تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[فلل]:

صفحة 587 - الجزء 15

  كما في اللِّسانِ.

  [فلل]: فَلَّهُ يَفُلُّه فَلًّا وفَلَّلَهُ تَفْلِيلاً: ثَلَمَهُ؛ فَتَفَلَّلَ وانْفَلَّ وافْتَلَّ، الأَخِيرَان مُطاوِعا فَلَّهُ؛ وتَفَلَّلَ مُطاوِعُ فَلَّلَهُ.

  ولذا قالَ شيْخُنا: فيه تَخْلِيطُ بالنِّسْبَةِ لقَواعِدِ الصَّرْفيِّين، ويحملُ كَلامه على اللفِّ والنّشْر المُشَوَّش، انْتَهَى.

  وقالَ بعضُ الأَغْفالِ:

  لو تَنطِح الكُنادِرَ العُضُلَّا

  فَضَّت شُؤُونَ رأْسِه فافْتَلَّا⁣(⁣١)

  وفي حَدِيْث أُمِّ زَرْعٍ: «شَجَّكِ أَو فَلَّكِ أَو جَمَع كُلًّا لَكِ»، أَرادَتْ بالفَلِّ الكَسْرَ والضَّرْبَ، تقولُ: إنَّها معه بينَ شَجِّ رأْسٍ أَو كَسْرِ عُضْوٍ أَو جَمْع بَيْنهما؛ وقيلَ: أَرادَتْ بالفَلِّ الخُصُومَةَ.

  وفَلَّ القومَ يفُلُّهم فَلًّا: هَزَمَهُم فانْفَلُّوا وتَفَلَّلوا، أَي انْهَزَمُوا.

  وقَوْمٌ فَلٌّ: مُنْهزِمونَ، يَسْتَوِي فيه الواحِدُ والجَمْعُ.

  قالَ ابنُ بَرِّي: ومنه قَوْلُ الجعْدِيِّ:

  وأَراهُ لم يُغادِر غير فَل

  أَي المَفْلُول.

  وفي قَصِيد كَعْبٍ:

  إِن يترك القِرْن إِلَّا وهو مَفْلولُ⁣(⁣٢)

  أَي مَهْزومٌ، ج فُلولٌ، بالضمِّ، وأَفْلالٌ، هكذا في النسخِ، والصَّوابُ: فُلَّالٌ، كرُمَّانٍ.

  ففي المُحْكَمِ: قالَ أَبو الحَسَنِ: لا يخلو مِنْ أَنْ يكونَ اسْمَ جَمْع أَو مَصْدراً، فإنْ كانَ اسْمَ جَمْع فقِياسُ واحِدِه أَنْ يكونَ فالًّا كشارِبٍ وشَرْبٍ، ويكونَ فالٌّ فاعِلاً بمعْنَى مَفْعولٍ لأَنَّه هو الذي فُلَّ، ولا يلزمُ أَنْ يكونَ فُلولٌ جَمْعَ فَلٍّ بلْ هو جَمْعُ فالٍّ لأنَّ جَمْعَ الجَمْعِ⁣(⁣٣) نادِرٌ؛ وأَمَّا فُلَّالٌ فجَمْعُ فالٍّ لا مَحالَةَ، لأَنَّ فَعْلاً ليسَ ممَّا يُكَسَّر على فُعَّال، فتأَمَّل. وسَيْفٌ فَليلٌ ومَفْلولٌ وأفلُّ ومُنْفَلٌّ: أَي مُنْثَلِمٌ؛ قالَ عَنْتَرَةَ:

  وسَيْفي كالعَقِيقةِ وهو كِمْعِي

  سِلاحِي لا أَفَلَّ ولا فُطارا⁣(⁣٤)

  وسَيْفٌ أَفَلُّ بَيِّنُ الفَلَل: ذو فُلُولٍ؛ وفُلولُهُ: ثُلَمُهُ وهي كُسورٌ في حَدّهِ واحِدُها فَلٌّ.

  وقد قيلَ: الفُلُولُ مَصْدَرٌ والأَوَّلُ أَصحّ، قالَ النابِغَةُ الذُّبيانيُّ:

  بهِنَّ فُلولٌ من قِراعِ الكَتائِبِ⁣(⁣٥)

  وفي حدِيْث سَيْف الزُّبَيْر: «فيه فَلَّة فُلَّها يومَ بَدْرٍ»؛ الفَلَّةُ الثَّلْمَةُ في السَّيْفِ.

  والفَليلُ: نابُ البعيرِ المنكسِرُ، وفي الصِّحاحِ: إِذا انْثَلَمَ.

  والفَلِيلُ: الجماعَةُ كالفَلِّ، والجَمْعُ فُلولٌ؛ قالَ أَعْشَى باهِلَةَ:

  فجاشَتِ النَّفْسُ لمَّا جاءَ فَلُّهُم

  ورَاكِب جاءَ مِن تَثْلِيث مُعْتَمِر

  أَي جَماعَتُهم المُنْهزِمُونَ.

  والفَليلُ: الشَّعَرُ المُجْتَمِعُ كالفَليلَةِ.

  قالَ ابنُ سِيْدَه: فإمَّا أَنْ يكونَ مِن بابِ سَلَّة وسَلٍّ، وإمَّا أنْ يكونَ مِن الجَمْعِ الذي لا يفارِقُ واحِدَه إلَّا بالهاءِ؛ قالَ الكُمَيْت:

  ومُطَّرِدِ الدِّماء وحيث يُلْقى

  من الشَّعَر المضَفَّر كالفَلِيلِ⁣(⁣٦)

  والجَمْعُ فَلائِلُ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لابنِ مُقْبِلٍ:

  تَحَدَّرَ رَشَحْاً لِيتُه وفَلائِلُه


(١) اللسان.

(٢) من قصيدته بانت سعاد برواية «مجدول» وصدره:

إذا يساور قرناً لا يحلّ له

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: لأن جمع الجمع نادر، الذي في اللسان: لأن جمع اسم الجمع نادر كجمع الجمع ا ه».

(٤) ديوانه ط بيروت ص ٤٣.

(٥) ديوانه ص ٦ وصدره فيه:

ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم

والبيت في المقاييس ٤/ ٤٣٤ وعجزه في اللسان والتهذيب.

(٦) اللسان والمقاييس ٤/ ٤٣٤ والتهذيب.