تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عرفص]:

صفحة 306 - الجزء 9

  سَيَكْفِيكَ صَرْبَ القَوْم لَحْمٌ مُعرَّصٌ ... وماءُ قُدُورٍ في القِصَاعِ مَشِيبُ

  ويُرْوَى مُعَرَّض، بالضاد، كما في الصّحاح⁣(⁣١). وهذا البيت أَوْرَدَه الأَزْهَرِيّ في «التَّهْذِيب» للمُخَبَّلِ⁣(⁣٢) فقال: وأَنْشَد أَبُو عُبَيْدَةَ بَيْتَ المُخَبَّلِ. وقال ابنُ بَرِّيّ: هو للسُّلَيْكِ بْنِ السُّلَكَةِ السَّعْدِيّ ومثْلُه في العُبَابِ.

  أَو لَحْمٌ مُعَرَّصٌ، أَي مُقَطَّع، وهذَا قَوْلُ الفَرَّاءِ. أَو لَحْمٌ مُعَرَّصٌ: مُلْقًى في الجَمْرِ، وفي بعض النُّسَخ: على الجَمْرِ، فَيَخْتَلِطُ بالرَّمَاد ولا يَجُودُ نُضْجُهُ، فإِذا غَيَّبْته في الجَمْرِ فهو المَمْلُول فإِذا شَوَيْته فوْق الجَمْرِ فهو المُفأَدُ⁣(⁣٣)، وإِذا شوَيْتهُ على حِجَارَةٍ أَو مِقْلًى فهو المُضَهَّبُ.

  والمَحْنوذ:(⁣٤) المَشْوِيّ بالحجَارة المُحْمَاة خاصّة، وهذا قولُ اللّيْثِ. وقال الأَزهَرِيّ: وقولُ الليْثِ أَعْجَبُ إِليَّ مَن قوْل الفرّاءِ، وقد رَوَيْنا عن ابْنِ السِّكِّيت نحْواً من قَوْلِ الليْث.

  وقال ابن حَبِيب: بَعِيرٌ مُعَرَّصٌ، وهو الَّذِي ذَلَّ ظَهْرُه لا رَأْسُهُ، وكانُوا يَرْكَبُون بغَيْرِ خَطْمٍ فَيَذلُّ ظَهْرُ البَعيرِ، ولا يَذلُّ رَأْسُه.

  واعْتَرصَ: لَعِبَ ومَرِحَ. يُقَال: تَرَكْتُ الصِّبْيَانَ يَعْتَرِصُون، أَي يَلْعَبُون ويَمْرَحُون، ومنه أُخِذَت العَرْصَةُ، كما تَقَدّم.

  واعْتَرَصَ جِلْدُه وارْتَعَصَ: اخْتَلَجَ، وأَنْشَدَ ابنُ فارِسِ في المَقَاييس:

  إِذا اعْتَرَصْتَ كاعْتِرَاصِ الهِرَّهْ ... أَوْشَكْتَ أَنْ تَسْقُطَ في أُفُرَّهْ

  وقد تَقَدَّم هذَا عن ثَعْلَب.

  وتَعَرَّص: أَقَامَ. ونَصُّ النَّوَادر لابْن الأَعْرَابِيّ: يُقَال: تَعَرَّصْ يا فلانُ، وتَهَجَّسْ، وتَعَرَّجْ. أَي أَقِمْ.

  * وممَّا يُسْتَدْرَك عليه:

  اعْتَرَصَ البَرْقُ: اضْطَرَبَ. واعْتَرَصَ الرَّجُلُ: قَفَزَ ونَزَا، عن اللِّحْيَانِيّ.

  وعَرِصَ القَوْمُ كفَرِحَ: لَعِبُوا، وأَقْبَلُوا وأَدْبَرُوا يُحْضِرُون.

  [عرفص]: العِرْفاصُ، بالكَسْر: السَّوْطُ يُعَاقبُ به السُّلْطَانُ، كما في الصّحاح، وهو من العَقَبِ⁣(⁣٥) كالعِرْصافِ أَيضاً، وأَنشدَ المُبَرِّدُ:

  حَتَّى تَرَدَّى عَقَبَ العِرْفاصِ

  وقال ابنُ دُرَيْد: العِرْفاصُ: خُصْلَةٌ مِنَ العَقَبِ تَسْتَطيلُ.

  وقال أَيضاً: هو خُصْلَةٌ من العَقَبِ تُشَدُّ بها على قبَّةِ الهَوْدَج، لُغَةٌ في العِرْصافِ، ويُقَال: هو العَقَبُ الَّذِي يَجْمَعُ رؤوس خَشَبَاتِ الهَوْدَجِ، ج، عَرافِيصُ، وهي مَا عَلَى السَّناسِنِ كالعَصَافِيرِ، لغة في العَرَاصِيفِ. قاله ابنُ سيدَه.

  قال ابنُ دُرَيْدٍ: والعَيْنُ في العِرْفاص زائِدَةٌ، وإِنَّمَا هو من رَصَفت من الرّصاف، وهو العَقَب.

  * وممّا يُسْتَدرَكُ عليه عَرْفَصْتُ الشَّيْءَ عَرْفَصَةً، إِذا جَذَبْتَهُ فشَقَقْتَهُ مُسْتَطِيلاً، كما في اللِّسَان

  [عرقص]: العُرْقُصَاءُ، أَهمله الجَوْهَرِيّ، وقال اللَّيْثُ: هو بالضَّمِّ والمَدِّ، وكَذَا العُرَيْقِصاءُ: نَبَاتٌ بالبَادِيَةِ.

  وبَعْضٌ يقولُ في الوَاحِدَة: العُرَيْقِصَانَةُ، بالنُّون، والجَمْع العُرَيْقِصانُ. قال الأَزهريّ: ومَنْ قال عُرْقُصَاءُ وعُرَيْقصَاءُ فَهُمَا في الوَاحد والجَمْع مَمْدُودَانِ على حَالَةٍ وَاحِدَة والعَرَنْقُصَانُ، بالنّون بَعد الرَّاءِ، على الأَصْلِ. وقال الفَرَّاءُ: العَرَقْصانُ⁣(⁣٦) أَي بفتح العَيْنِ والرَّاءِ وكذا العَرَتُنُ، مَحْذُوفَان، الأَصلُ عَرَنْقُصانُ وعَرَنْتُنٌ، فَحَذَفُوا النُّونَ وأَبْقَوْا سائرَ الحَرَكَاتِ [على حالها]⁣(⁣٧)، وهُمَا نَبْتَانِ، وقال الدِّينَوَرِيُّ: العُرْقُصَاءُ: الحَنْدَقُوقَى، أَو يَرْبَطُو، هكذا في سَائر النُّسخ وهو الذُّرَقُ. قالوا: هو نَبَاتٌ سَاقُه كسَاقِ الرَّازِيَانجِ، وجُمَّتُه وَافِرَةٌ مُتَكَاثِفَةٌ، عَظِيمُ النَّفْع في جَمِيعِ


(١) في الصحاح المطبوع: معرص، بالصاد.

(٢) ورد البيت في اللسان مادة «شوب» منسوباً للسليك بن السلكة السعدي.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: المفأد، وزاد في اللسان: الفئيد».

(٤) في اللسان: مُحْنَذٌ وحَنِيذٌ.

(٥) العقب: العصب تعمل منه الأوتار.

(٦) ضبطت في اللسان بضم القاف.

(٧) زيادة عن اللسان.