تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وقد]:

صفحة 322 - الجزء 5

  الأَسَاس: اسْتَوْفَد في قِعْدَتِه: ارْتَفَع وانْتَصَبَ، ورأَيْتُه مُسْتَوْفِداً.

  وبَنُو وَفْدَانَ، بالفَتْح: حَيٌّ من العرب، أَنشد ابنُ الأَعْرَابِيّ:

  إِنَّ بَنِي وَفْدَانَ قَوْمٌ سُكُّ ... مِثْلُ النَّعَامِ والنَّعَامُ صُكُّ

  [والأَوْفَاد: قومٌ]⁣(⁣١).

  ويقال هُمْ على أَوْفَادٍ، أَي على سَفَرٍ قد أَشْخَصَنَا، أَي أَقْلَقَنَا، كأَوْفَازٍ.

  * ومما يستدرك عليه:

  هو كثير الوِفَادِ على المُلُوك. وما أَوْفَدَكَ عَلَيْنَا، واسْتَوْفَدَني، وتَوَافَدْنَا عليه.

  ومن المَجاز: الحَاجُّ وَفْدُ اللهِ. وَبَيْنَا أَنا في ضِيقٍ إِذْ أَوْفَد اللهُ عَلَيَّ بِرَجُلٍ⁣(⁣٢) فأَخْرَجَني منه. بمعنَى جاءَني به.

  وَرَكَبٌ مُوفِد: مُرْتَفِع، وكذا سَنَامٌ مُوفِدٌ.

  وتَوَفَّدت الإِبلُ والطَّيْرُ: تَسابَقَت، كذا في اللِّسانِ، وعِبَارة الأَساس: تَوَفَّدَت الأَوْعَالُ فوقَ الجَبَلِ: أَشْرَفَت⁣(⁣٣).

  وفي التكملة: تَشَوَّفَتْ. وكلّ ذلك مَجَازٌ.

  والأَوْفَاد: قَوْمٌ مِن العَربِ، أَنْشَد ابنُ الأَعْرَابِيّ:

  فَلَوْ كُنْتُمُ مِنَّا أَخَذْتُمْ بِأَخْذِنَا ... ولكِنَّمَا الأَوْفَادُ أَسْفَلَ سَافِلِ⁣(⁣٤)

  وَوَافِدُ بنُ سَلَامَةَ، رَوَى حَدِيثَه ضَمْرَةُ بن رَبِيعَةَ. ووافِدُ بنُ مُوسَى الذَّارِع، يقال فيه بالقاف أَيضاً.

  وأَبُو وَافِدٍ، روى عنه عبدُ الجبَّار بن نافِعٍ الضَّبِّيّ، ومحمّد بن يوسف بن وافِد، وأَبو بكر يحيى بن عبد الرحمن بن وافِدٍ اللَّخْمِيّ قَاضِي قُرْطَبَةَ، وأَبو المُرَجَّا سالِمُ بن ثِمَالِ بن عَفَّانَ بن وافِدٍ، كذا في التبصير للحافظ.

  تكميل: قد تَكَرَّر لَفْظُ الوَفْدِ في الحديثِ، وهم القَوْمُ يَجْتَمِعُون فَيَرِدُون البلادَ، واحِدُهُم وافِدٌ، وكذلك [الذين]⁣(⁣٥) يَقْصِدُونَ الأُمراءَ لِزيارَةٍ واسْتِرْفادٍ وانْتِجاعٍ وغيرِ ذلك، وفي الحديث: «وَفْدُ اللهِ ثَلَاثَةٌ» وفي حديث الشهيد: «فهو وافِدٌ لِسَبْعِينَ يَشْهَدُ لهم». وقوله: «أَجِيزُوا الوَفْدَ بِنَحْوِ ما كُنْتُ أُجِيزُهم».

  وقال النَّوَوِيُّ: الوَفْدُ: جَماعَةٌ مُخْتَارَةٌ للتقَدُّم في لِقَاءِ العُظماءِ. وقال الزّجَّاج في تَفْسِير قولِه تعالى: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً}⁣(⁣٦) قيل الوَفْدُ: الرُّكْبَانُ المُكَرَّمُونَ. وفي تفسير ابنِ كَثِير، ومنه أَخَذَ أَحَدُ الجَلالَيْنِ، أَنَّ الوَفْدَ القَادِمُونَ رُكْبَاناً. وفي العِنَايَةِ للخَفَاجِيّ أَنّ أَصْلَ الوُفودِ القُدُومُ على العظماءِ للعَطَايَا والاسْتِرْفَادِ. وفي شرْحهِ للشفاءِ أَثْنَاءَ إِعجازِ القرآنِ: أَصْلُ مَعْنَى الوَفْدِ الإِشْرَافُ.

  هذه أَقوالهم، وظاهرُ كلامِ المصنف كغيرِه من الأَئمَّةِ أَن الوَفْد والوُفُودَ هم القَوْمُ القادِمُون مُطلَقاً، مُشاةً أَو رُكْبَاناً، مُخْتَارِين للقاءِ العُظَماءِ أَوْلَا، كما هو ظاهِرٌ، ويمكن أَن يقال إِن كلامَ النَّوَوِيّ وغيرِه استعمالٌ عُرْفِيٌّ، وكلامَ المُصَنِّف وغيرهِ استعمالٌ لُغَوِيّ، والله أَعلم.

  [وقد]: الوَقَدُ، محرّكةً: النَّارُ نَفْسُها، قاله ابنُ فارِس، ومنه قولهم: ما أَعْظَمَ هذا الوَقَدَ. والوَقَدُ أَيضاً: اتِّقادُهَا، أَي فهو مَصدر أَيضاً، كالوَقْدِ، بفتح فسكون، والوُقودِ، بالضم، والوَقُودِ، بالفتح، الأَخير عن سِيبويه، وفي البصائر: وهذا شَاذٌّ، والأَكثر أَن الضمَّ للمصدرِ والفَتْحَ للحَطَبِ. وقال الزّجَّاجُ: المَصْدَر مَضمومٌ ويجوز فيه الفَتْح، وقد رَوَوا: وقَدَتِ النَّارُ وَقُوداً، مثل قَبِلْتُ الشيْءَ قَبُولاً، وقد جاءَ في المصدر فَعُولٌ والبابُ الضَّمُّ، والقِدَةِ كالعِدَة


(١) زيادة عن القاموس، ونبه بهامش المطبوعة المصرية وفيه: «في نسخة المتن المطبوع، بعد قوله: هي والأوفاد قوم، وقد استدركه الشارح بعد».

(٢) عبارة الأساس: «وبينما أنا في المضيق إذ وفد الله عليّ برجل ...».

(٣) في الأساس: تشرّفت.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: فلو كنتم الخ كذا في اللسان هنا، وتقدم في مادة وح د من الشارح واللسان إنشاده:

فلو كنتم منا أخذنا بأخذكم ... ولكنها الأوحاد ... ..

قال الشارح: هناك أراد بني الوحد من بني تغلب جعل كل واحد منهم احداً وفسره في اللسان فقال: وقوله: أخذنا يأخذكم أي أدركنا إبلكم فرددناها عليكم».

(٥) زيادة عن النهاية.

(٦) سورة مريم الآية ٨٥.