قُمْت عليه في مَرَضه، وطَنَّيتُ البَعيرَ، إِذا عالَجْته من طَنَاه⁣(⁣٦). فالتَّفعيلُ للإِزالةِ.

  والقِلْحُ بالكسر: الثَّوْبُ الوَسِخُ، وللمُتَلَبِّس به قَلِحَ كفَرِحَ، قالَه شَمِرٌ.

  والقلْحُ بالفتح: الحِمَارُ المُسنّ. وقال ابن سِيده: الأقلَحُ الجُعَل، لقَذَرٍ في فِيه، صفةٌ غالبةٌ.

  والأَقلَحُ بنُ بَسَّام البُخَاريّ، محدِّثٌ يَرْوِي عن محمَّد بن سَلّام البِيكَنْدِيّ. وعاصمُ بن ثابِتِ بن أَبي الأَقلَح، هكذا في النُّسخ المصحَّحة، ووَقَع في بعضها بغير الكُنْيَة وهو خَطَأٌ؛ صحابيٌّ، كانَ يَضْرِب الأَعناقَ بين يدَيه ÷.

  وفي النَّوادِر: تَقَلَّحَ فُلانٌ البِلَادَ تَقلُّحاً: تَكسَّبَ فيها في الجَدْب وتَرقَّعها في الخِصْب.

  والقِلْحَمُّ، بالكسر المُسِنّ، وموضِعه حرف الميم، وسيأْتي البيان هناك إِن شاءَ الله تعالى.

  * ومما يستدرك عليه:

  ما ورد في الحديث عن كعب: «أَنّ المرأَةَ إِذَا غَابَ


(١) في اللسان: قُسَاحٌ.

(٢) سورة مريم الآية ٦١.

(٣) وشاهده: قول الطرماح:

يسوف خراطة مكر الجنا

ب حتى يرى نفسه فاقحه

(٤) والقَفْحُ: لغة يمانية عن ابن دريد الجمهرة ٢/ ١٧٥.

(٥) اللسان: كبرت.

(٦) الطنى: لزوق الطحال والرئة بالأضلاع من الجانب الأيسر.