تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شيع]:

صفحة 256 - الجزء 11

  انتِشَارُ شَعَرِ الرَّأْسِ وتَفَرُّقُه وصَلابَتُه، حَتَّى كأَنَّهُ شَوْكٌ، قال الشّاعِرُ:

  وِلا شَوَعٌ بخَدَّيْهَا ... وِلا مُشْعَنَّةٌ قَهْدَا

  وِهو أَشْوَعُ، وهي شَوْعَاءُ، وبه سُمِّيَ الرجُلُ أَشْوَع، ج: شُوعٌ، بالضَّمِّ.

  وِقالَ ابنُ عَبّاد: الشَّوَعُ: بَيَاضُ أَحَدِ خَدَّيِ الفرَسِ وهو أَشْوَعُ، وهي شَوْعَاءُ.

  وِقاضِي الكُوفَةِ سَعِيدُ بنُ عَمْرِو بنِ أَشْوَعَ الهَمْدَانِيُّ، كأَحْمَدَ، من الثِّقَاتِ الأَثْبَاتِ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ قلتُ: وقد رَوَى عن بِشْرِ بن غالِب، ورَبِيعَةَ بنِ أَبْيَضَ، والشَّعْبِيِّ، وعنه الحارِثُ بن حَصِيرَةَ، والحَجَّاجُ بنُ أَرْطَاةَ، وسَلَمَةُ بنُ كُهَيْل، كذا في حَوَاشِي الكَمَالِ.

  وِالمِشْوَاعُ، كمِحْرَابٍ: مِحْرَاثُ التَّنُّورِ، عن ابنِ عَبّادٍ، قال: كَأَنَّهُ من شَيَّعَ النَّارَ، وأَصلُه مِشْيَاعٌ، ولكِنَّه كصِبْيَانٍ وصِبْوَانٍ، كما في العُبَابِ.

  وِقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ: يُقَالُ للرَّجُلِ: شُعْ شُعْ، بضَمِّهِمَا، وهُو أَمْرٌ بالتَّقَشُّف وتَطْوِيل الشَّعَرِ، ومنه قِيلَ: فُلانٌ ابنُ أَشْوَعَ.

  وقالَ الجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ: هذا شَوْعُ هذا، وشَيْعُ هذا لِلَّذِي وُلِدَ بَعْدَه ولمْ يُولَدْ بَيْنَهُمَا، هكَذا نصُّ الصّحاحِ والعُبَاب واللِّسَانِ، وليْسَ في كُلٍّ مِنْهَا شَيْءٌ، وإِنَّمَا زادَه المُصَنِّفُ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:

  شَوَّعَ القَوْمَ تَشْوِيعاً: جَمَعَهم، وبه فُسِّرَ قولُ الأَعْشَى:

  نُشَوِّعُ عُوناً ونَجْتَابُهَا⁣(⁣١)

  ويُقَال منه: شِيعَةُ الرَّجُلِ، والأَكْثَرُ أَنْ يَكُونَ عَيْنُ الشِّيعَة ياءً؛ لِقَوْلِهِم: أَشْيَاعٌ، اللهُمَّ إِلّا أَنْ يَكُونَ من باب أَعْيَادٍ، أَو يَكُون شَوَّعَ على المُعَاقَبَة. وشاعَةُ الرَّجُل: امْرَأَتُه، وإِنْ حَمَلْتَها عَلَى مَعْنَى المُشَايَعة واللزُومِ فأَلِفُهَا ياءٌ.

  ومَضَى شَوْعٌ من اللَّيْل، وشُوَاعٌ، حُكِيَ عن ثَعْلَبٍ، قال ابنُ سِيده: ولَسْتُ منه على ثِقَة. قلتُ: والصَّوابُ أَنَّهُ بالسِّينِ المُهْمَلَةِ، وقد تَقَدَّم.

  وِالمِشْوَاعُ، كمِحْرَابٍ: شُسْتَقَةٌ تحت خِمَار المَرْأَة، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ عن ابن عَبّادٍ.

  وقال ابنُ القَطّاعِ: أَشاعَ ببَوْلهِ: قَطَرَهُ قلِيلاً قَليلاً.

  وِأَشْوَعَ الرَّجُلُ أَخاهُ: وُلِدَ بَعْدَه.

  [شيع]: شاعَ الخَبَرُ في النّاسِ يَشِيعُ شَيْعاً، بالفَتْحِ، وشُيُوعاً، بالضَّمِّ، وَمَشاعاً، بالفَتْح، وشَيْعُوعَةً، كدَيْمُومَةٍ، وشَيَعاناً، مُحَرَّكَةً. اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ منها على الرّابعِ، فهو شائِعٌ: ذاعَ وفَشَا وظَهَرَ وانْتَشَرَ، وقَوْلُهم: هذا خَبَرٌ شائعٌ، وقد شاعَ في النّاسِ، مَعْنَاهُ: قد اتَّصَلَ بكُلِّ أَحَدٍ، اسْتَوَى عِلْمُ الناسِ بهِ، ولم يَكُنْ عِلْمُه عندَ بَعْضِهم دُونَ بَعْضٍ.

  وِسَهْمٌ شائِعٌ وشاعٍ، ومُشَاعٌ: غيرُ مَقْسُوم، الثّاني مَقْلُوبٌ كما يُقَالُ: سائِرُ الشَّيْءِ، وسارُهُ، قاله الجَوْهَرِيُّ، قال ابنُ بَرِّيّ: وشاهِدُهُ قولُ رَبيعَةَ بنِ مَقْرُوم:

  لَهُ وَهَجٌ من التَّقْرِيبِ شَاعُ

  أَي: شائِعٌ، ومثلُه:

  خَفَضُوا أَسِنَّتَهم فكُلٌّ ناعَ⁣(⁣٢)

  أَي: نائِعٌ.

  ويقالُ: ما فِي هذِه الدّارِ سَهْمٌ شائعٌ، أَي: مُشْتَهِرٌ ومُنْتَشِرٌ، ونَصِيبُ فُلانٍ في جَمِيعِ هذه الدّارِ شائِعٌ ومُشاعٌ، أَيْ ليسَ بمَقْسُومٍ ولا مَعْزُولٍ.

  وِيُقَالُ: هذَا شَيْعُ هذَا أَي شَوْعُه، أَو مِثْلُه الأَخِيرُ قولُ أَبِي عُبَيْدٍ.

  وِالشَّيْعُ: المِقْدَارُ يُقَال: أَقامَ فُلانٌ شَهْراً أَو شَيْعَه. نَقلَه الجَوْهَرِيُّ، أَي مِقْدَارَه، أَو قَرِيباً منه.


(١) كذا بالأصل، وروايته في ديوانه ص ١٦٠.

تراها كأحقب ذي جدتي ... ن يجمع عوناً ويجتالها

فعلى هذه الرواية فلا شاهد فيه.

(٢) البيت في اللسان «نوع» ونسبه للأجدع بن مالك وتمامه فيه:

خيلان من قومي ومن أعدائهم ... خفضوا أسنتهم وكلٌّ ناعي