تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قسحب]:

صفحة 319 - الجزء 2

  أَلَا أَرَاكَ يا ابْنَ بِشْرٍ خَبَّا ... تَخْتِلُها خَتْلَ الوَلِيدِ الضَّبَا

  حتَّى سَلَكْتَ عَرْدَك القِسْيَبَّا ... في فَرْجِها ثمَّ نَخَبْتَ نَخْبَا

  والقِسْيَبٌّ⁣(⁣١) الطَّويلُ من الرجال.

  والقَسُوبُ مُخَفَّفَةً: الخُفُّ، وهو القَفَشُ والنِّخافُ⁣(⁣٢)، عن ابن الأَعرابيّ.

  والقَسُّوبُ، مُشَدَّدَةً: الخِفَافُ هكذا وقع، قال ابْن سِيدَهْ: لا واحِدَ لها ولم أَسمع، قال حسَّانُ بْنُ ثابتٍ:

  تَرَى فَوْقَ أَذْنَابِ الرَّوَابِي سَواقِطاً ... نَعالاً وقَسُّوباً ورَيْطاً مُعَضَّدَا

  والقَيْسَبُ، كحَيْدَرٍ: شَجَرٌ من الأَشجارِ. وقالَ أَبو حنيفةَ: هو أَصْلُ الحَمْضِ وقال مَرَّةً: القَيْسَبَةُ، بالهاءِ، شجرةٌ،⁣(⁣١) تَنْبُتُ خيوطاً من أَصْلٍ واحدٍ، وترتفعُ قَدْرَ الذِّرَاع، ونَوْرَتُها كنوْرَةِ البَنَفْسَجِ، ويُسْتَوْقَدُ بِرُطُوبَتِها كما يُسْتَوْقَدُ اليَبِيسُ.

  وقَيْسَبٌ: اسْمٌ.

  وقَسَبَ الماءُ يَقْسِبُ، من باب ضرب: جَرَى، وله قَسِيبٌ، كأَمِيرٍ: جَرْيٌ، وصَوْتَ؛ قال عَبِيدٌ⁣(⁣٣):

  أَو فَلَجٌ بِبَطْنِ وادٍ ... لِلْمَاءِ منْ تَحْتِهِ قَسِيبُ

  قال ابْنُ السِّكِّيتِ: مَرَرْتُ بالنَّهْرِ وله قَسِيبٌ، أَي جِرْيَةٌ.

  وزاد في الأَساس: مِنْ تحتِ الشَّجَرِ⁣(⁣٤). وفي التّهذيب القَسِيبُ: صوتُ الماءِ تَحْتَ وَرقٍ، أَو قُماشٍ. قالَ عَبِيدٌ:

  أَوْ جَدْوَلٍ في ظِلالِ نَخْلٍ ... لِلْمَاءِ مِنْ تَحْتِهِ قَسِيبُ

  وسَمِعْتُ قَسِيبَ الماءِ: خَرِيرَه، أَي صوتَهُ. وقَسَبتِ الشَّمْسُ: شَرَعَتْ وأَخَذَت في المَغِيبِ.

  والقاسِبُ: الغُرْمُولُ المُتْمَهِلُّ، أَي الذِّكَرُ الصُّلْبُ الشدِيدُ.

  وَسمَّوْا قَيْسَبَةَ، كما سَمَّوْا قَيْسَبَاً، باسْمِ الشَّجَرِ.

  [قسحب]: القُسْحُبُّ، كطُرْطُبٍّ، وقد تَقَدَّم ضَبْطُهُ: الضَّخْم، مثَّلَ به سِيبويْهِ، وفَسَّرهُ السِّيرافِيُّ.

  [قسقب]: القُسْقُبُ: هو القُسْحُبُّ بمعنى الضَّخْمِ، زِنَةً ومَعْنىً.

  [قشب]: القَشْبُ: الخَلْط، وكُلُّ ما خُلِطَ، فقد قُشِبَ و [كذلك]⁣(⁣٥) كلّ شَيْءٍ يُخْلَطُ به شَيْءٌ يُفْسِدُهُ، تَقُولُ: قَشَبْتُهُ⁣(⁣٦). وأَنشدَ الأَصْمَعِيُّ للنّابغة الذُّبْيانِيِّ:

  فَبِتُّ كَأَنَّ العَائِداتِ فَرَشْنَنِي ... هَراساً به يُعْلَى فِراشِي ويُقْشَبُ

  ويُقَال القَشْبُ: سَقْيُ السَّمِّ، وخَلْطُهُ بالطَّعَامِ. والمنقولُ عن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ: القَشْبُ: خَلْطُ السَّمّ وإِصلاحُه حتى يَنْجَعَ في البَدَن ويَعْمَلَ. وقَشَبَ الطَّعَامَ يَقْشِبُهُ قَشْباً، وهو قَشِيبٌ.

  وقَشَّبَهُ، أَي مُشَدَّداً: خَلَطَهُ بالسَّمّ. ونَسْرٌ قَشِيبٌ: قُتِلَ بالغَلْثَى، أَو خُلِطَ له في لَحْمٍ يأْكُلُه سَمٌّ، فإِذا أَكلَه قَتَلَهُ فيؤخَذُ رِيشُه. قال أَبو خِرَاشٍ الهُذَلِيُّ:

  بِهِ يَدَعُ⁣(⁣٧) الكَمِيَّ عَلَى يَدَيْهِ ... يَخِرُّ تَخَالُهُ نَسْراً قَشيبَا

  عن أَبي عَمْرٍو: قَشَبْتُ للنَّسْرِ: هو أَن تَجْعَل السَّمَّ على اللَّحْمِ حتّى يَأْكُلَهُ فيموتَ، فيؤخَدَ رِيشُه، وقَشَّبَ لَهُ: سقاهُ السَّمَّ، وقَشَبه قَشْباً: سَقاهُ السَّمَّ.

  والقَشْبُ: الإِصابَةُ بالمَكْرُوهِ من القَوْل والمُسْتَقْذَرُ⁣(⁣٨) في نُسْخَتِنا بالجَرِّ على أَنَّهُ عَطْف على المكروه، وصوابُهُ بالرَّفع، والتّقدير: والقَشْبُ المُسْتَقْذَرُ، بدليلِ ما يأْتِي؛


(١) اللسان: القَسْب.

(٢) عن اللسان، وبالأصل «القفس والنخاب».

(٣) اللسان (فلج) وفيه: «قال عُبيدة. وذكر البيت. ثم قال: الجوهري: ولو رُوي في بطون وادٍ لاستقام وزن البيت، والجمع أفلاج.».

(٤) لم ترد في الاساس المطبوع.

(٥) زيادة عن اللسان.

(٦) في اللسان: قَشِّبته.

(٧) كذا بالأصل والصحاح، وفي اللسان: ندع.

(٨) في نسخة ثانية من القاموس: المكروه المستقذر.