تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[يهم]:

صفحة 780 - الجزء 17

  يَوْماهُ: يومُ نَدًى ويومُ طِعان⁣(⁣١)

  أَي هو دَهْرُهُ كَذلِكَ.

  ويُسْتَعْملُ بمعْنَى الدَّوْلَةِ وزَمَنِ الوِلاياتِ نحْو: {وَتِلْكَ الْأَيّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النّاسِ}؛ قالَهُ ابنُ هِشامٍ.

  وقالَ ابنُ السِّكِّيت: العَرَبُ تقولُ: الأَيَّامُ في معْنَى الوَقائعِ، يقولونَ: هو عالِمٌ بأَيَّامِ العَرَبِ، أَي وَقائِعِها.

  وقالَ شَمِرٌ: إِنَّما خصُّوا الأَيَّامَ بالوَقائِعِ دونَ ذِكْر اللَّيالي لأَنَّ حُروبَهم كانتْ نَهاراً، وإذا كانتْ ليْلاً ذكرُوها، كقَوْله:

  لَيْلةُ العُرْقوبِ حتى غامرَتْ ... جَعْفَرٌ يُدْعى ورَهْطُ بن شَكَلْ⁣(⁣٢)

  وقد يُرادُ بالأَيَّام العُقوباتُ والنّقَمُ، وبه فَسَّر بعضٌ قوْلُه تعالَى: {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيّامِ اللهِ}.

  وقالوا: اليومُ يَوْمُك: يُرِيدونَ التَّشْنيعَ وتَعْظيمَ الأَمْرِ.

  ولَقِيْتُه يومَ يومَ، حَكَاه سِيْبَوَيْه وقالَ: مِن العَرَبِ مَنْ يَبْنِيه، ومنهم مَنْ يُضِيفُه إلَّا في حدِّ الحالِ أَو الظرْفِ.

  [يهم]: اليَهَمُ، محرَّكةً: الجُنونُ، قالَ رُؤْبَة:

  أو راجزٌ فيه لَجاجٌ ويَهَمْ⁣(⁣٣)

  وِمنه الأَيْهَمُ: وهو مَن لا عَقْلَ له ولا فَهْمَ كالأَهْيَمِ.

  وِالأَيْهَمُ: الحَجَرُ الأَمْلَسُ.

  وِأَيْضاً: الجَبَلُ الصَّعْبُ الطَّويلُ الذي لا يُرْتَقَى، وقيلَ: هو الذي لا نَباتَ فيه.

  وِأَيْضاً: الجَبَلُ الصَّعْبُ الطَّويلُ الذي لا يُرْتَقَى، وقيلَ: هو الذي لا نَباتَ فيه.

  وِأَيْضاً: الأَصَمُّ مِن الناسِ؛ وأَنْشَدَ الأَزْهرِيُّ:

  كأَني أُنادِي أَو أُكَلِّمُ أَيْهَما⁣(⁣٤)

  وِأَيْضاً: البَرِّيَّةُ⁣(⁣٥). حَكَى ابنُ جنيِّ: بَرٌّ أَيْهَمُ لا يُهْتَدى له، وليسَ له مُؤَنَّث.

  وِأَيْضاً: الشُّجاعُ الذي لا يَنْحاشُ لشيءٍ، كذا في التهْذِيبِ.

  وفي المُحْكَم: هو الجَرِيءُ الذي لا يُسْتَطاعُ دَفْعُه.

  وِالأَيْهمانِ عِنْدَ أَهْلِ البادِيَةِ: السَّيْلُ، والجَمَلُ الهائِجُ الصَّؤُولُ يُتَعوَّذُ منهما، وهُما الأَعْميانِ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عن ابنِ السِّكِّيت.

  وقد جاءَ في الحَدِيْث: «كان النبيُّ ، يَتَعوَّذُ من الأَيْهَمَيْنِ».

  وقالَ أَبو زيْدٍ: أَنتَ أَشدُّ وأَشْجعُ مِن الأَيْهَمَيْنِ، وهُما الجَمَلُ المُغْتَلِم والسَّيْلُ، ولا يقالُ لأَحدِهما: أَيْهَم.

  وقيلَ: إنَّما قيلَ للجَمَل لأنَّه إذا هاجَ لم يُسْتَطَعْ دَفْعُه بمنْزِلَةِ الأَيْهَمِ مِن الرِّجالِ الذي لا يَنْطِق فيُكلَّم أَو يُسْتَعْتَبُ.

  قالَ ابنُ السِّكِّيت: وِهُما عِنْدَ الحاضِرَةِ السَّيْلُ والحَريقُ، وبهما فَسّر الحدِيْث أَيْضاً.

  قالَ أَبو عُبَيْدٍ: وِمنه سُمِّيَتِ اليَهْماءُ، وهي الفَلاةُ التي لا يُهْتَدَى فيها للطَّريقِ؛ قالَ الأَعْشَى:

  وَيَهْماءُ بالليل عَطْشَى الفَلا ... ةِ يُؤْنِسُني صَوْتُ فَيَّادِها⁣(⁣٦)

  وفي حدِيْثِ قُسٍّ:

  كلُّ يَهْماء يَقْصُرُ الطَّرْفُ عنها ... أَرْقَلَتْها قِلاصُنا إِرْقالا⁣(⁣٧)

  وكَذلِكَ الهَيْماء، وِاليَهْماءُ أَكْثَرُ اسْتِعْمالاً وليسَ لها مُذَكَّرٌ مِن نوْعِها.

  قالَ ابنُ جنيِّ: ليسَ أَيْهَمُ وِيَهْماءُ كأَدْهَمَ ودَهْماءَ لأَمْرَيْن:


(١) اللسان والتهذيب.

(٢) اللسان ونسبه في التهذيب للبيد، والبيت في ديوانه ط بيروت ص ١٤٦ برواية: «.... لما غامرت ... ورهط ابن شكل».

(٣) ملحق ديوانه ص ١٨٢ واللسان والتكملة والتهذيب.

(٤) في التهذيب: «فإني أنادي» والمثبت كاللسان.

(٥) على هامش القاموس عن إحدى النسخ: والبَرُّ.

(٦) ديوانه ط بيروت ص ٦٠ وفيه: «غطشى» والمثبت كاللسان، والبيت في الصحاح.

(٧) اللسان.