تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[رذم]:

صفحة 284 - الجزء 16

  وإسْماعيلُ بنُ المنتظرِ بنِ إسْماعيل الرَّدْمانيُّ مَوْلاهُم الحمصيّ⁣(⁣١)، تُوفي سَنَة إحْدَى⁣(⁣٢) ومائتينِ، ذَكَرَه ابنُ يونُسَ.

  والرَّدِيمُ، كأَميرٍ؛ لَقَبُ رجُلٍ مِن فُرْسانِهِم سُمِّي بذلِكَ لعِظَمِ خَلْقِهِ، وكانَ إذا وَقَفَ مَوْقفاً رَدَمَهُ فلم يُجاوِزْ.

  ودارَةُ المَرْدَمَةِ: لبَنِي مالِكِ بنِ ربيعَةَ، وقد ذُكِرَتْ في الدَّاراتِ.

  ورَدَمَ الشَّيءُ يَرْدُمُ رَدْماً: سَالَ، وهذه عن كُراعٍ.

  ورِوَايَةُ أَبي عبيدٍ وثَعْلَب: رَذَمَ بالذالِ المعْجَمَةِ، وعليه اقْتَصَرَ الجوْهَرِيّ كما سَيَأْتي.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  كلُّ ما لُفِقَ بعضُه ببعضٍ فقد رُدِمَ.

  وثوبٌ مُرَدَّمٌ ومُرْتَدَمٌ ومُتَرَدَّمٌ ومُلَدَّمٌ: خَلَقٌ مُرَقَّعٌ، كذا في المُحْكَمِ.

  وتَرَدَّمَ القوْمُ الأَرضَ: أَكَلُوا مَرْتَعَها مَرَّةً بعدَ مَرَّةٍ.

  ورَدَّمَ كَلامَه وتردَّمَهُ: تَعَقَّبَه حتى أَصْلَحَه وسَدَّ خَلَلَهُ، وهو مجازٌ.

  وأَرْدَمَ عليه المَرَضُ: لَزِمَهُ.

  ويومُ الرَّدْمِ: من أَيّامِهِم قُتِلَ فيه حُصَيْنُ ذو الغصَّةِ والمُثَلَّمُ بنُ قَيْسٍ.

  ورَدْمانُ بنُ الغَوْثِ: قَبيلَةٌ مِن حِمْيَرَ.

  [رذم]: كرَذَمَ أَنْفُهُ يَرْذُمُ ويَرْذِمُ، مِن حَدَّيْ نَصَرَ وضَرَبَ، رَذْماً، بالفتحِ، ورَذَماناً، محرَّكة: سَالَ.

  وفي الصِّحاحِ: رَذَمَ الشَّيءُ: سَالَ وهو مُمْتَلِئٌ، هذه رِوَايَةُ أَبي عُبَيْدٍ وثَعْلَب.

  ورَوَاه كُراعٌ بالدالِ المهْمَلَةِ وقد تقدَّمَ، قالَ كَعْبُ بنُ زُهَيْرٍ:

  ما لي منها إذا ما أَزْمَةٌ أَزَمَتْ ... ومن أُوَيْسٍ إذا ما أَنْفُهُ رَذَمَا⁣(⁣٣)

  والرَّذْمُ: القَطَرُ والسَّيَلان. وفي حَدِيث عَطاءٍ في الكَيْلِ: «لا دَقَّ ولا رَذْمَ»، هو أَنْ يَمْلأَ المِكْيالَ حتى يُجاوِزَ رَأْسَهُ.

  وناقَةٌ راذِمٌ: دَفَعَتْ بلبَنِها.

  والرَّذومُ، كصَبُورٍ: السَّائِلُ من كلِّ شيءٍ.

  وقالَ أَبو الهَيْثَمِ: هو القَطُورُ مِن الدَّسَم.

  والرَّذُومُ: القَصْعَةُ المُمْتَلِئَةُ تَصُبُّ⁣(⁣٤) شَحْماً ولَحماً حتى إنَّ جوانِبَها لتَنْدى أَو تَسِيلَ دَسَماً.

  وقالَ ابنُ الأعْرَابيِّ: الرَّذومُ: العُضْوُ المُمِخُّ، أَي المُمْتَلِئُ مِن المُخِّ؛ ج رُذْمٌ، ككُتُبٍ، ويُحَرَّكُ، مِثْلَ عَمْودٍ وعُمُدٍ وعَمَدٍ.

  قالَ الجوْهَرِيُّ: ولا تَقُل: رِذَمٌ أَي بكسْرٍ ففتحٍ؛ قالَ أُمَيَّةُ بنُ أَبي الصَّلْت يمْدَحُ عبدَ اللهِ بن جُدْعانَ:

  إلى رُذُمٍ من الشِّيزَى مِلاءٍ ... لُبابَ البُرِّ يُلْبَكُ بالشِّهادِ⁣(⁣٥)

  وقد رَذِمَتِ القَصْعَةُ، كفَرِحَ، رَذَماً وأَرْذَمَتْ، وقلَّما يُسْتَعْمَلُ إلَّا بفِعْلٍ مُجاوزٍ مِثْل أَرْذَمَتْ.

  والرَّذْمُ، بالفتحِ وكغُرابٍ: الفَسْلُ، نَقَلَه اللّيْثُ.

  وأَرْذَمَ على الخَمْسينَ: زَادَ، نَقَلَه الجوْهَرِيُّ.

  والرَّوْذَمَةُ: مَشْيُ البِرْذَوْنِ.

  ورأَيْتُ رَذَماً من النَّاسِ، محرَّكةً، أَي مُتَفَرِّقِيْنَ.

  وقَوْلُهم: صارَ بَعْدَ الوَشْيِ والخَزِّ في رَذَمِ أَي في خُلْقانِ.

  قلْتُ: الصَّوابُ ذِكْرُه في رَدَمَ فإنَّه بالدالِ المهْمَلَةِ، وهكذا ذَكَرَه غيرُ واحِدٍ مِن الأَئِمَّةِ هُنالكَ.

  وهو في رَذَمانٍ من النَّاسِ، محرَّكةً، أَي لَيْسوا بالكَثيرِ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  قُدورٌ رَذِمَةٌ، كفَرِحَةٍ؛ مُتَصَبِّبةٌ مِن الامْتِلاءِ.

  وكِسْرٌ رَذُومٌ: يَسِيلُ وَدَكُه.


(١) في اللباب: مصري.

(٢) قيد ابن الأثير وفاته بالعبارة: سنة إحدى وثلاثين ومائتين.

(٣) اللسان.

(٤) على هامش القاموس عن إحدى نسخه: «تَصَبَّبُ» ومثلها في التهذيب.

(٥) اللسان.