تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جيض]:

صفحة 31 - الجزء 10

  [جيض]: جَاضَ عَنْهُ يَجِيضُ: حَادَ، كما في الصّحاح عن الأَصْمَعِيّ، وعَدَلَ، كما في العُبَاب، والصَّاد لُغَةٌ فيه، عن يَعْقُوبَ، وقد تَقَدَّمَ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لجَعْفَرِ بنِ عُلْبَةَ الحَارِثيِّ:

  ولَمْ نَدْرِ إِنْ جِضْنَا منَ المَوْتِ جَيْضَةً ... كَم العُمْرُ باقٍ والمَدَى مُتَطَاوِلُ

  كجَيَّضَ تَجْيِيضاً، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ، وأَنْشَد لرُؤْبَةَ:

  وجَيَّضُوا عَنْ قَصْرِهِم وجَيَّضُوا ... هَنَّا وهَنَّا فاستُخِفَّ الخُفَّضُ

  والجِيَضُّ، كهِجَفُّ، قال الجَوْهَرِيّ: نَقَلَه أَبو عُبَيْدٍ عن الأَصْمَعِيّ، وزَادَ ابنُ الأَنْبَارِيّ: الْجِيِضَّى⁣(⁣١)، مِثْلُ زِمِكَّى: مِشْيَةُ بتَبَخْتُرٍ واخْتِيَالٍ. قال رُؤْبَة: -

  مِنْ بَعْدِ جَذْبِي المِشْيَةَ الجِيِضَّى ... في سَلْوَةٍ عِشْنا بِذكَ أَبْضَا

  وجَايَضَهُ مُجَايَضَةً: فَاخَرَهُ⁣(⁣٢)، عن ابن عَبّادٍ. يُقَالُ: جايَضْنَاهُم بفُلانٍ، أَي فَاخَرْنَاهُم به.

  * ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه:

  الْجَيْضَةُ: الرَّوَغَانُ، والعُدُولُ عن القَصْدِ.

  وجَاضَ عنه: نَفَرَ، وقِيل فَرَّ، حَكَاهُ ابنُ السِّيدِ في الفَرْقِ. وجاضَ في مِشْيَتِه مِثْلُ جَضَّ. ورَجُلٌ جَيَّاضٌ وجَوَّاضٌ، على المُعَاقَبَةِ: يَمْشِي مُتَبَخْتِرا.

فصل الحاء مع الضاد

  [حبض]: الْحَبَضُ، مُحَرَّكَةً: التَّحَرُّكُ، يُقَال: ما بِهِ حَبَضٌ ولا نَبَضٌ، أَي حَرَاكٌ، كما في الصّحاح والعُبَاب، وزادَ في اللِّسَانِ: لا يُسْتَعْمَلُ إِلاّ في الجَحْدِ.

  وقال أَبو عَمْرٍو: الحَبَضُ: الصَّوْتُ، والنَّبَضُ: اضْطِرَابُ العِرْقِ، كَذَا هو نَصُّ أَبِي عَمْرٍو، ونَقَلَه الجَوْهَرِيّ. وقال الأَصْمَعِيّ: لا أَدرِي ما الحَبَضُ، كما في الصّحاح أيضاً. ويُقَال: هو أَشَدُّ مِنَ النُّبْضِ. وقد حَبَضَ العِرْقُ يَحْبِضُ حَبْضاً، وكَذلِكَ حَبَضَ القَلْبُ، إِذا ضَرَب ضَرَباناً شَدِيداً. وأَصابَت القَومَ دَاهِيَةٌ من حَبَضِ الدَّهْرِ، أَي من ضَرَبَانِهِ.

  وعن ابن دُرَيْدٍ: الْحَبَضُ: القُوَّةُ، قال تَقُولُ العَرَبُ: ما به حَبَضٌ ولا نَبَضٌ، يُرِيدُون: ما به قُوَّةٌ.

  وقال غيرُه: الْحَبَضُ: بِقِيَّةُ الحَيَاةِ. وحَبَضَ الرَّجُلُ يَحْبِضُ، من حَدِّ ضَرَبَ: مَاتَ، عن اللِّحْيَانِيّ.

  وحَبِضَ بالوَتَرِ كضَرَبَ، وسَمِعَ أَنْبَضَ، وذلِكَ أَنْ تَمُدَّ الْوَتَرَ ثُمَّ تُرْسِلَهُ فيَقَع عَلَى عَجْسِ القَوْسِ.

  وحَبِضَ السَّهْمُ حَبْضاً بالفَتْحِ وحَبَضاً، مُحَرَّكَةً: وَقَعَ بيْنَ يَدَيِ الرّامِي ولَمْ يَسْتَقِمْ، وهو من حَدِّ ضَرَبَ وسَمِع أَيْضاً، كما صَرَّحَ به في العُبَابِ واللّسَان. وفاتَه من مَصادِرِهِ: حُبُوضاً، قال الجَوْهَرِيّ: وهو خِلاف الصَّارِد⁣(⁣٣).

  وقال اللَّيْثُ: حَبِضَ السَّهْمُ، إِذا ما وَقَعَ بالرَّمِيَّةِ وَقْعاً غَيْرَ شَدِيدٍ، وأَنشَدَ لرُؤْبَةَ:

  والنَّبْلُ تَهْوِي خَطَأً وحَبْضَا

  قال الأَزْهَرِيُّ: وما ذَكَره اللَّيْثُ مِنْ أَنَّ الْحَابِضَ الَّذِي يَقَعُ بالرَّمِيَّةِ وَقْعاً غَيْرَ شَدِيدٍ، لَيْس بصوابٍ⁣(⁣٤).

  وحَبَضَ مَاءُ الرَّكِيَّةِ يَحْبَضُ حُبُوضاً: نَقَصَ وانْحَدَرَ.

  ظاهِرُ سِيَاقِهِ أَنَّه من حَدّ نَصَرَ، وقد صَرَّحَ الصّاغَانِيّ في العُبَابِ أَنّه من حَدّ ضَرَبَ وسَمِعَ.

  والْحَبْضُ، بالفَتْح: الصَّوْتُ الضَّعيفُ، عن ابن عَبَّادٍ، قُلتُ: وهو مَأْخُوذٌ من حَبِضَ السَّهْمُ، إِذا وَقَعَ بَيْنَ يَدَيْهِ لِضَعْفِهِ.

  والحُبَاضُ، كغُرَابٍ: الضَّعْفُ، عن ابنِ دُرَيْدٍ.

  ويُقَالُ: حَبَضَ حَقُّهُ يَحْبِضُ حُبُوضاً: بَطَلَ وذَهَبَ، مَأْخُوذٌ من حَبَضَ مَاءُ الرَّكِيَّةِ.

  وأَحْبَضْتُهُ: أَبْطَلْتُهُ.


(١) ضبطت بالقلم في الصحاح بفتح الياء، وصرح بها نصاً في التكملة.

(٢) في القاموس: «وجايضه مانعه وعاجله» وعلى هامشه عن نسخة أخرى: «وجايضه فاخره» كالأصل وفي التكملة: والمجايضة: المفارخة.

(٣) عن الصحاح وبالأصل «الصادر».

(٤) وصوّب ما قاله الأصمعي وأبو زيد في الحابض من السهام الذي يقع بين يدي الرامي، انظر التهذيب ٤/ ٢٢١.